الإثنين, نوفمبر 18, 2024
دراساتيهود الأحواز

يهود الأحواز

التاريخ:

إشترك الآن

اشترك معنا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد.

الملخص

تخصص الدراسة بحثا مختصرا حول مواطني الأحواز من اليهود الذي سكنوا الأحواز وعاشوا إلى جانب سائر السكان في فترات متعددة إنطلاقا من التاريخ العريق العيلامي حتى الوقت الحاضر وكان آخر تواجد لهم عهد الأمير خزعل وبعد الإطاحة بالحكم العربي للإمارة وبعد بعقدين ترك هؤلاء المواطنون أرض الأحواز وجلهم توطن دولة إسرائيل وحتى قيام الجمهورية الإسلاموية الإيرانية لا نعثر الا على عدد قليل منهم إلا من عاش متخفيا وأخفى هويته وهو المستبعد بكل الأحوال والأرجح سكنوا أرضهم إسرائيل.

المقدمة

لا تتوفر لدينا معلومات وأدلة وشواهد بما يكفي ويفي للبحث الأكاديمي للتوسع حول شريحة واسعة من مواطني الأحواز من الشعب اليهودي ولا دور العبادة التي تم تدميرها في عهد الجمهورية الإسلاموية الإيرانية انطلاقا من عام ١٩٧٩م إلا أنه إجمالا وجود السكان اليهود الأحوازيين بعد إمارة عربستان في الأحواز لم يبق لهم أي ذكر في العداد السكاني ولا الاجتماعي والاقتصادي كما كان، وهذا ما جعل البحث عسيرة ويتطلب المراجعة والتدقيق في المعلومات والشواهد والأدلة ومع ذلك فإن عدادهم القليل حتى عهد الأمير خزعل لا ينفي عدم إمكان البحث عنهم وتدوين دراسة صالحة بحقهم. بخاصة وأن الأحواز كما في المصادر التاريخية كانت الأكثر عدادا لهم مقارنة بمناطق فارس بخاصة وأن مدينة سوس ومقبرة النبي المعظم دانيال النبي كانت ولا تزال تستهوي المؤمنين ومحبي التراث اليهودي الحضاري والثقافي في الأحواز منذ العصور القديمة.

وكما يرد في مطاوي البحث فإن السوس هي الأكثر كثافة سكانية ليهود الأحواز مقارنة مع غيرها من مدن الأحواز أيضا إذ كان يقطنها قرابة سبعة آلآف يهودي أحوازي حتى بداية القرن العشرين ١٩٠٧م انشغل الوجهاء منهم بالتجارة والتعليم وولو أن قمة الحياة الكريمة التي تمتعت بهذه الشريحة المؤمنة هو العصر الوسيط في الأحواز إلا أن العصر الأعلى رعاية لمصالحهم انتهى في عهد الأمير خزعل وإمارته.

بنوإسرئيل (العبرانيون) والعرب

تقدم من واقع البحث المنصرم على الأقل أن وجود العبرانيين في الجزيرة العربية يمكن تحديده انطلاقا من ٩٠٠ عام قبل ميلاد السيد المسيح (١) إلا أن موجة النزوح الأولى يمكن رصدها المقارنة مع تدمير المعبد الأول لبيت المقدس (بيت هَميقداش) عام ٥٨٥ ق.م؛ بينما الثانية في ١٣٢ ـ ١٣٥م أي عهد انتفاضة بركوخبا على الاحتلال الروماني (٢).. ثم يمكن رصد التدفق من العهد الانتفاضة بلا هوداة حتى قبل ميلاد النبي محمد بواحد وسبعين عاما أي عام الخمسمائة عندما اعتنق ملك اليمن اليهودي (٢). ومن الضروري ذكر هذه الإبانة أن العرب من أخلاف وأسلاف إسماعيل بن النبي إبراهيم واليهود من أنساب وأسلاف إسحاق بن إبراهي (٣) ، وأن النسب ينحدر من أصل سلالة النبي إبراهيم وهكذا العربية والعبرية.  ومن واقع الرصد علم سوسيولوجيا اللغة Sociolinguistics الذي يتعامل مع اللغة كظاهرة ثقافية واجتماعية (اللغة والمجتمع التواصل البشري والإعلامي والأنثروبولوجيا والجغرافيا البشرية..) (٤) أي اللغة كما يتحدثها النص المقدس نشهد العرب مفردة وردت في الكتاب المقدس وتعني البدوي (٥)، وفي موضع آخر يوظف ملوك العرب (٦) لفترة ٥٨٦ و ٦٣٤ ق.م ما يعني احتمال أن شيوخ شمال الجزيرة العربية وصحراء الشام كانوا عربا، وأن العرب انطلاقا من القرن الثالث قبل الميلاد اشتهرت مفرد العرب واطلقت على سكان الجزيرة العربية أي كانت أنسابهم (٨)! وعليه فإن وجود المفردة في الكتاب المقدس – العهد العتيق يؤكد ترابط وتناسب العرب والعبريين، وبما أن  أقدم سفر للكتاب المقدس هو سفر عاموس حوالي ٧٥٠ ق.م فإنه ما يخص العرب والترابط يحاكي التاريخ نفسه (٩).

وأن الشواهد تشير إلى التناسج الاجتماعي بين العرب والعبريين، على سبيل المثال نوعية الملابس للعبرانيين كانت عربية وكانوا يتزوجون من العرب ويوظفون اللغة العربية في المجال الاجتماعي والتجاري والأدبي (١٠)، وأن المفاهيم الأخلاقية كانت تمايز شعراء اليهود عن شعراء العرب:

سائل بنا حابر اكمائنا   والعلم قد يلقي لدي السائل

لنا اذا جارت دواعي الهوي  واستمع المنصت للقائل

واعتلج القوم بألبابهم  بقائل الجود و لا الفاعل

انا اذا نحكم في ديننا نرضي بحكم العادل الفاضل

لا نجعل الباطل حقّا و لا  نلط دون الحق بالباطل

نخاف ان تسفه احلامنا  فنحمل الدهر مع الخامل(١١)

الديانة اليهودية

تقدم من واقع أن تاريخ العبرانيين ( اليهود / بني إسرائيل ) له من الحوادث والأحوال ما يستحق الدراسة والتحقيق في الديانة والشعب، وعليه فإن الديانة اليهودية ازدهرت مع رسالة  النبي موسى بن عمران (ع)، وأنها مرت بثلاث مراحل عسيرة ومؤلمة وهي: الأولى: غزو ملك آشور 721 ق . م لأورشليم (بيت هَميقداش)، أدى إلى تشريد بني إسرائيل ومقتل العديد منهم (١٢) واستطاع القليل منهم من البقاء هناك؛ الثانية: عزو بخت نصر ٥٨٣ ق . م حيث قتل أيضا خلقا منهم ونفى من بقي من الغزو السابق، وبصور عامة خلت أورشليم منه (١٣) ؛ الثالثة: واقعة تدمير النبي سليمان ٧٠ م بيد تيتوس الروماني (١٤) واشتهر بالتدمير الثاني، ويمكن من هنا رصد الهجرة لهذا الشعب والذي هو سليل الأنبياء والمرسلين إلى الجزيرة كافة أرجاء الجزيرة العربية الحجاز وخُبر والمدينة.. والأحواز في الساحل الشرقي للجزيرة العربية ولايزال منهم من هو يعيش حتى اللحظة، غير أن اليهود في الأحواز لم يبق منهم ما يمكن العثور عليه. وهذه أهم الوقائع والحوادث التي مرت طيال ألفي عام، حتى القرن العشرين عندما قرر هذه الشعب الكريم العودة إلى موطنه الأم وأرضه الأصلية أورشليم الكريمة وإعادة ملك بني إسرائيل وهو حق يملكه هذا الشعب الذي هو من أقدم الشعوب وله أقدم الديانة.

وتشير الدراسات المعنية بتاريخ الأديان أن الدين الحنيف قد بدأ بعد النبي إسماعيل المعظم في الجزيرة العربية وكان العبرانيون عليه بخلاف العرب قبل الاسلام الذين كانوا (غالبيتهم) يعبدون الأوثان والأصنام (١٥) على شكل أسري وقبائلي (١٦) كان العبرانيون موحدون لـ يهوه (الله)  وهذا من عظيم توحيد اللاهوت اليهودي ولا يزال على حاله.

عيلام والديانة اليهودية (Īlām -Ahwāz)

المصادر التاريخية والآثار التاريخية تدل على العرب هم سكان الإقليم قبل أن تهاجر مجموعات بشرية من شمال سيبريا إلى جغرافيا إيران الراهنة عرفت فيما بعد بالفرس أو العرق الهندي الأوربي التي استوطنت بعيدة عن سهول إقليم الأحواز والمعزولة بسلسلة جبال زاجروس، وأرض الاستيطان هي محافظة شيراز الحالية. وبعد فترة احتلت دولة من هذه السلالة المهاجرة الإقليم وهي الساسانية التي بنيت حضارتها على أطلال الحضارية العيلامية الأحوازية ( Īlām -Ahwāz) السامية وزوّرت التاريخ لصالحها.

والمعلوم أن العرب تعيش على نمطية القبيلة ومشتقاتها وبتحليل أنثربيولوجي وصفي العرب مجموعات بشرية حافظت على مسارها التاريخي بالنسب القبائلي وهي مدركة بواسطة طبيعة الحياة وأسلوبيتها؛ إذ تحل القبلية حتى تكوّن قبيل الدولة الحديثة مكانة الدولة نفسها. وبناء على هذا الاعتبار نشهد أن سكان الإقليم يشاركون المسلمين في التخلص من احتلال المملكة الفارسية في طوال ما يسمى بالفتح. والعرب تعنى القبائل قبل تكون الدول الحديثة، ومواطنها معروفة وردت في أحداث تاريخ العرب ــ الإسلام والأحداث المدونة في مؤلفات الرحالة العرب والغرب طوال الرحالات أو ما يسمى (Ethnography) التقليدي ومنها الموطن الذي سكنته القبائل العربية أو أرض الأحواز.

وعيلام بن سام أحد أبناء نوح الثلاثة، وقد جاءت منه: دولة عيلام الأحوازية. اسم لمنطقة حتى عهد سايروس، الناس هناك في المنطقة كانوا يسمون العيلاميين، وكانت لا تزال تسمى هكذا حتى العهد الجديد، ورد ذكرهم في سفر أعمال الرسل 2: 9 : 8 (فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟ 9 فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا)(١٧). ويدل هذا أن اليهود الوافدون مما يسمى ببلاد فارس (انطلاقا من ١٩٣٠ م عهد رضا البهلوي: إيران) حاليا كانوا عيلاميين أقحاح بينما ينحدر الفرس اليهود (مجموعة إثنية) لغير عيلام! بل هجين يعرف هندوأوروبية لاحقا، وتواجدهم في بلاد فارس (فارس غير داخلة في جغرافيا عيلام) منذ زمن الأخمينية الملك أحشويرش الأول كما في الكتاب المقدس (١٨).

تاريخ الساميين في الأحواز الحالية ( عيلام  أو عيلان)

يورد الكتاب المقدس (العهد القديم ) ذكر  لعيلام (عيلام بالآرامية ) كبلد‏ أو أمة (شعب) زمن النبي ابراهيم ٢٠١٨- ١٨٤٣ ق . ‌م عن هجوم كدرلعومر (ملك عيلام) مع ملوك متحالفين معه ليحاربوا ائتلافا من الملوك الكنعانيين في منطقة البحر الميت (١٩) حيث قاد كدرلعومر الحلف والمتسلط على الملوك الكنعانيين الذين انزل بهم العقاب آنذاك (٢٠).‏ ويشير التاريخ الدنيوي أن في جزء من الألف الثاني ق‌ . م لفترة الحكم العيلامي على ما بين النهرين، وأن كودور مابوك‏ (قائد عيلامي) تمكن من احتلال مدينة لارسا (‏شمال أور منطقة الفرات)‏ وتعيين ابنه وراد-‏سِن ملكا عليها. وهذه الشواهد تثبت أن الاسم وراد-‏سِن وكذا ريم-‏سِن (٢١) ، ساميان من حيث اللغة، ما يعني وجود‏ الدليل اللغوي التاريخي العرق السامي في عيلام في السوس .‏

وجغرافيا العرق السامي كما هو واضح ممتد من شرق دجلة العراق إلى الأحواز، وأن دولة عيلام السامية كانت تحكم بوشهر ( ليان – شيريهوم) (٢٢) الميناء التجاري والثقافي وأن اكتشاف الألواح حجرية (٢٣)  الآلهة المقدسة الموجودة في المعابد التي بنيت أو رممت بأمر من ملوك عيلام في العهد الوسيط العيلامي ١٤٥٠ – ١١٢٠ ق . م دليل على صحة ذلك، بينما يحاول بعض تزوير الحقائق على أن عيلام ليست سامية وأنها آر  وأنها خوزستان (المحافظة الشمالية من إقليم الأحواز)، والحال أن الخوز / الحوز / الهوز كلها مفردات عيلامية نطق بها سكان الأحواز اليهود والصابئة والسريانيون بحسب اللهجة في الفترات التي عاشوها في تستر والسوس ورامز والقنيطرة ( دزفول).. .

النبي المعظم دانيال وعاصمة السوس

تعد السوس عاصمة الدين والسياسية في بنية عيلام السياسية والدينية وضمن مجموعة أقدم وأشهر مدن العالم العريقة وقد امتدت فيها الحضارة العيلامية قرابة ٦٠٠٠ عام ويوجد فيها تراث عيلامي سامي عريق وأمكنة تحتوي على مقابر ملوك عيلام، و(تدل الشواهد أن السوس كانت قبل الأخمينين عاصمة لممللكة عيلام) (٢٤). بالإجمال بصفتي من سكان أرض الأحواز شاهدت الكثير من المقامات والمراقد الني تنتسب إلى أنبياء بني إسرائيل أو شخصيات دينية إسرائيلية في مدن الأحواز منها: (مقام النبي شعیب على ضفة نهر الفنيطرة، بقعة باحزقیل في القنيطرة مقام النبي إبراهيم في الخفاجية) (٢٥). وقال المقدسي:  أن عداد أتباع المسيح في الأحواز أقل من اليهود (٢٦) بغض النظر عن مدى صحة الأدلة لوجود كثرة الأنبياء، إلا أن الذي يهم الآن هو النبي دانيال (דניאל) ويبدو ثمة دانيال الأكبر و دانيال الأصغر لدى بني إسرائيل ولذلك كانت السوس موضع تقدير وتبجيل لدي العبرانيين، وقبر هذا النبي المعظم بنهر السوس.  (ويظهر من واقع الشواهد الأدلة والشواهد التاريخية أن دانيال الأكبر هو الذي عاش زمن النبي المعظم نوح والثاني الذي عاش عهد بابل) (٢٧).

وتورد المصادر التاريخية المعنية بتاريخ الإسلام: قالوا. (وسار أبو موسى إلى السوس ….. أبو موسى فى قلعتهم بيتا وعليه ستر فسأل عنه فقيل أن فيه جثة دانيال النبي عليه‌السلام وعلى أنبياء الله ورسله ، فأنهم كانوا أقحطوا فسألوا أهل بابل دفعه إليهم ليستسقوا به ففعلوا ، وكان بختنصر سبى دانيال وأتى به بابل فقبض بها ، فكتب أبو موسى بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر أن كفنه وأدفنه فسكر أبو موسى نهرا حق إذا انقطع دفنه ثم أجرى الماء عليه) (٢٨). وقد ورد (دانيال النبى – صلى الله عليه وسلم وهو ممن أتاه الله عز وجل الحكمة والنبوة، وكان فى أيام بختنصر. قال أهل التواريخ: أسره بختنصر مع من أسره من بنى إسرائيل وحبسهم، ثم رأى بختنصر رؤيا أفزعته وعجز الناس عن تفسيرها، ففسرها دانيال فأعجبه وأكرمه. قالوا: وقبره بنهر السوس، والله أعلم (٢٩).

وجدير بالذكر أن (يهود الأحواز المواطنون حتى نهاية القرن التاسع عشر وبدابة القرن العششرين كانوا سبعة آلآف يهودي أحوازي يسكن بالقرب من قبر النبي (٣٠) دانيال المعظم، ولا يعرف السبب عند امتناع ذكر يهود المحمرة والخفاجية وعبادان وتستر وارجان ورامز.

مواطنو الأحواز اليهود في الماضي والعصر الحديث

يهود الأحواز

تشير المصادر أن الخليفة المقتدر لقد أعتمد كل من جوزيف بن فينحاس وهارون بن عمرام الأحوازيين اليهوديين على جباية الضرائب في أرض الأحواز وهذا يعني لقد ارتقيا إلى منصب ديوان الضراب. وقد ظلت الأحواز مركزا للتجارية اليهودية طوال العصور الوسطى تشهد بذلك المراسلات بين التجار اليهود في الأحواز مع زملائهم في مدينة فاس و القاهرة، وأن التجار اليهود الأحوازيين استخدموا اللغة الفارسية أيضا فيما بعد للمواصلة مع التجار الفرس (٣١).وفي العصر أصبحت المحمرة موضعا لمواطني الأحواز اليهود حتى أن الأمير خزعل أمير إمارة عربستان في الأحواز كان عضوا في النشاط اليهودي في المحمرة والعراق ونال شرف الانضمام إلى حركة البنائين الأحرار الأخوية في مجال العقائد والأفكار الموحدة الأخلاق والميتافيزيقيا والإيمان، (وقد نال من الماسونية أوسمة لقاء خدماته لها) (٣٢).

يهود عبادان

وقد أصبحت عبادان الأحواز واحدة من أولى مراكز الثقافة النشاط اليهودي والأيديولوجي في الأحواز بعد احتلالها من بريطانيا ١٩٤١م وحينها كانت هناك اكثر من ٧٠ عائلة  دخلوا الأحواز من جانب العراق .. عمل معظمهم في تجارة المنسوجات. وكانت قد اشتهرت في الأحواز العاصمة خمس عائلات ثرية، بينما الباقي ينتمون إلى الطبقة الوسطى ولهم معبدين يهوديين إلا أن بعد ١٩٤٨ م هاجر العديد من اليهود إلى إسرائيل وإلى طهران، بينما غادر غالبية يهود الأحواز بعد الثورة الإسلاموية الإيرانية ١٩٧٩ م في بداية القرن الحادي والعشرين (٣٣).

يهود المحمرة

يمكن القول أن الأسباب التي ازدادت من توطين المحمرة في العصر الحديث وأتخاذها أرضا منه ما يعود إلى الحرب العالمية الأولى في عهد العثمانية وبما أن المحمرة في ذلك الوقت كانت تتمع بسيادة عربية يحكمها الأمير خزعل نشهد نزوح مكثف إلى المحمرة خلال سنوات ١٩١٤ – ١٩١٨ م. وبحسب ما يتناقل على الألسنة الأحوازيين أن يهود المحمرة كان لهم نشاط اجتماعي وسمعه حسنة في المدينة وأن أبرزهم أسرة ( المعلم تيسون آردي.. الذي ولد في بغداد ١٨٩٤م ودرس الكتاب المقدس ثم انتقل إلى المحمرة الواقعة على شط العرب ولم يكتفي بالنشاط الديني بل عمل في التجارة أيضا وسرعان ما نال الشهرة وأقام علاقات وثقية على طرفي الحدود العراقية ــ الأحوازية، وفي عام ١٩٥٣ هاجر تيسون إلى إسرائيل وسكن في رامات جن حتى توفي في ذكرى يوم الاستقلال ١٩٨٠) (٣٤)، وقد عمل رجل في تجارة الخشب.

وكذا أسرة هارون والتي اشتغلت بتجارة التمر وساهمت بتصدور التمور إلى خارج المحمرة  عهد الأمير خزعل الى الهند. وقد سكنت هذه العائلة منطقة الصبه حافة نهر المدينة، وأيضا عبد النبي كان هذا الرجل ذا دور قيادي في إيواء اليهود الذين هربوا من العراق إلى إقليم الأحواز في كل من مدينة المحمرة ومدينة عبادان ومدينة الأحواز، حيث أشرف على تهريب اليهود من جهة شط العرب والقصبه ونهر يوسف وأخيرا مواطن يهودي يعرف باسم خضوري متولي المعبد أو الكنيسة اليهودية في المحمره موضعها بالقرب من سوق الصفا ضفاف الشط ويذكر أن عائلة اشتهرت في مجال الفن و الأدب.. إلا أنهم كما أشرنا فإت اليهود أكثرهم من البصرة وقد استوطنوا مركز الإمارة وعبادان والمحمرة، ثم (منهم من هاجر إلى عاصمة ايران مدينة طهران في عام ١٩٤٠ م) (٣٥) ومن ثم انتقلوا الى إسرائيل عام ١٩٤٨ م.

يبدو أن الظروف السياسية والاقتصادية كانت وراء هجرة اليهود من الأحواز إنطلاقا من عهد الاحتلال الفارسي في عهد البهلوية وانتهى بعهد الإسلاموية الإيرانية وهذا ما أضر بالتعددية السكانية الأحوازية التي اشتهرت بها أرض الأحواز لكثرة الشواهد والأدلة التاريخية الدالة على ووجود المسلمين والصابئة واليهود والمسيح كما يشير إلى ذلك الرحالة العرب. ومهما يكن فإن أنطلاقا من عام ١٩٤٨م هناك بداية نزوح باتجاه إسرائيل وهذا آخر ما يمكن الإشارة إليه أدى إلى عدم تواجدهم في الأحواز الا عدد قليل منهم لا يرغب ان يعلنوا عن هويتهم خوفا من النظام الايراني ويسكنوا جلهم في عبادان والمحمرة وتستر والقنيطرة.

 

الباحث: كمال بن سلمان

 

المصادر والهوامش

١- كلابرمن ژيلبرت وليبي، تاريخ قوم يهود: 2/285 تهران: انجمن فرهنگي اوتصر هتورا .

٢- المصدر: ج : 2/285

٣- المصدر: ج : 2/259

٤- سفر اشعيا و ارميا (اشعيا 13:2 و 21: 13 و ارميا 3: 2)

٥- سفر اشعيا و ارميا (اشعيا 13:2 و 21: 13 و ارميا 3: 2)

٦- سفر ارميا (25: 24)؛

٧- حتّي، فيليپ خليل، 1366، تاريخ عرب، ترجمة ابوالقاسم پاينده، تهران آگاه.

٨- – جواد علي، 1976م، تاريخ مفصل عرب قبل از اسلام، بغداد، دارالعلم، مكتبة النهضة.

٩- – عبدالعزيز، سالم، 1993م، دراسات في تاريخ العرب قبل الاسلام، اسكندريه، مؤسسة شباب الجامعة.

١٠- جمحي، محمد بن سلام، 1913م ، طبقات الشعراء، مطبعة بريل.

١١ – شعراء اليهود ف الجاهلية :

در معجم مرزباني نيز افراد ديگري در شمار شعراي يهود در عصر جاهليت شمرده شده اند، مانند ابوياسر النضيري، ابوالقرثع اليهودي، عمرو بن ابي صخر بن ابي جرثوم يهودي، ابوخمضه، كعب بن اسد بن سعيد القرظي و مالك بن عمر النظيري. اشعار اين شعرا، كه به زبان عربي سروده شده است، نشانگر تأثيرپذيري يهوديان از زبان و ادبيات عربي بوده است و از ظرفيت هاي اين زبان، براي انتقال فرهنگ خود بهره مي گرفتند.

١٢- پستاين، ايزيدور، ، يهوديت بررسي تاريخي: 47، ترجمۀ بهزاد سالكي، . چ دوم ، موسسۀ پژوهشي حكمت وفلسفۀ ايران ، تهران 1388،

١٣- پستاين، ايزيدور، ، يهوديت بررسي تاريخي: 58، ترجمۀ بهزاد سالكي، . چ دوم ، موسسۀ پژوهشي حكمت وفلسفۀ ايران ، تهران 1388،

١٤- بايرناس، جان، ، تاريخ جامع اديان: 555 چ هشتم، علمي و فرهنگي تهران 1375،.

١٥- الآيات القرأن ، من التورات .:.؟؟؟؟

١٦- فياض، علي اكبر ، تاريخ اسلام: 48، دانشگاه تهران، تهران 1369،.

١٧- سفر أعمال الرسل 2: 9 : 8

١٨- المصدر نفسه.

١٩- تك ١٤:‏​١-‏٣‏‏

٢٠ – تك ١٤:‏​٤-‏١٧‏)‏

٢١- وهو أيضا أخوه

٢٢- مجيد زاده، يوسف ، تاريخ وتمدن عيلام : 137، انتشارات مركز دانشكاهي ، جاب اول ، تهران 1370 هـ ش (ترجمة: كمال بن سلمان).

٢٣- لقد عثر العلماء على أكثر من 300 لوح حجري يعود تاريخها بين 2300 و1700 قبل الميلاد وكلها تعود إلى مدينة شوش.

٢٤- نگهبان، عزت الله  شوش یا کهن ترین مرکز شهرنشینی جهان: 272،  تهران (1375)،: سازمان میراث فرهنگی کشور.

٢٥- جزایری، سید عبدالله بن سید نور الدین. تذکرة شوشتر: 36، اهواز (چاپ سنگی) (1328)صافی.

٢٦- انظر، مقدسی، محمد بن احمد ، احسن التقاسیم فی معرفة الاقالیم: 414، لیدن: بریل 1967م.

٢٧- مسعودی، علی بن حسین (1356). مروج الذهب و معادن الجوهر، ج225/1-226، تهران: انتشارات بنگاه ترجمه و نشر کتاب.

٢٨ – نظر: یاقوت حموی، شهاب الدین ابو عبد الله، معجم البلدان، ج ‏3، ص 280، بیروت، دار صادر، ط 2، 1995م؛ تطیلی، بنیامین بن یونه، رحلة بنیامین التطیلى: 322، ابوظبی، المجمع الثقافی، ط 1 ، 2002م؛ حمیری، محمد بن عبد المنعم، الروض المعطار فى خبر الاقطار، ص 140، بیروت، مکتبة لبنان، ط2 ، 1984م.

٢٩- النووي في تهذيب الأسماء ص 251

٣٠- بنيامين تودولايي، سفر نامة: 53ـ 57، ترجمة مهوش ناطق 1907م.

-٣١  Fischel, Islam, index; S.D. Goitein, A Mediterranean Society, 1 (1967), index. ADD. BIBLIOGRAPHY: Alam-e Yahud, 16 (Nov. 20, 1945), 285; ibid., 22 (Jan. 15, 1946), 379; B.-Z. Eshel, Yishuvei ha-Yehudim be-Babel be-Tekufat ha-Talmud (1979), 58–59; A. Netzer, “Yahudiyānei Iran dar avāset-e qarn-e bistom,” in: Shofar, 244 (June 2001), 23.

٣٢- علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : 3 / 416.

٣٣- Fischel, Islam, index; S.D. Goitein, A Mediterranean Society, 1 (1967), index. ADD. BIBLIOGRAPHY: Alam-e Yahud, 16 (Nov. 20, 1945), 285; ibid., 22 (Jan. 15, 1946), 379; B.-Z. Eshel, Yishuvei ha-Yehudim be-Babel be-Tekufat ha-Talmud (1979), 58–59; A. Netzer, “Yahudiyānei Iran dar avāset-e qarn-e bistom,” in: Shofar, 244 (June 2001), 23

٣٤- غازس السعد، شلومو هيلل وتهجير يهود العراق: 177.

-٣٥, 85 – 87 : rejwAN1985 , 94 = 103 . Shohet 1982

.

"الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع معهد الحوار للأبحاث والدراسات"



error: Content is protected !!