الإثنين, نوفمبر 18, 2024
أخباراتساع رقعة الاحتجاجات في إيران وسقوط عشرات القتلى

اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران وسقوط عشرات القتلى

التاريخ:

إشترك الآن

اشترك معنا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد.

اتسعت رقعة المظاهرات في جميع انحاء إيران بعد نحو ثلاثة أسابيع منذ انطلاقتها، كما ارتفع عدد القتلى أثناء قمع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ نحو اربعة أسابيع إلى اكثر من مئة شخص على الأقل، جلهم من إقليم بلوشستان. كما اعتبر المحللون ان هذه المظاهرات هي الأكبر ضد السلطات الإيرانية منذ عام 2019 إذ قُتل العشرات في اضطرابات بجميع أنحاء البلاد.

انطلقت شرارة هذه الاحتجاجات بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا اميني على يد شرطة ارشاد (اخلاق أو امر بمعروف ونهي عن المنكر) ومن ثم راح ضحيتها العشرات في إيران جلهم من الشعوب غير الفارسية من البلوش والاكراد في حملة قمع المظاهرات الجارية.

من جهتها أعلنت منظمة العفو الدولية أن الحملة التي تشنها الحكومية على المظاهرات أدت حتى الآن الى اعتقال المئات من النشطاء والطلاب والفنانين.

بينما تتجه البلاد نحو الثورة الكاملة، أصدر الرئيس الإيراني رئيسي بيانا اعتبر فيه أن أعداء ايران فشلوا في المؤامرة التي يعدونها ضد البلاد وضده. وعلى نفس المنوال، يرى سياسيون إيرانيون أن الحجاب وقضية مقتل مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة ارشاد (امر بمعروف ونهي عن المنكر) في طهران ليسا السبب وراء اندلاع الاحتجاجات، مؤكدين على “تخطيط ودعم أجنبي لما يحدث”. بينما أكد الكثير من المختصين في الشأن الإيراني و البعض من علماء اجتماع إلى أن قضية مقتل مهسا أميني فجّرت تذمرا متراكما لدى الشباب الإيراني طال انتظاره منذ عام 2019.

يبدو دخل البلاد في مرحلة أخرى من الاحتجاجات حيث شهدت المدن الكبيرة إضرابات في الأسواق وسيما منطقة بازار التجارية بطهران، كما أصبح حضور الجيل الجديد من الشباب والفتيات ملحوظ تماما. كما من الفيديوهات المنتشرة واضحا، إن مشاركة الشباب في الاحتجاجات الأخيرة تفوق مشاركة غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، وربما هذا ما جعل التذكير بحضور جيل الشباب في المناسبات الرسمية يتصدر تصريحات السياسيين في هذا الشأن، فضلا عن إجماعهم على وصف المحتجين بالمتمردين والاحتجاجات بأعمال شغب.

يبدو إيران اتخذت سياسة جديدة للحد من الاحتجاجات وخوفا من اندلاع انتفاضة عرقية وفي استعراض للقوة، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف في المنطقة الكردية بشمال العراق خلال الأيام الماضية بعد اتهام المعارضين الأكراد الإيرانيين بالمشاركة في الاضطرابات. كان الهدف من هذه العملية هي ارسال رسالة للشعب الفارسي في داخل ايران وخارجها وهي ان الاكراد يهدفون الى تقسيم البلاد وبالتالي يخففون من الضغط على النظام في المدن الرئيسية مثل طهران واصفهان وشيراز.

هناك عدة سيناريوهات مطروحة حتى هذه اللحظة وهي أولا، ربما يسعى النظام الى هندسة المظاهرات وامتصاص غضب الشارع الذي تراكم منذ عام ٢٠١٩، وسيما ان النظام خلال هذه الفترة يحتاج الى إدارة الازمات الداخلية لكي يقلل من الضغط الخارجي ويخرج بنتائج إيجابية من المفاوضات النووية مع الدول الغربية. ثانيا، ان القوة الثورية الشبابية في الشوارع كانت غير متوقعة حيث أصبحت وبال على النظام الإيراني غير قادر على ادارتها حتى هذه اللحظة. في الاخير، يبدو الاحتجاجات بالرغم من انها أحرزت تقدما لكن الأمور مرهونة بخواتيمها.

"الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع معهد الحوار للأبحاث والدراسات"



error: Content is protected !!