أطلقت مجموعة من الباحثين والكتّاب الأحوازيين أمس الأربعاء، “معهد الحوار للبحوث والدراسات”، يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكيّة مقراً له،ويسلّط الأضواء على الأحواز ومحيطها الجغرافي العربي وغير العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وما مرّت به من أحداث ومتغيّرات، ساهمت القوى الإستعماريّة في إيجادها بالدرجة الأساس.
وأكد “معهد الحوار” في بيانه التأسيسي على أهميّة إزالة التعتيم المتعمّد والمسلّط على القضيّة الأحوازيّة، نتيجة للمتغيّرات السياسيّة المتسارعة التي شهدتها المنطقة بداية القرن العشرين، وما أفرزه نفوذ القوى الدوليّة المؤثرة في الشرق الأوسط آنذاك، من متغيّرات جغرافيّة، لا تخضع للمعايير التاريخيّة والطبيعة الديموغرافيّة، وكذلك الوضع القانوني للأحواز، قبل التواجد الإيراني في المنطقة.
وبيّن المعهد أنّ جميع هذه الأحداث، قد أوجدت صعوبات شتّى في فهم القضيّة الأحوازيّة ومعرفتها، وهو الأمر الذي يجعلها أحوج ما تكون إلى الأبحاث والدراسات والتحليل والتفسير.
ولأنّ فهم هذه القضيّة الحيّة والحيويّة، يفرض على الباحث والمهتمّ معرفة المحيط الجغرافي للأحواز وما تعرّض إليه من أحداث، لذلك اندفع عدد من الكتاب والباحثين الأحوازيين لإنشاء “معهد الحوار للبحوث والدراسات”، بصفته مؤسّسة علميّة ومعرفيّة مستقلّة وغير ربحيّة، لتساهم في التراكم المعرفي وتعميق الوعي بالقضيّة الأحوازيّة، وذلك على الصعيدين الوطني والدولي.
ويهدف المعهد إلى كشف الحقائق والمخاطر والتحدّيات التي تواجهه القضيّة الأحوازيّة، والبحث في أسباب تراجع مكانتها إقليمياً ودولياً، والعمل على سدّ الثغرات المعرفيّة وتسليط الضوء على أهم الأسباب الكامنة خلف بروز القضيّة الأحوازيّة ومقوماتها وتداعياتها وتطلعاتها.
وأعرب المعهد في بيانه التأسيسي الصادر الأربعاء الماضي، بأن دراساته وأبحاثه ومقالاته المختصّة، سوف تشمل الشعوب في جغرافية إيران، كالترك الآذربايجانيين، الكُرد،البلوش، إضافة إلى الأقليّات العرقيّة والدينيّة والمذهبيّة، وخاصّة الصابئة المندائيين الأحوازيين.
اليكم نص البيان التأسيسي
معهد الحوار للأبحاث والدراسات
ساهمت الأحواز ومن خلال مختلف أدوارها التاريخية بوافر عطائها في صنع الحضارات الإنسانية التي أشعت بنورها على محيطها القريب والبعيد، كما أبدت مقاومة فريدة من نوعها في وجه التحديات الطبيعية والبشرية، التي كانت ولا زالت تلقي الكثير منها بآثارها على سهولة فهم ومعرفة القضيّة الأحوازيّة ودراستها من مختلف جوانبها، سياسياً، إقتصادياً، إجتماعياً وثقافياً.
ولعلّ المشهد الأبرز في القضيّة الأحوازيّة، هو ما أحيط بها من تعتيم متعمّد، مردّه المتغيّرات السياسية المتسارعة التي شهدتها المنطقة بداية القرن العشرين وما فرضته القوى الاستعمارية على طبيعة العلاقات الدولية والإقليمية في الشرق الأوسط، وخاصة طبيعة علاقات الأحواز بجوارها العربي وغير العربي، وهو الأمر الذي يجعلنا أحوج ما نكون إلى البحث و الدراسات والشرح والتحليل والتفسير حول الظروف التي شهدتها منطقتنا في تلك الحقبة.
ولا ريب أنّ فهم القضيّة الأحوازيّة، يفرض علينا إلزاماً معرفة محيطها الجغرافي وما تعرّضت إليه المنطقة بشكل عام، الأمر الذي دفع بعدد من الكتاب والباحثين من ذوي الإختصاص بشأن الأحواز ومحيطها إلى إنشاء مؤسّسة علمية مستقلة وغير ربحية، يكون مقرّها في الولايات المتحدة الأمريكية، تساهم في التراكم المعرفي وتعميق الوعي حول القضية الاحوازية على الصعيدين الوطني والدولي، ساعية لكشف الحقائق وما تواجهه القضية الاحوازية من تحدّيات ومخاطر، أدّت إلى تراجع مكانتها إقليمياً ودولياً.
ولتعزيز مكانة الأحواز في مختلف الأوساط الدوليّة، وبناءً على ما تقدّم من أسباب، وضمن محاولة جادّة لسدّ الثغرات والفجوات المعرفيّة ذات الصلة بالأحواز ومحيطها، جاءت فكرة ولادة “معهد الحوار للأبحاث والدراسات” بتاريخ ١٧ اغسطس ٢٠٢٢، مسلطاً الضوء على أهم الأسباب الكامنة خلف بروز القضيّة الأحوازيّة ومقوّماتها وتداعياتها وتطلعاتها.
ولأنّ القضيّة الأحوازيّة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالتواجد الإيراني الحالي ومتأثرة بشكل مباشر بما تشهده الساحة الإيرانية من أحداث وتغييرات، فلا بد أن يولّي «معهد الحوار»، إهتماماً خاصاً بهذه الجغرافية ومكوّناتها التاريخيّة والسياسيّة والإقتصادية والديموغرافيّة، واضعاً تطلعات مختلف الشعوب القاطنة ضمن جغرافية إيران الحالية، كالترك الآذربايجانيين، والأحوازيين، والكُرد، والبلوش، والتركمان، والقشقائيين والكاسْبِيَنْ، وكذلك الأقليات الدينية والمذهبية، وخاصّة الصابئة المندائيين الأحوازيين، ضمن أبرز المواد التي سوف يسلّط الضوء عليها هذا المعهد من أخبار ومقالات وأبحاث ودراسات.