مجزرة القصب: احداث مدينة الجراحي ٢٠١٩ م الدامية: دراسة تحليلة في ضوء الشواهد والوثائق المسجلة عما حدث في مدينة الجراحي- معشور الأحوازية

تمهيد

تعد الأحواز موضع رصد إلى عدة انتهاكات أو عينة سوسيولوجية ــ بولوتيكية ـ إيكونومية قابلة للاهتمام؛ بالإمكان رصد الفقر والفاقة والرفاهية والثراء، والبطالة وكثرة فرص العمل والثورة والصمت. كأهم مسائل متعارضة في أرض الأحواز أنتجها الاحتلال الإيراني طيال تسعة عقود، وبما أن آحاد الشعب الأحوازي من حيثية سايكولوجية من خلال الإدراك والوجْدان والنُّزوع لا يشعر بأي أصالة إيرانية ــ فارسية في الذات خلافا لما عليه بقية شعوب جغرافيا إيران من وجود شراكة قومية ولو نسبية، فإن أي حدث يبدأ في الأحواز سرعان ما يترابط مع الأمر السياسي. وقد رصدنا ذلك مرارا وتكرارا في الأحداث التي بدأت بالأمور الاجتماعي أو الإيكونومي أو الكولتوري إلا أنها في النتيجة أنهت على مسألة السياسة ومؤدى ذلك أن إدراك الشعب الأحوازي لما هو موجود من سلب لسيادته الوطنية له ظهران في كل حراك صغير أو كبير ضد الاحتلال الإيراني.

ومن هذا المنطلق مثلا نشهد أن موضوعات مثل التمييز والبطالة والفقر والأمية… تسهم في خلق البيئة المناسبة للاحتجاجات ثم الاشتداد نحو تكوين معنى الانتفاضة وهذا ما هو مشهود في عينة انتفاضية بينة في عام ٢٠١٩ م من شهر ديسمبر اندلعت احتجاجات في ٧١٩ موضع.. في جغرافيا إيران وقد تصدرت الأحواز في الواجهة أثناء الاحتجاجات وذلك بحسب تقارير الوكالات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان من حيث الاشتداد، والسؤال لم الأحواز تصدرت ضمن الأكثر المناطق دمويا بين كل مناطق الشعوب غير الفارسية والفارسية أيضا؟

كما أن عداد الشهداء إن يتم تفكيكه بالمعادلة الرياضاتية نجد أن أعداد الشهداء عند كل دفعة من الوقوع على تراب الوطن الأحوازي ثنائي ومجموعي والآحادي أقل منه، ما يعني أن السلطات الأمنية الحكومية (وزارة الداخلية، شاك) والجهات المسؤولة عن الأمن الداخلي (الحرس الثوري الإيراني الإرهابي) استعملت أسلوب ممنهج في القمع وهو ما يتغاير مع حجم من سقطوا في سائر جغرافيا إيران باستثناء كوردستان التي تلي الأحواز في القائمة. مع العلم أن مثلا في معشور لم يتم إحراق المصاريف.. كما حصل في باقي المدن ومع ذلك نشهد تجيش النظام ضد الأحواز وبالتحديد في معشور إذ استعملت معدات الحرب الثقيلة كالدبابات والناقلات ومروحية ومدافع الرشاش الثقيل.. في قمع صوت الأحواز ومحاولة إقهار إرادة الأحوازية.

ولو كرسنا على الوضع الذي حدث في الأحواز في أهم بلدة معشور كأهم مركز للصناعة البتروكيمياوية في الخليج العربي والتي يعدها الاحتلال الإيراني قلب الصناعة البتروكيمياوية في إيران بحسب مزاعمه الإيرانيزمية سنجد بعد مضي شهرين من الأحداث يمكن تقديم دراسة لتحلل لنا الواقع وتكشف تضليل البروباغندا الإيرانية في المعلومات من المشاهد والأحداث التي تهدف إلى إيصالها إلى الرأي العام المحلي والدولي وما لذلك من توضيحات وتعليقات أيضا.

الفضاء العمومي بين الأحواز وإيران

في الانطلاق من ١٥ نوفمبر ٢٠١٩ العهد الأكثر شدة في احتجاجات شعوب إيران غير الفارسية (انتفاضة عارمة ضد الجهورية الإسلامية) وكذا انضمام فئات من الشعب الفارسي ضد نظام الجمهورية الإسلامية (الإسلام السياسي الإيراني الحديث) والتي غطت أكثر من ٩٧٤ مدينة بعواصفها وأعاصير النارية، وإن يحق لنا أن نصف دواهي الأمور بتسونامي بالتجوير، فإن وصف الاحتجاجات المنظورة بحرائق نيوساوث ويلز الإسترالية للترابط القائم بين النار والبنزين وإيران لم يكن ذلك جزافا إطلاقا. لقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء في تقريرها الخاص في ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ م أن (خامنئي قد دعا مسؤولي الأمن والحكومة[1] إلى وقف الاحتجاجات مهما كان الثمن! وأشارت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين قولهم: إن عدد القتلى ألف وخمسمائة قتيل بينهم أربعمائة إمرأة وسبعة عشر مراهقا وكذا سقط قتلى من الأمن والشرطة [2]).

بينما يرى مركز آبان الواقع في الولايات المتحدة والمعارض للجمهورية الإسلامية أن (طى روزهای ٢٤ آبان تا ١ آذر ٩٨ تعدادی بالغ ‌بر ٦٥٠ تا ٩٠٠ هزار نفر در سراسر كشور به خيابانها آمده‌اند كه از اين جمعيت ٩٤٠٠ بازداشتى، ١٣٦٠ نفر كشته در سراسر كشور از سوی شورای امنيت كشور به شورای عالى امنيت ملى و مراجع امنيتى ونظامى گزارش‌شده است[3]).

وترى صحيفة نيويورك تايمز: (في أربعة أيام من أعمال العنف العنيفة بعد الإعلان عن زيادة أسعار البنزين في ١٥ نوفمبر هناك إصابة ٢٠٠٠ شخص على الأقل واحتجاز ٧٠٠٠، وفقاً لمنظمات حقوقية دولية وجماعات معارضة و الصحفيين المحليين.[4]) وقد أكدت الصحف المحلية الإيرانية اعتقال العدد نفسه[5]، وأن المرجح هو عشرة ألف بحسب منظمة آبان[6]. ويذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن الأحواز وكوردستان هما الأعلى على الإطلاق فيما قدماه من شهداء خلال الاحتجاجات[7] أو بالأصح انتفاضة الأحواز في ذريعة الاحتجاجية.

وتشير التقارير الخبرية لوكالات الأنباء الرسمية ومنظمات حقوق الإنسان لقد كانت معشور كبلدة صغيرة بعد محافظة كرمان ذات السكان الفرس هي الأكثر في سقوط الشهداء والجرحى. ويعود سبب التعامل معها بشدة نظرا لموقعها الإيكونومي إذ تحوى معشور على عشرين منشأة بتركيمياوية يعدها النظام الإيراني أساس الصناعة البتروكيماوية والشرق الأوسط! كما وفيها ميناء خميني.

مونوجرافيا بلدة معشور:

المؤسس على أراضي سكان خور موسى العرب الأصلاء إذ يعد الميناء أحد أبرز موانئ التصدير والاستيراد. كانت أرذا خصبة للزراعة والمواشي.. لموقعها بين نهري الزهرة والجراحي ما يعني أن الفلاحة قديما كانت مهنة السكان العرب.

تتكون معشور من منظور ديموغرافي من السكان العرب القبائل الأصلاء والعرب الذين تأثروا بكثرة المهاجرين والتعليم والتنشئة الإيرانية ويقال لهم البندري.. والمعلوم أن سكان معشور جزء منهم هم أيضا من نازحي مدن الأحواز في القرون الأولى ما بعد ها كالقرن الخامس والسادس والسابع بينما الأسر البندرية هم من سلالات القبيلة الكعبية بني كعب من بلدة كقبان وقد نزحوا إلى معشور عام الطاعون الشهير في الأحواز طاعون ١١٠٢ هـ.ج، حيث تركوا الفلاحية وأطرافها وسكنوا معشور إلا أن في نهاية القرن العشرين وإثر النزوح المكثف لغير العرب نحو معشور أصبحوا يتحدثون الفارسية بسبب الاندماج الثقافي بخاصة وأن بعد عام ١٩٢٧ م بدأ النزوح وأشد في عام ١٩٦٣ حينما أعلن البهلوي الثاني إتاحة إمكانيات وفرص العيش والسكن بمقدار ٤٠٪ لمن يسكن معشور.. إلا أن السكان العرب عاشوا على الملاحة وصيد الأسماك بجانب مصبات الأنهار والنازحيون غير العرب ومهم الكورد والترك واللور والقناوات.. وانشغلوا في التجارة والجمارك الميناء الذي تأسس ١٩٢٧ م. كما وهناك نزوح آخر أثناء الحرب الإيرانية ــ العراقية ١٩٨٠ ـ ١٩٨٨ م نزح سكان المحمرة وعبادان إلى معشور، ويضاف إلى ذلك نزوح العرب من العميدية وهنديان ( التميمية أو تاريخيا حومة الزط[8]). يسكونون فيما أطلق عليه الشاه والجمهورية الإسلامية: حي غاما وحي رجائي وحي مدني حي القدس حي البعثة.. وبقي حي البوحردان على تسميته العربية.

وتضم معشور إلى جانب الأحياء الواردة أعلاه أحياء وضواح وقرى للسكان القدامى تسمى معشور القديمة مثل الكورة والجراحي وخور موسى وهي معشور التاريخية، وفي عهد احتلال إيران تم إنشاء أحياء صناعية وميناء شاهبور وكلها تقع في خور موسى.. وفي عام ١٩٧٤ م وفي إجلاء للقرى وتهجيرهم سكن العرب فيما يبتعد بعشر كيلومترات وأنشأوا قرى جديدة وأحياء وهي خمس مناطق سكنية وصار خور موسى مستوطنة فارسية وفيها الميناء والمراسي. وبلدة معشور الأحوازية تضم: مدينـة خورموسي (أسمته إيران سربندر وبندر امام)، ومدينـة الجراحي، ومدينـة التميميـة (هنديجان)، ومدينـة چم خلف عيسي وتتكون بلدة معشور من خور موسى (سربندر) وخور عبدالله والغزالة والرميلة وآلبوحردان .

وقد شهدت معشور احتجاجات (انتفاضة عارمة) جعلتها في مقدمة الأحداث التي جرت في إيران وذيع شأنها على المستوى الدولي للصحافة ومنظمات حقوق الإنسان ما يعني وجود حراك أحوازي أقره النظام بحسب وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي فإنه صرح أن ما يصل إلى ١٨ مدينة في خوزستان (شمال الأحواز) كانت مسرحًا لأعمال ضد القوة الإيرانية وإن الصلة الرئيسية بين مدينة معشور (ماهشهر) وخور موسى (بندر إمام) وأن أكبر مجمع للبتروكيماويات في البلاد ، قد تم حظرها من قبل المتظاهرين لمدة ثلاثة أيام قبل القوات لا تستعيد السيطرة. وبحسب الخارجية الأمريكية فإن ١٤٨ سقطوا في معشور[9] بنيران الحرس الثوري. رغم أن هذا العدد ليس موثوقا حيث تبدو الأعداد اقل بكثير من ذلك.

تحضيرات ما قبل مجازر معشور

وقد بدأت المجازر بأمر من محافظ خوزستان (شمال الأحواز) وبترخيص من مجلس الأمن القومي (شاك) وحرس ثوري المحافظة (سپاه ولي عصر خوزستان) ولواء الكوماندوز الخاص ودبابات وناقلات جنود مدرعة والأسلحة الثقيلة وشبه الثقيلة[10]. كما وشاركت طائرات الهليكوبتر العسكرية أيضا! وبمجرد الدخول إلى معشور بدأت بإطلاق الرصاص جوا واستهداف بعض المارة وسمع إطلاق نار بسلاح الثقيل رشاش دوشكا.. وشمل هذا الأمر الجراحي والكورة وخور موسى ( سربندر).

مروحية عسكرية تحوم في أجواء معشور في أثناء الانتفاضة

وقد أجرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا شاملا عن الانتفاضة في معشور أكدت ما حدث من أحداث دامية ارتكبها النظام الإيراني بحق السكان عن كيفية نشر الحرس الثوري قوة كبيرة في معشور يوم الاثنين ١٨ نوفمبر لسحق الاحتجاجات على مدار ثلاثة أيام وفقًا لشهود عيان نجح المحتجون في السيطرة على معظم معشور وضواحيها إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة ومجمع البتروكيماويات الصناعي المجاور وأشارات أن الحكومة الإيرانية لم ترد على أسئلة محددة في الأيام الأخيرة حول عمليات القتل الجماعي في المدينة[11]. وقالت صحيفة وشنطن تايم نقلا عن خارجية الولايات المتحدة “لقد حاصر جنود الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال شاهفاربور المتظاهرين بالعربات المدرعة ، ثم بدأوا في إطلاق الرشاشات على الحشد ما أدى إلى قتل نحو ١٥٠ محتجًا في جنوب غرب إيران.” وقال مسؤولون آخرون في وزارة الخارجية الأمريكية إنه عندما قام بعض المتظاهرين بتغطية مكانهم في مستنقع قريب ، أشعله الحرس الثوري الإيراني[12] ).

الدبابات التي دخل معشور لقمع المواطن المعشوري

وقد شاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري ومقرها في ميناء معشور المطل على الخليج العربي وكذلك قوات اللواء السابع المدرعة بعد مقتل النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي المكلف بحملة قمع التظاهرات في معشور بسلاح صيد على يد أحد أبناء معشور في بداية الانتفاضة.

مجزرة الكورة المسورة بالرشاشات والدبابات

في الخامس عشر نوفمبر احتج ثلة من أصحاب السيارات على غلاء سعر البنزين في الكورة بنزين [14] لكي يمنعوا ضخ الوقود للسيارات ومن هنا بدأ الناس يتوافدون إلى محطات الوقود في الكورة ما أدى إلى تواجد الشرطة لفك الاحتجاجية إلا أنها عجزت لكثرة المحتجين، واستمرت حتى منتصف الليل.. كما استمرت الاحجاجات حتى ١٩ نوامبر ٢٠١٩، ويقول شهود عيان أن دخول الدبابات ومدرعات وناقلات جنود وبسلاح من طراز ثقل كالدوشكا يرصد تحرك شاب يعرف حميد الشيخاني[15] يتوجه خالعا قميصه الأبيض ملوحا أنه لا يحمل سلاحا ويريد مخاطبة الضابط الآمر تفاديا من حدوث إراقة الدم البرئ .. ويرفع صوته أن السكان الكورة لم يشهروا السلاح وما حدث احتجاجية سلمية إلا أنه يفاجئ بهجوم من قبل بعض الجنود ويعتقل ويحمل إلى جهة مجهولة.

بعد أيام قليلة من الاحتجاجات وخلال مكالمة هاتفية مع أسرته قيل لهم إن حميد أصيب بجلطة دماغية أثناء الاستجواب وعليهم دفع مبالغ من المال لكي يتسنى لهم استلام الجثمان. ويقول شهود عيان أن مدينة الكورة والتي دخلتها الدبابات والمدرعات.. بقي إطلاق لمدة ساعتين كمشهد حرب كنا نسمع على الدوم إطلاق نار مرعب لمدفع الرشاش الثقيل.

مدينة الكورة لها دورا بارزا في انتفاضة الأحواز في عام ٢٠٠٥ ضد رسالة نسبت إلى أبطحي رئيس مكتب محمد خاتمي.

ومن خلال الرصد لما جرى في مدينة الكورة يمكن القول أن أبرز من تم توثيقه من

الشهداء هم الواردون بأسماءهم الآتية: أحمد البوعلي ابن عبد العال شاب يبلغ من العمر ٣ أعوام قُتل في ٢٦ نوفمبر عند بوابة القرآن عند مدخل الكورة.؛ السيد حميد شيخاني بن حمد يوم الثلاثاء ٢٨ نوفمبر لقد قُتل التعذيب؛ السيد منصور عساكرة يبلغ من العمر ٤١ عاما .

مجزرة خور موسى

مما لم ينتبه له الإعلام بشكل مفصل هو ماحدث في خور موسى أو ما أطلق عليه نظام الشاه سابقا سربندر، حيث لم يتم تسليط الضوء على ما جرى سكان المدينة الواقعة على بعد خمسة عشرا كيليومترا من معشور ما يعني أنها ضاحية على ساحل الخليج العربي ويطلق نظام الجمهورية الإسلامية المتطرف عليه حاليا ميناء خميني.

لقد شهدت خور موسى سقوط أكثر من عشرين شهيدا وقد زاد من حدة التعتيم أن الشرطة المحلية أغلقت مداخل المدينة ولم تسمح لأي أحد بالدخول وقال شهود عيان حتى أن سكان معشور لم يكونوا يعلموا بما حدث من قمع داخل الميناء وبخاصة وأن الحرس الثوري بعد القتل كان يمارس التخويف على أسر وعوائل الشهداء أن لا يدلوا بأية معلومة عما حصل لأبناءهم.

إلا أن ثمة أسماء كثر تردادها بين النشطاء هم ممن سقطوا في خور موسى وهي: مجيد بن سعيد مجدم من كوت عبدا الله وقد نزل ضيفا على أقاربه تم إطلاق النار عليه ونقل للمستشفى ثم ورد نبأ استشهاده؛ رزاق ناصرزاده يبلغ من العمر ٤٢ أصيب بطلقات في الرأس والكتف؛ أحمد بشارة الدورقي به من العمر ٢٥ عاما؛ منصور الدريس يبلغ ٣٠ عاما استشهدا متأثر بشدة الجراحات ومحمد الخالقى.

مجزرة الجراحي

أشرنا أن عدد القتلى في جميع انحاء ايران هم ألف وخمسمائة قتيل بينهم أربعمائة إمرأة وسبعة عشر [17].. إلا أن ما يهمنا الآن هو أن من بين الأعداد المذكورة ومن منظور القضية الوطنية الأحوازية ثمة الأحداث الأحوازية تأخذا أرقاما معينة أبرزها ما رصدت في مشهد أجمة الخيزران (مجزرة القصب) في معشور انطلاقا من التاريخ نفسه ١٥ نوفمبر ٢٠١٩ كموضوع يثير المنظور الحقوقي وقضايا حقوق الإنسان الأحوازي بالإمكان تخصيص تحليل لها في أساس الشواهد والمعطيات والأدلة المتروكة على أرض الواقع.

ونؤكد من خلال رصدنا الإحوازي الإعلامي في مدينة الجراحي أنها التحقت بالاحتجاجية الكبرى التي عمت بلدة معشور ما يعني أن الجراحي أيضا انطلقت باحتجاجية أدت إلى إغلاق المدخل المؤدي إلى شركة البتروكيمياويات ومنشآتها رفضا لما يحصل من تمييز وتهميش في مجال التوظيف والعمالة أولا وما له صلة بالرفض للاحتلال الإيراني ثانيا.

أشار شهود العيان فإن القوى الأمنية وهنا نعني الحرس الثوري بعد دخول الجراحي باشر إطلاق النار في أبرز شوارع وأزقة الجراحي[18] قبيل المجزرة وهناك هليكوبتر كانت تطلق النار على كل من تراه أي الذين لم يشاركوا في الاحتجاجية لم يسلموا من الرصاص ما أدى إلى سقوط سبعة عشر شهيدا بينهما طفلا يتراوح عمرهما بين الأربع وثمان سنوات وإمراة مسنة قرابة السبعين من عمرها كلهم استشهدوا برصاص الحرس الثوري. وقد أصدر الحرس الثوري بيانا حذر فيها المشفيات من استقبال الجرحى ما فاقم الأمر وزاده وحشية. ولأن سكان مدينة الجراحي يتمتع بالبنية الاجتماعية العربية ومن العادة يمتلك العربي في الأحوازي في معظم المناطق سلاحا فكانت خطة الحرس الثوري هو إراقة الدماء بذريعة حمل السلاح لكي يسهل إمكانية إطلاق النار بحرية.

وبحسب الأدلة والشواهد يمكن البت أن المجزرة الجراحي وقعت في يوم الاثنين ١٧ ديسمبر حينما هرع المحتجون الشبان من دور الرئيسي في مدخل المدينة “دوار بعثة” باتجاه القصب وهم عزل لا يحملون سلاحا واحد كما تفيد الوثائق المرئية التي رصد لحظة دخول القصب[19].

وقد شاع خبرها في الجراحي ويبدو أن الوضع الأمني المشدد على المدينة من قبل الجهات الأمنية يمنع الاقتراب من أجمة القصب بخاصة وأن هناك وحدات من الأمن فرضت نقطة تفتيش بالقرب من القصب وبقي خبر المجزرة حتى يوم الجمعة أن بعد مضي ثلاثة أيام ومغادرة القوات الأمنية الساحات والطرق بدأت علائم المجزرة تلوح في الأفق. ومع بدء البحث عمن دخلوا القصب تفشى خبر شهداء بين القصب.

وقد كانت آثار إطلاق الرصاص واضحة على أجساد الشهداء، ويقول شاهد عيان شهد (بعض الأجساد أن بعضها بلا رأس نتيجة إطلاق رصاص من رشاشات دوشكا[20]) حيث لا يعرف هويتها وأن شدة إطلاق الرصاص وكثافته لم يسمح لمن دخل من شباب الجراحي أجمة القصب بفرصة إلى للعودة إلى المدينة؛ لأن الطلقة الأولى التي أطلقتها الجهات الأمنية والتي تقابل من القصب إلا بهتافات لم تقف إلا بتحصيل ما يسمى المجزرة[21].

ومن الغريب أن النظام الإيراني أطلاق على الفقراء الذين احتجوا على الأوضاع المعيشية باسم احتجاجات البنزين (أشرار ومثيري الشغب[22])

خامنئي المسؤول الأول عن حدوث المجازر

من خلال تحليل الخطابات والبيانات التي أدلى خامنئي يتم التوصل إلى أنه أصدر أوامر مباشر بقمع الاحتجاجات، إلا أن وكالة رويترز حصلت على معلومات مهمة على أن « في الاجتماع الأمني الذي أقامه خامنئي لقد رفع صوته عاليا قائلا لعدم رضاه عن طبيعة التعامل مع الاحتجاجات وأكد يجب القيام بكل ما يؤدى إلى إخماد شرارة الغضب، وأنه أبدى عدم ارتياحه من إحراق صوره وصور الخميني [23] ».

وبما أن خامنئي أعطى مسبقا ما يسمى آتش باختيار[24] ، إطلاق النار حسب الرغبة! في ٢٠١٧ م إلا أنه عاد مؤكدا ذلك مرة أخرى. وقد قام بتطبيق الأوامر في الأحواز قائد الحرس الثوري الإيراني في الأحواز حسن شاهوار بور ومعه قائمة الشخصيات العسكرية والأمنية الإيرانية التي شاركت بالمجزرة نحو ١٥ شخصية أبرزهم قائد عمليات الحرس الثوري بجنوب غرب إيران العميد أحمد خادم سيد الشهداء وقائد كتيبة ٢٢٧ عاشوراء التابع لمليشيا الباسيج في مدينة معشور أحمد كاموري وقائد قوات الشرطة رضا بايي ومدعي عام معشور مهدي محمدي ومدير جهاز الأمن والاستخبارات في الأحواز كما وشاركت عناصر من البحرية التابعة للحرس الثوري بالمنطقة الثالثة بالإضافة إلى قوات نوبو الشرطية الخاصة.

سيناريو النظام التضليلي وفي الوقت ذاته المؤكد وقوع المجزرة

أكد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي في ٥ ديسمبر لاحقا (أن المتظاهرين قاموا بإغلاق طريق ماهشهر إلى ميناء الإمام الخميني لمدة ثلاثة أيام، وأن المحتجين قد تحصنوا وفي أثناء التحصين أطلقوا الرصاص الرشاش [مدفع رشاش ثقيل]!![26]). ويقول عبد الله جانجي الرئيس التنفيذي للصحيفة جوان (تابعة للحرس الثوري الإرهابي) في الافتتاحية ٥ ديسمبر أن (طريق معشور – جام، الذي يربط بين مقاطعتي خوزستان [ شمال الأحواز ] وبوشهر ، كان مسلحًا لمدة أربعة أيام ومغلقا [27]).

ومن أبرز العسكريين الإيرانيين الذين قادوا ونفذوا مجزرة معشور، بينهم قائد قوات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إقليم الأحواز حسن شاهوار بور وهم كما يلي:

وضمت قائمة الشخصيات العسكرية والأمنية الإيرانية التي شاركت بالمجزرة نحو 15 فردا، أبرزهم قائد عمليات الحرس الثوري بجنوب غرب إيران أحمد خادم سيد الشهداء (عميد)، وقائد كتيبة 227 عاشوراء التابع لمليشيا البسيج في مدينة معشور أحمد كاموري.

صور بعض من المتورطين في مجزرة الجراحي – معشور

وشملت القائمة أيضا قائد قوات الشرطة في مدينة معشور رضا بايي (عقيد)، مدعي عام معشور مهدي محمدي، ومدير جهاز الأمن والاستخبارات بإقليم الأحواز (مجهول الهوية).

من خلال رصد ما نشر من وثائق مرئية وصور يظهر أن الاحجاجات كانت سلمية وأن إشهار السلاح لم يكن مشهود وهذا يعني أن كذب مسؤولي النظام واضح لتمويه الحقيقة[28]

قائد شرطة معشور عند موضع مجزرة الجراحي

مندوب الأقلية الوافدة إلى الأحواز في البرلمان يدين المجزرة

هز المشهد البرلمان الإيراني. في ٢٥ نوفمبر، عندما تعرضت إيران لمدة أسبوع لحركة احتجاج نادرة بعد الارتفاع المفاجئ في سعر البنزين، محمد غولمورادي، النائب عن مدينة ماهشهر (جنوب)، صرخ في منتصف الجلسة: “إليكم سؤال الشعب، السيد روحاني: ماذا فعلت ولم يفعل الشاه؟ لقد بدأ في إشارة إلى القمع الرهيب الذي وقع على المتظاهرين، على حد تعبيره طعبا مع العلم أن الشاه ونظامه مقارنة بالجمهورية الإسلامية كانت الحرية والعدالة أفضل بالنسبة إلى الشعب الأحوازي[29].

وقد تعرض إلى هجوم عنيف من قبل نواب آخرين لم يتردد أحدهم في انتزاع رقبته وخنقه.

التيار المتطرف في البرلمان يهاجم المندوب محمد غولمورادي عن الأقلية الوافدة لمعشور

المحصلة

أ: المنظور الإيكونومي ــ الاجتماعي وانتفاضة معشور:

من خلال رصد التطورات الإيكونومية التي شهدتها مقاطعة معشور إذ (تعتدها إيران القطب العظيم الإيكونومي لما فيه من موارد صناعية كالبتركيماويات الصيد والملاحة الفلاحة وتربية الماشية وخطوط النقل البرية والبحرية والجوية، ومعشور [الأحياء الصناعية الجديدة] منطقة صناعية فيها ما يزيد على عشرين شركة بتروكيمياوية والأحياء الصناعية وميناء خميني (خور موسى) للاستيراد والتصدير ..[30]). وأنها (تصدر جميع المنتجات النفطية والغازية للمشتقات خاصة البانزين في عموم جغرافيا إيران ويمتلك الميناء ٣٨ رصيفا (واجهة بحرية) وبطول سبعة كم، كما وتتصل بإيران بسكك الحديد وتطل على الخليج العربي وتوصل بين إيران العراق وتركيا وروسيا وشرق أوروبا والقوقاز.. وفيها عدة أخوار أهمها خور موسى[31]) وخور عبد الله.

وينقسم الوضع الإيكونومي ــ الاجتماعي إلى: معشور القديم الفقير والمتسخ والملوث من استهلاكات النفط الغاز من معشور الصناعية الحديثة[32].

ومن معدل الدخل اليومي من الأحواز إلى طهران ١٢ مليار تومان وتنتج معشور ٧ مليارات من إجمالي الناتج الأحوازي[33]. وأن ٢٧ ألف عامل يعمل في القسم الصناعي[34] بينما ١٦ ألف عربي معشور عاطل عن العمل ولم يجد فرصة العمالة في الأحياء السكنية.

وإضافة على الحرمان من فرص العيش الكريم يشهد في معشور إهمال للعرب وازدياد التمييز العنصري والحرمان من أدوات الراحة والرفاهية[35] من قبل مسؤولي الإدارات والدوائر الرسمية في الاعتناء ( بالموستوطنات الخاصة التي أنشأت للوافد! وسكانها الذين فصلوا عمليا أنفسهم ماديا واجتماعيا وثقافيا عن مجتمع معشور وسكانه العرب الأصليين. وتشهد (المستوطنات وسائل الراحة والرفاهية.. الأمر الذي ازداد بعد الثورة [الجمهورية الإسلامية] أيضا!! بل تم تعزيزه في بعض الحالات للحفاظ على فجوة كبيرة بين المناطق المخطط لها والضواحي. وتعاني معشور من هذا الانقسام الواسع النطاق للقضايا الاقتصادية والاجتماعية وقد قامت شركة البترول والبتروكيماويات ببناء ثلاث شركات في المنطقة الصناعية في «بعثت» و«ناحيه صنعتى» من أجل أن يوفر سكان الشركات حياة راقية). مع العلم أن الكورة الفقيرة تجاور «بعثت» تماما لكن فوارق الحياة بينهما كما لندن والأحياء العشوائية الفقيرة في القاهرة.

وبناء على هذا الاعتبار فالمؤدى أن الثورة الإيرانية ( الجمهورية الإسلامية) لم تقدم أي تغيير عما كان عليه سكان معشور قبل الشاه وأن المواطن المعشوري رصد ذلك باتقان من خلال مقارنة التمييز العنصري بين الوافد والساكن الأصلي في أن يخلق الجانب الأيكونومي نوعا من الباعث لرفض طبيعة الممارسات والتي تصنف أكاديميا ضمن سياسة المحتل والغازي لغير أرضه من السكان الأصليين.

صور من معشور وضواحيها

مشهد من معشور القديم حي سكني عربي[36]

مشاهد من معشور القديمة بسكانها العرب [37]

موطن عربي من معشور[38]

أ: المنظور السياسي و انتفاضة معشور

يشير التقرير الرسمي للإعلام الإيراني أن في الليلتين الأولتين أن (هناك حشود كانت ترفع شعار الأحواز!! الأحواز!! يعنون بذلك أن تتحول الاحتجاجات إلى مصدر تحرير الأحواز، وكان يهتفون “روح و خونمان هم برود، شهرك را نمى دهيم و الاحواز را هم نمى دهيم” (أي: نموت ولا نعطى الديرة، نموت ولا نعطي الأحواز) وكانوا يهزجون بهذه الهتافات حتى مدخل المدن وهم يطلقون النار جوا لكي يتم تحشيد المواطنين أكثر فأكثر.. في صباحي الليلتين كان هناك مثلمون يقطعون الطرق يمنعون المرور ذهابا وجيئة في مداخل المقاطعة معشور.. على سبيل المثال في يوم الأحد ١٨ ديسمبر عندما تم خبر اشتباك بين المحتجين وقوى الشرطة في في شهرك رجائي (مدينة الزنجير) قامت مجموعة من الثوار قرابة أربعين ملثما بتوجه إلى الحي ثم بعد أن ساد الهدوء عادوا إلى المداخل..[39]). هذه ما ترويه وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري.

ويعني هذا التقرير أن الاحجاجات باسم البنزين ليست إلا ذريعة لدى المواطن الأحوازي وأنه يرى التواجد الإيراني على أرض الأحواز احتلالا ولا شرعية له ولذلك يرى أن أي حراك تحت أي مسمى كان يجب أن يتصل بالقضية الأحوازية لا محالة ولنا شواهد عديدة في ذلك، على سبيل المثال تحول تشيع الشاعر الكبير الذي اغتالته الاستخبارات الإيرانية في المشفى وهو حسن الحيدري إلى انتفاضة (انتهت بإنزال العلم الإيراني في الأحواز ورفع أعلام أحوازية[40]).

ونحن إذ نثني على الشواهد التي ورد في وكالة تسنيم لأنها تثبت أن الشعب الأحوازي لا يمكنه نسيان الأحواز كقضية وأنه كلما تتاح له السبل يبدأ بانتفاضة فإننا نوجه من منظور حقوقي عن الدور التدميري الذي خلفه الاحتلال على مدن الأحواز ومنها معشور.

وبصورة عامة يمكن الاستباط أن معشور كجزء مهم من جغرافيا الأحواز ومع أنها تحتوي على أربعة أربعين منشأة بتركيمياوية من أربع وخمسين منشأة في كل إيران إلا أن الجانب السياسي هنا كما أشارت وكالة تسنيم هو الأساس في حراك معشور.

ويمكن القول الجانب السياسي من الاحتلال الإيراني دمر الأحواز كما في آخر تقرير للسيد كوثاري في عام ٢٠٠٥ م وأن ما أوجده الاحتلال الإيراني يأجج المطالبات الشعبية دائما في محاولات لطرده سواء نجحت أو سوف تنجح مستقبلا.

ويشير ميلون كوثاري مقرر الأمم المتحدة في نهاية يوليو عام ٢٠٠٥ إلى الأحواز والوضع المأسوي الذي أوجدته إيران للشعب الأحوازي بدء منذ عام ١٩٢٥ م يبدأ من الحرمان (من ٨٠٪ من الدخل الإيراني الحاصل من استخراج النفط والغاز من الأراضي الأحوازية.. واعتبار الأحواز منطقة عسكرية، وتتعامل مع الشعب الأحوازي على أساس أمني وتحكم على أي مطالب حقوقية أحوازية على أنها مهددة للأمن القومي الإيراني.. وأن إيران تكثف وجودها العسكري في الأحواز باستمرار وتجعلها ثكنة عسكرية وأمنية واسعة بامتياز[41]).

وفي ضوء تقرير وكالة تسنيم التي أشارت أن هتافات الأحواز!! الأحواز!! وهو واقع مطلب الشعب الأحوازي يؤكد السيد كوثاري (يطالب الأحوازيون بممارسة حقهم في تقرير المصير كأحد الحقوق البديهية التي تقع ضمن ميثاق «الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية» الموقع عليها من قبل إيران![42]). وقال تقرير أن إيران: (رحلت ١.٢ مليون مواطن عربي من سكان إقليم الأحواز إلى أقاليم إيرانية أخرى، واستقدام ١.٢ مليون شخص من غير العرب مكانهم.. والقيام ببناء مستوطنات كثيرة وكبيرة وتوطن فيها فقط المستوطنين القادمين من المحافظات المركزية في إيران، من قبيل مستوطنات رامين ١، ٢ و٣ ومستوطنة “شيرين شهر” المبنية على الأراضي العربية المصادرة!![43])، ومضمون هذا التقرير يصدق تمام على الوضع الأحوازي .

وجدير بالذكر أن معشور هي الأكثر تعرضا لما أشار إليه التقرير باعتبار أن سياسة النظام التي تولي اهتماما بالمنطقة ذات البعد الإيكونومي الأهم يتطلب منها التشديد الأمني والتمييز العنصري للحفاظ عليها من الضياع.

ولو عدنا مرة أخرى إلى إضفاء تناسق بين تقرير وكالة تسنيم وتقرير الأمم المتحدة فإن الأسباب السياسية تظهر بارزة من اعتبار الأحواز في وجهة نظر النظام كأرض مستعمرة وهذا ما يتطلب ردة فعل الشعب الأحوازي، ما يعني أن الشعب الأحوازي في الحقيقة عندما يخرج إلى الشوارع في الأساس ينتفض على المحتل الإيراني وهذا لا يناقض أن يبدأ حراكه وانتفاضته بذرائع بسيطة ولو إن عمت الذريعة عموم إيران إلا أن الأحواز سرعان ما توظفها في سبيل الانتفاضة عينا كما أشارت وكالة تسنيم بأن الأحوازي عندما يرفع هتافة “الأحواز الأحواز!!” يعني بذلك أن الأحواز محتل من قبل إيران.

“يتحدد الأساس القانوني للجرائم التي يرتكبها مسؤولو النظام الإيراني بأنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية لاعتبارات كثيرة، أهمها أن النظام الإيراني واستناداً للدستور الإيراني يعتبر نفسه بأنه في حالة حرب، انطلاقاً من الأساس الفكري الذي تأسست علية ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، التي تقوم على فكرة تصدير الثورة، وفكرة .”

كمال بن سلمان

المصادر والهوامش:

[1] وهم: القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس أركان القوات المسلحة، وقائد قوات الشرطة، ووزارة الاستخبارات وزارة الداخلية.

[2] انظر وكالة رويترز الرسمية للأنباء:

https://www.reuters.com/article/us-iran-protests-specialreport-idUSKBN1YR0QR

[3] https://cuu.me/4en

[4]https://www.nytimes.com/2019/12/01/world/middleeast/iran-protests-deaths.html?smid=nytcore-ios-share

[5] انظر: entekhab.ir/0029uo

[6] انظر: https://cuu.me/4en

[7]https://www.radiofarda.com/a/details-of-106-killed-during-fuel-protests/30280614.html

[8] رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار: 207، دار الكتب العلمية .

[9] https://www. https://twitter.com/manotonews/status/1218214205037281280