الأحد, مارس 9, 2025
غير محددةالسياسة الإيرانية بعد وصول ترامب إلى السلطة: الخيارات الإيرانية لمواجهة الشرق الاوسط...

السياسة الإيرانية بعد وصول ترامب إلى السلطة: الخيارات الإيرانية لمواجهة الشرق الاوسط الجديد وموقف الأكراد

التاريخ:

إشترك الآن

اشترك معنا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد.

You have already subscribed to this mailing list!

منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير 2017، شهدت العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولات جذرية، كان أبرزها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018. هذا القرار أعاد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، ووضع إيران في موقف دفاعي يتطلب إعادة تقييم استراتيجياتها الإقليمية والدولية. في هذا المقال، سنناقش التطورات السياسية الإيرانية بعد وصول ترامب إلى السلطة، والخيارات المتاحة لإيران، وكيفية مواجهة ترامب للهيمنة الإيرانية في المنطقة، بالإضافة إلى موقف الشعب الكردي من النظام الإيراني، وخيارات الأكراد في حال توصل ترامب إلى اتفاق مع النظام الإيراني.

التطورات السياسية الإيرانية بعد وصول ترامب
  1. الانسحاب من الاتفاق النووي: كان الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA)، أحد أهم إنجازات الدبلوماسية الدولية خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ومع ذلك، اعتبر ترامب الاتفاق غير كافٍ لضمان منع إيران من تطوير أسلحة نووية، ووصفه بأنه “أسوأ اتفاق في التاريخ”. بعد الانسحاب، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، مما أثر بشكل كبير على اقتصادها.
  2. تصعيد التوترات الإقليمية: بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، شهدت المنطقة تصعيدًا في التوترات بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، خاصة السعودية وإسرائيل. تمثل ذلك في هجمات على ناقلات النفط في الخليج، واستهداف منشآت نفطية سعودية، واغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020. هذه الأحداث زادت من حدة التوتر وأدت إلى تقارب إقليمي بين الدول المعادية لإيران.

3.الضغوط الاقتصادية: العقوبات الأمريكية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم، وتفاقم البطالة. هذه الأوضاع أدت إلى احتجاجات داخلية متكررة ضد الحكومة الإيرانية، مما زاد من الضغوط على النظام الحاكم.

الخيارات المتاحة لإيران

في مواجهة هذه التحديات، تمتلك إيران عدة خيارات استراتيجية يمكن أن تعتمد عليها لمواجهة الضغوط الأمريكية والحفاظ على نفوذها الإقليمي:

1.تعزيز التحالفات الإقليمية:  يمكن لإيران تعزيز تحالفاتها مع القوى الإقليمية والدولية التي تشاركها مصالح مشتركة، مثل روسيا والصين. هذه التحالفات يمكن أن توفر دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لإيران، مما يساعدها على مواجهة العقوبات الأمريكية.

  1. تصعيد النشاط العسكري بالوكالة: تمتلك إيران شبكة واسعة من الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق. يمكن لإيران استخدام هذه الجماعات لتصعيد التوترات في المنطقة، مما يزيد من تكلفة التدخل الأمريكي ويضعف حلفاء واشنطن.
  2. التفاوض مع الولايات المتحدة : رغم العداء العلني بين طهران وواشنطن، يمكن لإيران أن تختار طريق التفاوض لتخفيف العقوبات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يتطلب تنازلات كبيرة من الجانب الإيراني، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي ونشاطها الإقليمي.

4.تعزيز الاقتصاد المحلي: يمكن لإيران أن تعمل على تعزيز اقتصادها المحلي من خلال تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز الصناعات المحلية. هذا الخيار يتطلب إصلاحات هيكلية كبيرة ودعمًا سياسيًا داخليًا.

  1. اللجوء إلى المحافل الدولية: يمكن لإيران أن تستخدم المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، للضغط على الولايات المتحدة ودول أخرى لتخفيف العقوبات. كما يمكنها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لتحدي شرعية العقوبات الأمريكية.

كيف يواجه ترامب الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط؟

منذ وصوله إلى السلطة، اتبع ترامب سياسة خارجية تقوم على “الضغط الأقصى” ضد إيران، بهدف الحد من نفوذها الإقليمي وإجبارها على التفاوض على اتفاق جديد يحد من برنامجها النووي والصاروخي. لتحقيق ذلك، اعتمد ترامب على عدة استراتيجيات:

1.العقوبات الاقتصادية:فرضت إدارة ترامب عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، مستهدفة قطاعات النفط والمالية والنقل. هذه العقوبات أدت إلى شل الاقتصاد الإيراني وحدت من قدرته على تمويل أنشطته الإقليمية.

2.التقارب مع الحلفاء الإقليميين: عملت إدارة ترامب على تعزيز التحالفات مع الدول المعادية لإيران، مثل السعودية وإسرائيل والإمارات. هذا التقارب هدف إلى عزل إيران إقليميًا وخلق جبهة موحدة ضد نفوذها.

  1. الرد العسكري المحدود: على الرغم من أن ترامب تجنب الدخول في حرب شاملة مع إيران، إلا أنه لم يتردد في استخدام القوة العسكرية بشكل محدود، كما حدث في اغتيال قاسم سليماني. هذا النهج يهدف إلى إرسال رسالة قوية لإيران دون التورط في صراع واسع النطاق.

4.الدبلوماسية الدولية: حاولت إدارة ترامب عزل إيران دوليًا من خلال الضغط على الحلفاء الأوروبيين للانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات إضافية. كما عملت على تقليل دعم روسيا والصين لإيران.

موقف الشعب الكردي من النظام الإيراني

يعيش الأكراد في إيران كأقلية عرقية في المناطق الغربية والشمالية الغربية من البلاد، ويواجهون تمييزًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا من قبل النظام الإيراني. على مدى العقود الماضية، قاوم الأكراد الإيرانيون النظام من خلال النشاط السياسي والثقافي، وفي بعض الأحيان من خلال الكفاح المسلح.

في حال توصل ترامب إلى اتفاق مع النظام الإيراني، فإن الأكراد سيواجهون تحديات كبيرة. فمن ناحية، قد يؤدي الاتفاق إلى تخفيف الضغوط الدولية على إيران، مما يمنح النظام مزيدًا من الحرية في قمع المعارضة الداخلية، بما في ذلك الأكراد. من ناحية أخرى، قد يرى الأكراد في الاتفاق فرصة لتعزيز نضالهم من خلال الحصول على دعم دولي أكبر.

خيارات الأكراد في حال التوصل إلى اتفاق
  1. تعزيز النضال السياسي: يمكن للأكراد تعزيز نضالهم السياسي من خلال تشكيل تحالفات مع قوى المعارضة الأخرى داخل إيران، والمطالبة بحقوقهم الثقافية والسياسية بشكل سلمي.
  2. اللجوء إلى المحافل الدولية: يمكن للأكراد استخدام المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، للضغط على النظام الإيراني من أجل الاعتراف بحقوقهم وتحسين أوضاعهم.
  3. تعزيز الروابط مع الأكراد في الدول المجاورة: يمكن للأكراد الإيرانيين تعزيز روابطهم مع إخوانهم في العراق وسوريا وتركيا، مما يعزز من قوتهم التفاوضية ويوحد نضالهم من أجل الحصول على الحكم الذاتي.
  4. النضال المسلح: رغم أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، إلا أن بعض الجماعات الكردية قد تلجأ إلى النضال المسلح كوسيلة للضغط على النظام الإيراني. الاحزاب الكوردية لا خيار لهم إلى وصول إلى الاتفاق جامع حول القضية الكوردية وكيفية تعامل مع النضال المسلح ضد النظام الإيراني.

الخلاصة

في ظل سياسة “الضغط الأقصى” التي تتبعها إدارة ترامب، تواجه إيران تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. ومع ذلك، تمتلك إيران خيارات استراتيجية يمكن أن تساعدها على الحفاظ على نفوذها الإقليمي، مثل تعزيز التحالفات، وتصعيد النشاط العسكري بالوكالة، أو اللجوء إلى التفاوض. من جهتها، تواصل إدارة ترامب استخدام العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الدولية لمواجهة الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط. أما الأكراد، فيبقى نضالهم من أجل الحكم الذاتي مستمرًا. في حال توصل ترامب إلى اتفاق مع النظام الإيراني، فإن الأكراد سيواجهون تحديات جديدة، ولكنهم يمتلكون أيضًا خيارات يمكن أن تعزز من نضالهم وتحسن من أوضاعهم. مستقبل إيران والأكراد الي جانب باقي الشعوب الغير الفارسية يعتمد على قدرة كل طرف على تحقيق أهدافه في ظل هذه التطورات المتسارعة.

بقلم اميد اخراتي، ناشط اعلامي كوردي

"الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع معهد الحوار للأبحاث والدراسات"

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here



error: Content is protected !!