الخميس, ديسمبر 19, 2024
مقالات ضرورة تعزيز الإنجاب كمقاومة مجتمعية في مواجهة السياسات الاستعمارية في الأحواز

 ضرورة تعزيز الإنجاب كمقاومة مجتمعية في مواجهة السياسات الاستعمارية في الأحواز

التاريخ:

إشترك الآن

اشترك معنا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد.

المقدمة

 

 

يعاني النظام الإيراني مجتمعيا من انخفاض عدد الشباب بين السكان الإيرانيين، خاصة بين القومية الفارسية، حيث يسجل الفرس معدلات منخفضة جدا من الإنجاب، حتى بات يحذر إثر ذلك جل الساسة من تبعات الشيخوخة بينهم من جهة، ومن تبعات ذلك على مختلف الأصعدة سيما التركيب السكاني القومي من جهة أخرى. وذلك لأنه لو قورن مستوى الإنجاب بين الفرس بباقي الشعوب الأخرى، سيما الشعب البلوشي السني، لتبين تفوق عدد المواليد بين البلوش، على سبيل المثال، على الفرس بنسب كبيرة. 

 

 

 

وبغض النظر عن التبعات التي قد تحدث من جراء انخفاض الإنجاب، ولكن أولى التبعات هي تغيير التركيب السكاني القومي الإيراني، ما ينذر استمرار هذا العدد من الإنجاب بين القومية الفارسية وباقي الشعوب ينذر برجحان كفة أولئك، وما يعني ذلك بأن عدد الشعوب قد يفوق في العقود المقبلة التعداد السكاني الإيراني الفارسي. 

 

 

 

ومن هنا دأبت دولة الإيرانية على وضع محفزات كبيرة، من قروض وسيارات وقطع سكنية، من أجل تحفيز الإنجاب. وأكبر ما له دلالة كبيرة على تخوف النظام الإيراني من ذلك على مستقبل الدولة، هو منع المحفزات الحكومية المشار إليها عن منطقة البلوش، وعدم تخصيص أي منها لمن ينجب من الشعب البلوشي، في إشارة صريحة إلى الدوافع والمخاوف غير المعلنة الواقفة خلف هذه القرارات والتخوف من تبعاتها الكبيرة على حال النظام الإيراني ومستقبله وبقاءه. 

 

 

 

وضع الإنجاب الإيراني

 

 

 

إنه إثر مختلف الأسباب، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية في إيران وارتفاع مستوى الفقر ووقوع الملايين من الشعوب القابعة في النظام الإيراني تحت خط الفقر، إنخفض مستوى الإنجاب عموما، ومستوى الإنجاب بين الشعب الفارسي خصوصا، سيما في المحافظات الفارسية المركزية نظير العاصمة طهران ومحافظة أصفهان وفارس وخراسان وكرمان إلخ، التي تشهد تسجيل معدلات إنجاب منخفضة حتى بلغت في العام الراهن أقل معدلات الإنجاب منذ نصف القرن الماضي، حتى تصدرت «الدولة الإيرانية» قائمة أكثر الدول انخفاضا في الإنجاب. وتشير إحصاءات النظام الإيراني إلى أن السنوات السبع الأخيرة شهدت انخفاضا مطردا في عدد المواليد حتى بلغ معدل النمو 0.7 بالمئة، ويتوقع أن يبلغ في العقد المقبل إلى معدل نمو 0.0 بالمئة. ويشير هذا المستوى من النمو إلى أن 30 مليون نسمة من مجموع «التعداد السكاني الإيراني البالغ 92 مليون» سيصبحون من الشيوخ ظرف العقود الثلاثة المقبلة. وهذا الإحصاء هو ما أشار له مركز دراسات البرلمان الإيراني حيث أفاد بأن عدد كبار السن في العقود الأربعة الأخيرة قد ازداد من 5 بالمائة إلى 10 بالمئة، وأنه سيبلغ في العام 2041 إلى 20 بالمئة، وفي العام  2051  إلى 30 مليون نسمة.

 

 

 

أما على مستوى عدد الوالدين فتشير إحصائيات منظمة  السجل المدني الإيرانية المعنية بإصدار شهادات الميلاد، في فترة العامين الماضيين، تفيد بأن معدل عمر الوالد عند الإنجاب بلغت سن 32.1، أما الأم فقد بلغ معدل عمرها عند الإنجاب 27.3.     

 

 

   

 وهكذا تظهر هذه المعطيات البسيطة إلى أن السمة البارزة للتعداد السكاني الإيراني يعاني من أمرين رئيسيين، أولهما انخفاض التعداد السكاني عموما، وثانيا الشيخوخة. فمستوى انخفاض التعداد السكاني ينعكس مباشرة على التركيب الديموغرافي الإيراني، سيما التفوق الفارسي على مستوى الجمعية، حيث يعتبر النظام الإيراني بأن القومية الفارسية هي الأكثرية من باقي الشعوب التركية والكردية والعربية، مما يخلق ذلك ارتباكا على التفوق هذا، إذا صح. وتخلق مشكلة الشيخوخة شتى أنواع التبعات المجتمعية والسياسية والاقتصادية، حيث ستعني فقدان اليد العاملة، وفقدان التحرك المجتمعي، بالإضافة إلى جميع القضايا التي تجلبه الشيخوخة في باقي البلدان.  

 

 

 

وضع الإنجاب الأحوازي

 

 

 

وإذا ما كان هذا هو حال الإنجاب في النظام الإيراني، فإنه يجب النظر إلى الأحواز في ظل مثل هذه المعدلات التي تنشرها الأجهزة الإيرانية عن أحوال مختلف المناطق. وتشير جميع الاحصائيات، بغض الطرف عن اختلاف أعدادها ونسبها، إلى أن «المحافظات الإيرانية» التالية سجلت، في العام 2021، أكبر النسب في مستوى الإنجاب، وهي سيستان وبلوشستان، ويزد، وخراسان الجنوبي، و«خوزستان» يعنون بها شمال الأحواز. بينما كان مستوى الإنجاب في محافظات مثل كيلان ومازندران وتهران والبرز وسمنان، هو الأدني بين باقي المحافظات، وهي كلها محافظات فارسية.  

 

 

 

وبينما تعكس الإحصائيات المنشورة من قبل النظام في باقي محافظاته الأحوال العامة للإنجاب، ولكن لا يمكن قراءة الوضع الأحوازي في الإنجاب استنادا على هذه الاحصائيات العامة، وذلك لأنها تعاني من مد استيطاني كبير يجعل هذه الاحصائيات لا تعبر عن أحوال العرب، الشعب الأحوازي حصرا ودون غيره. ولذلك يجب البحث كثيرا عن تلك الاحصائيات التي يتكتم عليها النظام فيما يتعلق بمختلف أحوال الأحوازيين، وسيما الإنجاب.  

 

 

 

ولذلك السؤال يكون هو: ما هي نسب الإنجاب بين الأحوازيين العرب، وليس المستوطنين الذين يعدون أنفسهم أحوازيين أيضا؟

 

 

ونظرا لانعدام الإحصائيات التي تفرز بين الإنجاب العربي والفارسي، ونظرا لتكتم النظام الإيراني على تعداد الشعب الأحوازي على وجه الخصوص، ومحاولته الحثيثة في التقليل من التعداد السكاني العربي، فإن الاستناد الأول سيكون على انطباعات يعيشها الفرد الأحوازي. وتفيد هذه الانطباعات بأنه على الرغم من تصريح النظام الإيراني باحتلال «محافظة خوزستان» وهي شمال الأحواز المرتبة الثالثة من حيث أعلى النسب إنجابا، ولكن المدن الأحوازية شمالا، خاصة الأحواز العاصمة وعبادان والمحمرة والخفاجية والسوس، تسجل حسب المعاينات اليومية انخفاضا كبيرا في معدل الإنجاب. فبينما كان جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، إلى حدود التسعينات، يسجل عدد أبناء تفوق الأربعة، وبمعدل أربعة أبناء لكل أسرة على الأقل، شهدت فترة الألفين والعقد الثاني من الألفين انخفاضا في نسب الإنجاب، وباتت الأسر الأحوازية لا تنجب أكثر من ثلاث أبناء. وذلك بعد أن كان عدد الأبناء في الأسرة الواحدة، في العقود الأربعة الأخيرة يبلغ الثمانية أو السبعة أو الستة أو الخمسة كأقل حد. وذلك انطباع يمكن تزكيته بشهادات الأجيال التي عاصرت هذا العدد من الأسر. 

 

 

 

وبينما تكون هذه الانطباعات أكثر تعبيرا عن الشعب الأحوازي ومستويات إنجابه، لكن عدم القدرة على توثيقها يجعلها مجرد انطباعات تتطلب الاستناد على ما ينشره النظام الإيراني: فبموجب هذه الاحصائيات يكون مستوى الإنجاب في الأحواز تضاعف بنسبة 0.1 بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي. كما تفيد هذه الاحصائيات بأن نسبة الولادة في المدن بلغ 72 بالمئة مقابل 28 للقرى. ولكن الملاحظ على احصائيات النظام الإيراني هو أن احتلال المرتبة الثالثة لشمال الأحواز في الإنجاب على مستوى إيران، قد تم في عملية تراجعية في عموم «المحافظات الإيرانية». وذلك يعني أن المرتبة الثالثة ظلت للأحواز في خضم تراجع باقي المحافظات الإيرانية، وتراجع الأحواز معها أيضا. وهكذا يعني ذلك أن المرتبة الثالثة ظلت على حالها للأحواز في دورة من التراجع مع باقي المناطق.  وهذا ما يفسر انخفاض معدل الإنجاب من 5.8 في العام 1996 إلى 3.7 في العام 2018. كما كان معدل الإنجاب في العام 1986 يبلغ 147 ألف بينما انخفض هذا المعدل في العام 2020 إلى 97 ألف. أما العام 2021 بلغ هذا المستوى إلى 89 ألف. والملاحظ هنا هو النقطة المذكورة سابقا من أنه على الرغم من احتلال شمال الأحواز المرتبة الثالثة وبعض الأحيان الثانية من حيث زيادة الإنجاب، لكنها نسبة في انخفاض مطرد إذا قورنت بالأعوام الماضية

 

 

 

ماذا تريد هذه الاحصائيات الإشارة إليه؟

 

 

الإنجاب استراتيجية نضالية

 

 

 

إن التطرق إلى هذه الاحصائيات على شكل سريع، والمحاولة في كشف بعض جوانبها، لم يكن مطلوبا بحد ذاته؛ أولا لأن معظم هذه الاحصائيات، كما ستتم الإشارة، غير موثوقة وتم العبث بها من جانب النظام الإيراني، وثانيا لأنها احصائيات لا تتعلق بالعرب الشعب الأحوازي بل هي خليط من الإحصائيات المتعلقة بهم وبالمستوطنين معا، مما يجعلها لا تدل على الشعب كبيرة دلالة.

 

 

 

إن الأنظمة الإيرانية منذ احتلال الأحواز لغاية اليوم، حاولت جاهدة تقزيم التعداد السكاني الأحوازي، حيث البحث في مختلف الإحصائيات الخاصة بالتعداد السكاني للعرب الأحوازيين يشير إلى تخبط كبير فيها. فهذا آخر إحصاء رسمي أخذ مساحة واسعة من الصحافة يشير إلى أن عدد العرب 1.6 مليون نسمة في العام 2024.  بينما كانت تحقيقات عالمية قد أشارت إلى أن العدد السكاني الأحوازي يقارب أضعاف هذا العدد المنشور من قبل النظام الإيراني. كما تثبت دراسات أخرى لباحثين أحوازيين بأن العدد السكاني الأحوازي في كامل ربوع الأحواز يفوق ثمانية مليون نسمة.  

 

 

 

ومن جهة عدم موثوقية هذه الإحصائيات هو ما يتعلق بفرز العدد السكاني العربي عن المستوطنين، حيث أن الاحصائيات هذه تجعل جمعية نفوس الأحواز خليطا منهما، وهذا يفقد العرب استقلالهم فضلا عن التبعات المختلفة التي تجعلهم في الأقلية وما ينتج عن ذلك من تنفيذ مختلف التمييز ضدهم.

 

 

 

  • النضال بالإنجاب

 

 

 

إن الوقت الراهن من حياة الشعب الأحوازي يشير، بما لا لبس فيه، إلى أن العناية بالتعداد السكاني من قبل مراكز الدراسات والبحوث الجامعية الخاصة بهذا الجانب، تمنح الشعب الأحوازي وعيا هو بأمس الحاجة إليه حول ما يمكن لعامل التعداد السكاني أن يلعبه في إدارة الصراع مع سياسات إيران الاستيطانية. فبينما تضرب الشيخوخة بالشعب الفارسي صاحب دولة الاحتلال، فإن الاستمرار على كثرة الإنجاب، وفقا للعادات العربية التي تفضل زيادة الأبناء، سيعني مقاومة خفية ونضالا لا تطاله يد القتل والإرهاب الإيراني، سيحقق للشعب مكاسب كثيرة لا يمكن عدها. وفيما يلي يتم الإشارة إلى بعض هذه المكاسب الناتجة من زيادة الإنجاب بين الأحوازيين:  

 

 

 

  • هدم الرواية الإيرانية القائلة بأقلية الشعب: وفي مقدمة هذه الإنجازات والمكاسب التي لا تستطيع يد الدولة الإيرانية الوصول إليها هي إخراج الشعب الأحوازي من طائل أقلية، أقلية لم تنل من ثقة الشعب بنفسه فحسب، بل تحولت إلى ذريعة كبيرة بيد النظام الإيراني من أجل التطاول على حقوق الشعب الأحوازي في شتى المجالات، سواء الاقتصادية أو المجتمعية والثقافية والسياسية، أو الاقتصادية التي جعلت معظم الشعب الأحوازي منهوب الخيرات مفقر من قبل أجهزة النظام الإيراني الاستغلالية التي عبثت بخيرات الشعب ونهبتها على وتيرة متسارعة، طيلة عقود طويلة.  

 

 

 

  • القضاء على الاستيطان: وإذا كان الاستيطان من أكثر التبعات التباسا بتحويله إلى نمو سكاني طبيعي، فإن سياسة الإنجاب ستفعل ذات المفعول مع هذا المد الاستيطاني الخبيث، حيث لا يمكن أبدا التعامل مع زيادة الإنجاب بأنه غير طبيعي، ولذلك سيتم مجابهة أمر الإستيطاني الملتبس بالأمور الطبيعية، حسب رواية الاحتلال الإيراني ومستوطنيه، سيتم مقابلته بأسلوب طبيعي حقا، حيث يعمل المد السكاني الأحوازي على عدة جبهات في هذا السياق، منها التضييق الاقتصادي على المستوطنين الوافدين وجعل فرص العمل، سواء الأعمال الحرة أو الجهاز البيروقراطي للنظام، غير حكر على يدهم، ويتم مزاحمة المستوطنين ومنافستهم على خيرات الوطن، بعد أن كانت لمدى عقود خاصة بهم يتمتعون بها مناهضين لأي اقتراب أحوازي عربي منها. كما أن هذا العامل سيجعل الوصول إلى السكن مضيقة للمستوطنين، ولن يستطيع المستوطن الاستحواذ على أراض سكنية في أفضل الأحياء في المدن العربية، وهو يطرد من خلالها الأقلية العربية إلى حواشي المدن وأطرافها. وذلك لأن زيادة العدد السكاني لا يمكن أن يسمح بذلك، ولأن هذه الزيادة تستجلب معها خطط عمرانية عربية بعيدة عن إدارة النظام وخططه العنصرية الرامية إلى إبعاد العرب إلى الهوامش. وبالمثل يعمل زيادة عدد السكان العرب إلى سلب الأراضي الزراعية من الشركات الكبرى نظير قصب السكر التي تحولت إلى مصنعا لجلب الأرباح إلى المستوطنين، وذراعا للنظام في توظفيهم ومنحهم شتى المزايا الهادفة إلى تحفيزهم على البقاء في الأحواز. وهذا الأمر يتكرر أيضا في التجارة الحرة حيث أن زيادة القوى التجارية العربية الأحوازية، يجعل المستوطنين أمام منافسين عرب من أهل هذا الوطن، يخبروا خيراتها وطبيعة التجارة الرائجة فيها، مما يخلق تجارة عربية ببضاعة عربية وميول تجارية عربية، بدل استحواذ التجارة الفارسية المتحكمة بأذواق العرب ومختلف البضاعات التي تروج بينهم، وتسوق لهم، سواء من حيث الملبوس أو العادات الغذائية أو مختلف البضائع ذات الطابع الثقافي. 

 

 

 

  • الحفاظ على الثقافة واللغة والموروث: ولما تتحول الأغلبية الساحقة في الوطن الأحوازي إلى أكثرية عربية تفوق المستوطنين، بفعل زيادة الإنجاب، فإن جميع السياسات التفريسية التي مارسها النظام منذ قرن تصبح في مهب الريح وتذوب إلى غير رجعة. وذلك لأن زيادة التركيب السكاني العربي، لن يسمح بجعل العرب أقلية يتم ازدراء ثقافتهم ولغتهم وموروثهم، ولأن هذه الزيادة تجعل المدينة العربية، عربية بأهلها وتفوق سكانها وليس مجرد عربية باتت تناصف المستوطنين الفرس القادمين عليها من شتى مناطق إيران. إن زيادة العدد السكاني أكثر ما يظهر نفسه بجلاء بإنسياب فهو في الجانب الثقافي، حيث أن الثقافة ليست ساحة منافسة على خيرات قليلة، بل فيها من الفسحة والأفق ما يجعل المتفوق فيها سكانيا هو المتفوق فيها ثقافيا و مورثا ولغويا. وهذه هي طبيعة مجتمعية لا يمكن التقاضي عنها، وهي تكاد تكون بديهية، حيث أن التغلب الثقافي واللغوي دوما يكون لأصحاب الأكثرية في منطقة ما. ولذلك فإن تفوق العدد السكاني العربي لا بد أن يستجلب معه تفوق الثقافة العربية لغتها وعاداتها وموروثها.  

 

 

 

  • الاعتلاء بالقضية الأحوازية:  إلى مسألة تؤرق الدولة المحتلة وليس مجرد جماعات قليلة العدد يسهل السيطرة عليها، والعبث بمقدراتها. فلما يتحول العدد السكاني الأحوازي، خلال فترة جيل واحد فقط، إلى تعداد سكاني يصل إلى 15 مليون، إذا وعي الشعب ذلك واجتهد من أجل الوصول إليه، فحينها سيكون الشعب الأحوازي من أخطر الشعوب على بقاء الاحتلال. خاصة إذا استذكرنا إنخفاض العدد السكاني الفارسي وإصابتهم بشيخوخة كما تم الإشارة له أعلاه. وهذه قضية جد خطيرة إذا تم العناية بها، وعمل الشعب على وعي مختلف تشعباتها. إنها نضال بأرخص الأثمان، ومقاومة لا تستطيع أعتى جيوش العالم التصدي لها.  

 

 

 

  • خلق جمعية كبيرة ستصبح قوة حضارية:  للإعمار والإنتاج والتقدم. لأنه لو افترضنا تقدم واحد بالمئة من جمعية عشر مليون، أو خمسة عشر مليون عربي أحوازي، تقدمهم في العلم والإبداع والإعمار، فذلك سيعني إنتاج آلاف المبدعين والعلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين. 

 

 

وختاما لا يمكن تصور مقاومة ونضال لا يتم التعامل معه بالقتل والأسر والإعدام، سوى هذا النضال بكثرة الإنجاب، والتفوق السكاني على المستوطنين الفرس، وجعل الشعب الأحوازي جمعية تهابها الدولة الإيرانية المحتلة. ثم بما أن الأحواز تمتلك من الخيرات الطبيعية من نفط وغاز وزراعة ووفرة مياه وأرض خصبة وزراعة موفقة وهواء معتدل إلخ، فلا خشية على كثرة التعداد السكاني والخيرات التي في الأحواز ظلت بفعل النهب الإيراني تغذي 80 مليون إيراني سارق لخيراتها وثرواتها. 

 

 

 

وربما طبيعة النضال هذا والمقاومة هذه تكشفت لدى بعض القيادات الإيرانية العنصرية، ممن لديهم توجهات قومية متطرفة، فأوعزوا للدوائر الصحية بزيادة العمليات القيصرية بين الأمهات الأحوازيات محاولة لعقم النساء من إنجاب أكثر. وهذه الأحوال تحتاج استقصاء ميدانيا يثبت حجم هذه العمليات والجهات الصحية للنظام الواقفة خلفها، لأنها محاولة أخرى من أصحاب النزعات القومية المتطرفة لمنع تكاثر الأحوازيين والتصدي لهم في جميع الساحات، سيما ساحة الإنجاب والمواليد.  

 

 

 

 

 

رحيم حميد، باحث في معهد الحوار للابحاث والدراسات

 

 

 

"الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع معهد الحوار للأبحاث والدراسات"



error: Content is protected !!