الملخص المضموني
اللغة العربية في الأحواز والمفردات الأحوازية الحصرية واللهجة الأحوازية المحصورة (خليجية محولة، عراقية محولة، أحوازية حصرية) والعلوم المتعلقة بها ما بعد مملكة عيلام مسألة يصعب إدراكها بالبحث الإنشائي! بخاصة وأن الأحواز ما بعد سلالات عيلام الثالثة بقيت تنطق العربية لأنها لغته الأم، ومن غير المعقول أن يؤدي تعلم العربية في المدارس والزوايا إلى خلق شعب عربي!! كما أن العربية لم تصنع من الفرس شعبا عربيا لأنهم فرس بالأساس! وبناء على هذا الاعتبار تم رصد مراحل العربية والنظام التعليم العربي ومساهمة الأحواز في دعم اللغة العربية؛ وذلك لأن الأحواز كانت في العصر العباسي مركزا للعربية وعلوم ومعارف عالم الإسلام بزعامة أبي هلال العسكري.. والعصر المشعشعي مركزا للمعارف الشيعية والعلوم العربية بالعلماء والمؤلفات والبحوث القيمة التي قُدمت بهذا المجال.. ولم يتم منعها من نظام التعليم والمراسلات والدواوين إلا بعد 1925م، وازداد سوء في عهد الجمهورية الإسلامية، وقد تطلب هذا تدوين هذه الدراسة البالغة الأهمية.
سؤال الدراسة وابداعية الطرح
كيف يمكن الوقوف على حقيقة العربية في الأحواز؟ ما الأدوار التي كان شعب الأحواز يتكلم بها رسميا، وكانت نظام التعليم والثقافة والمهارات؟ وهل يعني أن وجود مناطق يسكنها غير العرب يتكلمون الفارسية هاجروا إليها أو تغيرت لغتهم في أثناء احتلال الفرثيون أن العربية ليست لغة شعب الأحواز الحاضر؟
المفاهيم المفتاحية: اللغة العربية الفصحى، المفردات الأحوازية، علماء لغة أحوازيون، مؤلفات لغوية أحوازية، اللهجة الأحوازية .
المقدمة
لقد وردت اللغة في متسع العلوم الإنسانية من أهم الظواهر السوسيولوجية، وقديما ضمن المسائل الفلسفية ــ المنطقية.. وحاليا في السوسيولوجيا والإنثربولوجيا والفيلولوجيا والتاريخ والأركيولوجيا.. ومن منظور سوسيولوجيا اللغة، إن اللغة ظاهرة اجتماعية لها مؤثرية في تحولات وتطورات المجتمع، والمجتع يضع لغة مشتركة ومنتظمة ومترابطة ينطق بها كل شعب بحسب المعايير والاشتراطات، ويدرس علماء التاريخ والسوسيولوجيا في متسع علم اللغة لمعرفة التمايز والتشابه والأسلوبية.. ولكن من منظور سوسيولوجي آخر فإن اللغة كعملية تنشئة اجتماعية وتنشئة قومية من خلال نظام التعليم فإنها موضوع الدراسة هذه بالتحديد والتي تسعى أن تجيب على الأسئلة والإشكاليات التاريخية اللغوية واللغة القومية الأحوازية.. فيما تدرسه في أحوال الشعب الأحوازي حتى سقوط إمارة المحمرة (إمارة عربستان).
ثم إن اللغة كأداة تكتيكية وموقف ورؤية متكاملة ـ متطورة لها أداء جوهري في تكوين هوية المجتمع والهوية القومية في طوال التاريخ على سبيل المثال فإن العربية قبل الإسلام وفيما بعد فتح الأحواز لقد ميزت سكان الأحواز عن سكان فارس؛ ما يعني أن التعليم والتلقي والتدريس والتحدث بالعربية في الأحواز حتى القرن الـ 20 ميلادي أن ثمة ترابط بين الأحوازي ولغته وتاريخه وقوميته أي أن هذا يثبت أن الشعب لم ينفك عن أسس القوام التي تمايزه عن الفارسي والتركي والكوردي.. وأنه قام بمناقلة ذلك جيلا بعد جيل طيال التاريخ، قبل أن يفرض الاحتلال الإيراني 1925م الفارسية في نظام التعليم والدوائر والمؤسسات الحكومية.
وعليه فالعربية في الأحواز حتى لحظة ليست مجرد أداة اجتماعية وإنما تاريخ وقومية ومعرفة.. وقفت أمام محاولات فترات الاحتلال الإيراني والمغولي والعثماني، ولو لم يكن الشعب الأحوازي عربيا فلا شك ما استطاع الممانعة والمقاومة تجاه اللغات الأخرى واستسلم وهو مستمر كالشعب الجزائري الذي ما تخلى عن لغته لأنها لغة فيها تاريخه وقوميته، خلافا لشعوب لا يعرف بالضبط أصالة قوميتها كما في شرق تركيا التي انسلخت عن قوميتها وأصبحت تنطق التركية ولا ترابط لها مع الماضي.
وبناء على هذا الاعتبار لقد أدى الشعب الأحوازي بلغته العربية ما أثبت أنه عربي أصيل، بل أكثر من ذلك أنه ساهم في تكوين الحضارة وثقافية العربيتين ــ الإسلاميتين، وكان مشاهيره زعماء علوم ومعارف في فترات عديدة.
الأحواز واللغة السامية ـ العربية:
بناء على منظور جينولوجي تنسب السلالة العيلامية إلى عيلام بن سام بن نوح (١) وثمة أقدم أدلة تاريخية من أقدم نصوص العهد القديم العبراني تشير أن عيلام هو الابن الأكبر لسام بن نوح (٢) و “رأى [ عيلام ] رؤيا وهو في مدينة سوسة عاصمة بأقليم بلاد عيلام” (٣).
خارطة مملكة عيلام (٤)
تحتوي اليوم جغرافية الحدودية لمملكة عيلام على جزء كبير من إقليم الأحواز وهي محافظة خوزستان ومحافظة ايلام حيث احتلت عام ١٩٢٥ وضمت إلى جنوب غرب جغرافيا إيران الحالية، ومن ثم إطلق عليها منذ البهلوي الأول عام 1936م: خوزستان رسميا وبعد ذلك اقتطع منها قسم كبير تم ضمه الى محافظة ايلام. اذن، شمال الأحواز هي أرض مملكة عيلام (٥) أو بلاد عيلام، وكما كانت توصف قديما بلحاظ جغرافي أن عيلام تقع غربي فارس وتمتد إلى الخليج العربي. كما تمكن كدر لعومر أحد ملوكها الأقوياء من فرض سلطته على قسم كبير من بلاد العراق (٦). لكن بعد ذلك، قام الفرس الإخمينيـون 550ـ336 ق.م بغزو بلاد عيلام فاحتلوها وجعلوها إحدى الولايات (٧) وجعلوا السوس عاصمة يقيم بها ملوك الفرس في الشتاء..) (٨). أثناء هجوم الإسكندر المقدوني أجلاهم إلى وراء سلسلة جبال زاجروس، ثم احتلها السلوقيون ٣١٢ ــ ١٣٥ ق.م.. ثم عودة الفرس السسنيين ٢٢٦ ــ ٦٣٧ م والأخيرة حاولت مرارا وتكرار إخضاع الأحواز لسلطتها وفرض الديانة الزرادسية ( ديانة اللشعوب الهندية ــ الأوربية) (٩)، لكن واجهوا الثورات المتتالية حالت دون ذلك، واستمر الأمر حتى عصر الإسلام والتحرير الذي حصل انطلاقا من غزو المغيرة بن شعبة مدينة “سوق الأهواز” (١٠) فى ولايته حين شخص عتبة بن غزوان من البصرة فى آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة فقاتله البيرواز دهقانها ثم صالحه على مال ثم أنه نكث ، فغزاها أبو موسى الأشعرى حين ولاه عمر بن الخطاب البصرة بعد المغيرة ، فافتتح “سوق الأهواز” عنوة وفتح نهرتيرى عنوة ، وولى ذلك بنفسه فى سنة ١٧ (١١) حتى السنة الواحدة والعشرين.
وفي سياق التطرق إلى سوق الأهواز، يلزم أن أبين التباسا وأحرره في كبرى المشكلات اللغوية في تمسية بلاد عيلام السامية إنطلاقا مما يسمى الفتح الإسلامي؛ لأن فيه غيّر المسلمون اسم عيلام من الأخواز (=جمع خوز) (١٢) وهو الذي استخدمه الأخمنيون 559-331 ق.م بعد الاحتلال لطمس اسم: بلاد عيلام، الدال على سلالة سامية عربية كما في العهد القديم (سَام أيضًا، وهو أخو يَافِث الابْنِ الأكبَرِ بَينَ إخوَتِه، أنجَبَ أوْلادًا ومِنهُ أتى كُلُّ أبناءِ عَابِر. [و] أبناءُ سَام: عِيلَام وأَشُور وأَرْفَكْشَاد ولُود وأَرَام (١٣) فعيلام في هذه الفترة الاحتلالية اطلق عليها عنوان “الأخواز”، فعرّبها الناس.. في عهد الفتح: (فقالوا: الأهواز.. وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيّا سمّي به في الإسلام.. (١٤) لعدم رغبتهم باستعمال الأخواز الاحتلالي المفتعل، وهذا من جهة ينفي أدلة صاحب معجم البلدان في أنه جاء نتيجة استعمال الفرس كما يأتي بعد قليل، وفي الوقت ذاته ينفي أن تكون لفظة الخوز عيلامية ــ سامية.
وكما رأينا فمفردة الأحواز جاءت بعد ما يسمى الفتح الإسلامي في مصدر واحد فقد ورد فيه: (الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه. وقال أبو منصور الأزهري: الحوز في الأرضين أن يتّخذها رجل ويبيّن حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حقّ فذلك الحوز (١٥) وهذا الرأي الأول اللغوي التراثي لصاحب معجم البلدان؛ والرأي الثاني وهو أن الأحواز (وأصله: حوز ، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيّرتها (١٦) وهو رأي صاحب معجم البلدان أيضا، وهو دليل غير كاف؛ وهذا هو أكثر بطلانا لأنه ينفي احتمال أن يكون الحوز من أصل مفردات عيلامية، حيث لا تزال منها ترد على الألنسة في الأحواز إمارة عربستان دونما قد أخذت من اللغة العربية بعد الإسلام، مثل: الحوش وهي لفظة تطلق على دار السكن أو المنزل في الأحواز وهتلي أي الشرير وخرموش أي الجرح ولهلثه والتي تعني مخزن الحنطة وشَلَخ تعادل اقتطاع الشيء بشدة من جذره. لذلك، لا حاجة إلى تكلف صاحب معجم البلدان، ولو أن الفرس لا ينقطقون الحاء إطلاقا كما نعلم. وبعيدا عن تبني اسم الأحواز كاسم لبلاد عيلام (مملكة عيلام ثم ميسان وايلمائيس ثم الإمارة المشعشعية وهلم جرا) فهو تبنٍ لما أورده صاحب معجم البلدان، وبناء على ما تقدم فإن تعدد التسميات كان تبعا لعهد معين أو اتباع موقف ما، كما لا يستبعد أن صاحب معجم البلدان حاول أن يلتمس للخوز ما يعادله بالعربية فجاء بالحوز، ثم قدم شرحه اللغوي ولم يورد أيّ احتمال على أصل الحوز على أن تكون عيلامية كما لو استعملت بناء على موضع عيلامي أو اسم لشخصية مؤسسة! فهو لا معرفة له بذلك.
وكل هذه التسميات والتحليلات بقيت حتى عهد الاحتلال العثماني (١٢٩٩- ١٩٢٣م) فالصفوي (١٥٠١- ١٧٣٦)؛ لأن في عهد الدولتين أطلق على الأحواز : عربستان (١٧) واستمر أيضا في عهد الأسرة الأفشارية التركمانية (١٦٩٨- ١٧٤٧) ووصولا بالأسرة القاجارية التركمانية الأخرى (١٧٧٩ – ١٩٢٥م) إلا أنه بإمكاننا أن نسرد تاريخ التسمية منذ إنشاء الإمارات في الأحواز بعد العصر العباسي كالآتي: إمارة المشعشعيين والعباسيين والنصوريين وال حرم والعبادلة وغيرها من الامارات على ساحل الخليج العربي وامارة ال كثير وبني اسد وإمارة القبان، وامارة الفلاحية، وصولا الى اخر امارتين وهي امارة المرازيق في بوشهر والتي تم احتلالها عام ١٩٢٤ وإمارة المحمرة برئاسة الأمير خزعل (١٨٩٧ – ١٩٢٥).
خارطة من إنشاء العثمانيين يظهر فيها اسم عربستان (١٨)
وأخير لا بد من قول أن فيما بعد ١٩٧٠م تم تبني اسم الأحواز وقد شاع في الإعلام الداعم أكثر من غيره ما أدى إلى نسيان إمارة المحمرة وإمارة عربستان وهما الاسمان التاريخيان والمعاهدات السياسية والتاريخية والجغرافية لأرض مستقلة وكيان سياسي في القرون الأخيرة، كما تم تجاهل كبير لإسم الأهواز نزلا عند رغبة الشارع الأحوازي.
غلاف الكتاب يشير إلى أمير المحمرة والحاكم ، طبع ١٣٢٦ هـ.ق – ١٩٠٨
صحيفة العمران تشير إلى الأمير خزعل: أمير عربستان بعام ١٩١٢ م
الشيخ كاسب ولي عهد إمارة المحمرة وحاكم المحمرة _ الدرر الحسان ١٩٠٨م
وأما بالنسبة للغة في مملكة عيلام فالمسألة الأكثر أهمية وبحثا في تاريخ اللغة العلامية هي أن مملكة عيلام لم توظف اللغة العيلامية في شؤونها الإدارية ولا الثقافية ولا الحضارية أي مختلف شؤون بلاد عيلام، بل وظفوا اللغة الأكادية [العربية] بخطها المسماري ووقعوا تحت التأثير الحضاري والامتداد الجغرافي لبلاد الرافدين، وعلى هذا الأساس جاء الاعتماد على المصادر التاريخية الجغرافية العراقية بشكل عام والمصادر التاريخية الأشورية بشكل خاص (١٩). حيث باتت اللغة العيلامية مزدهرة في الاستعمال زهاء أربعة ألف عام وأقدم ما دون با يرجع إلى حدود بداية الألف الثالث ق.م) (٢٠) وذلك بسبب الوحدة الجغرافية مع العراق؛ لأن السهل يمتد من العراق حتى آخر حدود الأحواز وهي سلسلة جبلية (جبال زاغروس) الفاصلة بين الهضبة الإيرانية (لا تعني جغرافيا إيران الحالية طبعا، بل إقليم فارس في وسط ايران) والأحواز، فكله سهل طبيعي واحد، وهكذا امتدادا مع ساحل الخليج العربي، ولها سهل عبر البصرة متصل بدولة الكويت يتصل بالجزيرة العربية. يقول صاحب الروض المعطار: “الأحواز مصر الإقليم.. وخزانة البصرة”. (٢١). كما يضف ابن حوقل: “وما كان من حدود عبادان إلى الأنبار مواجه لنجد والحجاز فمن بادية العراق” (٢٢)، وسكان شمال الأحواز “زیهم زي أهل العراق وتجارتهم الحنطة والأرز والمرکبات والحریر والسکر .. وعلی خُلُق أهل هذه الکورة صفرة اللون والنحافة ووفور الشعر فیهم” (٢٣) بينما سكان الجنوب والساحل الأحوازي اكثر قرابة من دول الخليج العربي.
وأيضا هناك شواهد عديدة على صلة الأحواز بجغرافيا العراق والخليج العربي تاريخية وبشرية وحضارية وثقافية ولغوية.. وتجارية قديما تكشف عن العلاقات بين سومر (العراق حاليا) والأحواز (عيلام قديما) بشعوبها السامية، والعلاقات والمشتركات الدينية واللغوية فقد كانت كثيرة جدا بينهما، فقد أدت اللغة المشتركة أن تكون الأختام العيلامية على لغة الاختتام السومرية نفسها، إلى جانب أن العيلاميين وظفوا اللغة السومرية في إطلاق بعض الأسماء السومرية على الألهة العلامية، مثل: “إله القمر” (٢٤)، بينما لا علاقات بين عيلام والساسانيين، ولا توجد هذه المشتركات اللغوية بين مملكة عيلام ومملكة الأخمنية والسسنية؛ لأن العرق المَادِي ـ الفارسي المنحدر من الهندوــ الأوربي (٢٥) ومنطقة سيبريا لغتهما غير عربية وأن عمليات الحفر المنتظمة في إيران لم تبدأ إلا بعد عام ١٩٣٠ عندما أصدرت الحكومة الإيرانية قانون الآثار وسمحت للبعصات التنقيبية في أشهر المدن العيلامية وهي سوسة عاصمة بلاد عيلام لا تقدم لنا معلومات عن ايران القديم وانما كانت تخص فترات الدولة الأخمينية، (٢٦) أي معلومات عن الأخمينيين في فترة احتلال بلاد عيلام، وأساسا اللغة الفارسية وهي كانت اللغة الأفستية ثاني لغة هذه القومية (٢٧) على خلاف ثقافي وحضاري ولغوي مع العرق العيلامي والسومري واللغة الأكادية التي هي آخر لغة دون بها شعب عيلام (مملكة عيلام بعصر السلالات الثالث) حضارته في المقارنة مع الاحتلال السسني.
على سبيل المثال لقد وجد في مدينة سوسة أو الشوش حاليا بشمال الأحواز والتي بدأ فيها التنقيب عام1897م منحوتات وفخار يشبه فخار العُبيد ٤٥٠٠ ق.م ٥٣٠٠ – ٤٠٠٠ ق.م وحضارة العُبيد هي مرحلة محددة لأقصى جنوب العراق والتي يطلق عليها حاليا ساحل الخليج العربي (٢٨) ؛ وذلك لأننا كما بينا فإن جغرافيا الأحواز والبيئة والحضارة والثقافة واللغة واللهجة والقبائل والعشائر هي نفسها في جنوب العراق.
كما لا شواهد تدل على أن الأحواز بالفترة الأموية والعباسية قد استعربت خلال الحكم الأموي والعباسي أو أصبحت مغولية فترة الاحتلال المغولي! بل إن مفكري القوميين من أتباع ومبتدعي نظرية الإيرانيزم يرون أن “شعوب إيران غير الفارسية لم تتأثر بالإسلام والعربية ولم تستعرب!” (٢٩) ما معناه أن الفارسي بقي فارسيا والكوردي كورديا.. والعربي لم يستعرب؛ لإن أصله عربي أساسا. ومن هذا المنطلق يتضح أن آخر لغة كانت في الأحواز قبيل ما يسمى بالفتح الإسلامي هي اللغة الآكادية حيث استخدم العيلاميين الخط المسماري واللغة الأكادية فضلا عن النظم الاقتصادية والاجتماعية والدينية (٣٠) في مملكة عيلام بعصر السلالات الثالث انذاك.
ومن الشواهد والأدلة على وجود اللغة الأكادية في عيلام عدم إمكان التفريق بين الأسماء العيلامية والأسماء الأكادية وفمثلا اسم أوماندالس فی الأكادية كان يقابله بالعيلامية هوبان أوماندالس، و فی الأكادية كان يقابله بالعيلامية هوبان (٣١).
قد اختفت العيلامية من الوجود إذ كتب النصوص باللغات العيلامة البابلية (٣٢)، وتحولت حدود بلاد عيلام إلى حدود فارس (٣٣) وإن الدراسة والاهتمام بالنفش العيلام في بهستون واللغة العيلامية يختلف تماما وبشكل ملحوظ عن الاهتمام الظاهر في اللغة الفارسية القديمة واللغة البابلية.. (٣٤) وأن هذه النقوش دونت نصا تاريخيا واحد حلت به رموز الخط المسماري الخاص بحضارة وادي الرافدين (٣٥).
والمعلوم أن الشعوب والأقوام والأقليات البشرية لا توظف لغة الشعوب المعادية ــ الغازية مهما حاول المعتدي والغازي فرضها، ومهما حاول طمس وتعديم لغة الشعب المغزو فإن اللغة الأصلية أي لغة الأم على فرض منعها في العلاقات الاجتماعية والسياسية والتعلم الرسمي.. فإن لغة الأم تبقة محفوظة ومتداولة في البيت والأسرة وكل تجمع وتواصل غير رسمي، وأنها تستفيد من أقرب اللهجات واللغات القريبة منها في أصل أسرة اللغة التي انحدرت منها أو تفرعت منها؛ فلذلك كانت الأكادية السامية من أصل اللغة السامية هي الأقرب والبديلة في الفترة الحكم العيلامية الثالثة إذ شاعت ورحبت بالقبول بين سلالات وقبائل عيلام في المملكة وأتخذت كلغة في عيلام، كما اللغة العربية الفصحى حاليا هي اللغة الأولى بين الدول العربية للتواصل لصعوبة فهم اللهجات العربية، وأساسا للدليل على أن العرب أمة واحدة وسلالة واحدة، وعليه فإن وجود الأكادية في بلاد عيلام وهذا التقارب بل المشابهة التامة مع لغة جنوب العراق الأكادية دليل واضح لا يحتاج إلى دليل على أنها لغة عيلام لست فارسية وليست متحولة من أشكال فارسية إلى عيلامية أو شبهه أكادية.
وثم هناك شواهد كثرة في عالمنا الحاضر مع وجود الدول القومية التي تحافظ على لغة معينة في جميع بلاد الدولة وتبسط قبضتها الحديدية على المجتمعات لإحكام اللغة فإنها لا تستطيع منع الشعوب من الاستلاب إلى لغة دول أخرى تمثل مكانا رسميا للغتها، كما أن فشل فرض لغة معينة على القوميات والأقليات والشعوب لا ينجح أبدا، وهذه خطة لا أهمية لها اليوم خاصة في عصر التواصل والمعلومات والفضاءات المجازية، لا لغة معينة إلا في المجالات الرسمية والدوائر الحكومية مثلما تفعل إيران بفرض الفارسية في الأحواز وكوردستان وبلوشستان وآذربيجان وكاسبين؛ إذ الشعوب تحتفظ بلغاتها وثقافتها.. بعيدا عن الإلتزام الإيدلوجي القومي والحكومي، بكل ما هو غير رسمي ــ حكومي وبذلك تحافظ على هويتها ولغتها.
وبناء على هذا فإن اللغة الأكادية هي اللغة الأخيرة التي وجدت في بلاد عيلام (مملكة عيلام بعصر السلالات الثالث) كما؛ هذه اللغة التي سادت بين شعوب الخليج العربي وجنوب العراق ولم تستثنى منها عيلام، وهي أقدم لغة سامية بنصوصها المسمارية التي انطلقت في بلاد ما بين النهرين لشعب سامي استوطن العراق المعروف عنه بالإمبراطوريتين البابلية والآشورية، ثم دولة شعب الكلدانيين، وقد كشف التنقيب قرابة عام ١٨٥٠ م في سهول العراق عن حضارة هذا الشعب السامي (٣٦).
عن اللغة العربية في الأحواز، القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر الهجري بالإجمال
تعتد ظاهرة اللغة المعرِّف الأول بناء على الدراسات الأكاديمية في العصر الحديث في ظاهرة النسب الانتماء السلالي العربي الداعم للأساس القومي واللغة كأداة أصلية شأنها الترابط بين أفراد وشريحة أو فئة أو المجتمع أو الشعب، وفي العكس من ذلك إن وظفت لغة ما ضد مجتمع ما فإنها عند ذلك مانع خطير ورادع عسير، كما توظف إيران الفارسية ضد لغة شعب الأحواز للوقوف أمام تقدم اللغة العربية الأحوازية العامية والفصحى.
ومن منظور آخر فإن أداء اللغة في الأحواز تعد مشكلة كبيرة بحسب معايير الأمن القومي الإيراني ــ الإيرانيزمي المزعومة (٣٧)؛ كون النظام الإيراني يراها ذريعة تفكيكية لبنية النظرية اللغوية الفارسية أو تضادا فيما يهدف إليه النظام ضد الشعب العربي الأحوازي، الشعب الناطق بالعربية والمنتمي إلى الهوية العربية. ومن المعلوم أن اللغة الأحوازية فيما بعد الاحتلال لعام ١٩٢٥ م بخاصة فترة جمهورية إيران الإسلامية تراجعت مقارنة مع ما قبل الاحتلال، وفي المقابل تصاعد ضريب الفارسية لأسباب ومفروضات كثيرة، مثلا حرب عام 1980م الإيرانية ــ العراقية كانت كأداة مدمرة للغة العربية في الأحواز حيث نزح المواطن الأحوازي خارج الإقليم ونزل الملايين منهم في مدن ومحافظات الفارسية. وبالتالي فُرض على النازح الأحوازي الحياة خارج بيئة الأحواز والتعليم بالفارسية وهو غير مرغوب فيه ولا مرضي قبال لغة الأم اللغة العربية.
علماء العربية ومؤلفات علوم اللغة وقواعد العربية
إن الأحواز في نهاية الخلافة العباسية وحتى الاحتلال المغولي وسلطته، أستطاعت أن تنشئ عدة إمارات عربية أبرزها وأقوها إمارة بني أسد على يد دبيس بن عفيف الاسدي في أثناء حكم الطالع بالله العباسي في الحويزة.. اهتمت بنظام التعليم العربي وهذه المرحلة هي بداية التعليم العربي غير تابع لنظام التعليم الأموي والعباسي الذي كان في البصرة وأعمالها وهي مدن وقرى الأحواز، وبعض أجزاء الأحواز بقيت حتى العصر الحديث متأثرة بـنظام التعليم في البصرة قديما (ونظام التعليم في النجف حتى ١٩٢٥) وذلك لأن [ إقليم الأحواز ] مده وقراه تعد أعمالا لمدن عراقية وقد ظل الإقليم حتى في حقبة الغزو المغولي مدمجا إدارة البصرة (٣٨) إلا أن كما بينا انطلاقا من الحكم المغول ولعام ٨٤٤ م إذ يبدأ العصر المشعشعي بعدها نجد أن الكيان السياسي في الأحواز يؤدي أداء جوهريا في إنشاء نظام التعليم العربي في البلاد، وهو النظام الذي قاوم مجموع احتلال الأحواز في العهد المغولي الإيلخاني والذي يقرب من مائة وست سنوات ما يسمى بالاستيعاب أو الاقصاء الثقافي وكذا الانسلاخ الهوياتي الذي يسعى إليه المحتل دائما ومنه المغولي، وهذا يعني أنه يمكن الاستنباط أن تأثر الأحواز بالمغولية لم يكن كتأثر العراق بها أو أقل من ذلك لأنه كان الناس قد شغلوا بأنفسهم ولم يلتفتوا إلى الأدب.. واللغة الفارسية كادت تتغلب على العراق وتستولى على شؤونه كافة ومن ضمنها الأدب (٣٩). مثلا بين ٧٣٨ ـ ٨٤٤ م أصيبت اللغة العربية نتيجة الحكم الإيلخاني ٨٦٤ م وقد حلت اللغة الفارسية واللغة المغولية مكان العربية (٤٠) ولكن الأحواز لم تتأثر تماما، بل أن الحكم المغولي على الأحواز انتهى بقيام الدولة المشعشعية ١٤٦١م التي أعادت حياة العلم والمعرفة واللغة العربية في المراسلات والدواويين ونظام التعليم العربي.
ومها يكن لقد كانت الأحواز بمدنها وقراها منار للدارسين نشأت المساجد والمدارس العلمية انذاك يتصدرها العلماء والمعلمون يقصدها طلبة المعارف والفنون.. وقد أشار الرحالة والمؤرخون والجغرافيون (٤١)، كما وردت أسماء علماء في اللغة ومؤلفاتهم وقلما يعرفها غير المتخصص والخبير بتاريخ اللغة والنحو والصرف والكلام والفقه والشعر بالعموم.
العصر الأموي (٦٦٢ – ٧٥٠ م)
يعد هذا العصر المؤسس لعلوم العربية وبذلك فإن الاهتمامات العامة لعلماء الأحواز منسجمة في نطاقها وأساليبها مع الاهتمامات الفكرية التي نمت واستقرت خلال القرنين الأولين للهجرة وكونت الاطار العام لنطاق الفكر العربي الذي تجلى واضحا بالاهتمام بدراسة الحديث والقرآن الكريم والفقه واللغة العربية بما في ذلك مفرادتها وقواعدها وأساليب كتابتها ثم بالعلوم الإنسانية (٤٢)، إلا أن المعلوم أن قرب إقليم الأحواز من البصرة وإدراجها ضمن أعمال البصرة قد تأثرت بالنظام التعليمي هناك حيث اشتهرت البصرة بالعلوم العربية والنحو والصرف ما يعني أن الأحواز في نظام التعليم كان قريبا من النظام البصرة نفسه. كانت البصرة من أكبر المراكز لداراسة العربية وعلومها، وقد ظهر فيها علماء مبرزون، ولا بد أنه كان فيها عدد كبر من المعنيين بهذه الدراسات وخاصة من أهل أقليم الأحواز بحكم قربه من البصرة (٤٣)
العصر العباسي (٧٥٠ –١٥١٧م)
الحديث الأحواز في العصر العباسي أسهل وأبين بكثير منه عن الأحواز في العصر الأموي، فإن العصر العباسي كان نظام التعليم العربي في الأحوازي عباسي المنهج، أي: أن اللغة والأدب والشعر والفقه والتجويد هو الأكثر شهرة، يقول المقدسي عن الأحواز إنه : “لا يخلو من فقيه وأستاذ، ولا من الثمانية [؟] أفصح منهم لغات” (٤٥) “ومن مفخرة الأحواز وكفى بها مفخرة!” هي أن العلوم كان منتشرة بين عامة الناس حتى أن أغلب الناس في مواصلة الحياة اليومية لا يخلو حديثهم من مسألة أو نقاش علمي، وهذا من الحالات النادرة في المجتمعات العربية إلا أن الأحواز تميز بذلك.. يقول ابن حوقل: “وفى عوامّهم وأهل مهنهم من الرياضة بالكلام والعلم به وبوجهه ما يضاهون به الخواصّ من أرباب البلدان وعلمائهم، ولقد رأيت حمّالا عبر وعلى رأسه وقر ثقيل أو على ظهره وهو يساير حمّالا آخر على حاله وهما يتنازعان فى التأويل وحقائق الكلام غير مكترثين بما عليهما فى جنب ما خطر لهما” (٤٦).
يقول ابن بطوطة: “وأقمت بمدينة رامز ليلة واحدة.. وفي كل مرحلة منها زاوية فيها للوراد الخبز واللحم والحلواء.. وفي كل زاوية الشيخ والامام والمؤذن.. ثم وصلت إلى مدينة تستر.. في مدرسة الشيخ الامام الصالح المتفنّن شرف الدين موسى بن الشيخ الصالح الامام العالم صدر الدّين سليمان ، وهو من ذريّة سهل ابن عبد الله ، وهذا الشيخ ذو مكارم وفضائل ، جامع بين العلم والدين والصلاح والايثار ، وله مدرسة وزاوية.. وكان مجلسه مجلس علم ووعظ وبركة.. وكان خمسة عشر رجلا من الطلبة قدّموا من البصرة برسم ذلك وعشر رجال من عوّام تستر” (٤٧)
في هذا العصر لقد انتقل مركز العلوم من سائر البلدان العربية إلى الأحواز، وكان شخصية أحواز تأت على رئاسة مركز العلوم والمعارف في العلامة أبو هلال العسكري ٩٢٠ – ١٠٠٦م هو أيضا أبرز شخصية أحوازية في العلوم في الإسلام بعد خليل ابن أحمد الفراهيدي وسيبوبه في العربية خاصة، وذلك فيما بعد القرن الثاني، يقول عنه السّلفي: “كان من الأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف، ومن جملة تصانيفه: الحكم والأمثال، وكتاب: التصحيف، وكتاب: الأرواح، وكتاب: الزّواجر والمواعظ، وبقي حتى علا به السّنّ واشتهر في الآفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوز.. [أي: الأهواز أنذاك]، وكان يملي بالعسكر [مُكرم] وتستر ومدن ناحيته” (٤٨)
واسترادا على ما ذكر وتقدم يمكن الإشارة إلى مشاهير آخرين منهم:
عسل بن ذكوان العسكري: من أهل عسكر مكرم، روى عن المازني والرياشي، وله من الكتب: كتاب الجواب المسكت. كتاب أقسام العربية (٤٩) ؛ أبو الحسن الأهوازي نحوي: شرح كتاب الموجز لابن السراج ؛ محمد بن علي بن إسماعيل العسكري: المعروف بـ مَبْرَمَان ٩٥٦ م ولد في رامهرمز، وأخذ عن المبرد والزجاج، وأخذ عنه الفاسي والسيرافي، ومن كتبه شرح شواهد سيبويه والنحو المجموع على العلل والعيون والتلقين وشرح كتاب سيبويه لم يتمه (٥٠)؛ أبو طیب عبدا لواحد بن علی النحوی العسکري: تلقی علومه مع أبي هلال علی أبي أحمد العلامة خال أبي هلال، نزل حلب ووقف بجانب المتنبي وإبن جنّي فی وجه بن خالویه وأنصاره وفي حلب عرف هذا الأدیب اللغوی بلقب اللغوي الحلبی لمکانته العلمیة الأدبیة، لقب هذا العسکري حجة العرب في التنازعات ألتي أندلعت آنذاک بین الشعوبیین والعرب.
ومن ابرز مؤلفاته: مراتب النحویین ولطیف الإتباع والأبدال وشجر الدّر والأضداد والمثنی والفرق.. وفي هذا العصر أيضا كانت الدورق (الفلاحية انطلاقا من القرن الـ 17م) وهي ثالث المدارس الأدبية بعد الكوفة والبصرة ولأهلها انطباع وتأثر بالأدب البصري.. وبلدة حافلة بمعالم الحضارة قبل الإسلام.. تخرج منها علي بن مهزيار الدورقي ٢٢٦م له ثلاثة وثلاثون كتابا، وأيضا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت الدورقي اللغوي ٢٤٤م هـ النحوي والشاعر تصانيف كثيرة (٥١). وفي بداية القرن التاسع ازدهرت مرة أخرى الدورق بواسطة أمراؤها من بني تميم. وكان بنو تميم أمراء الدورق يجلون العلماء والأدباء والشعراء ويصلونهم، وفي ذلك يقول أبو البحر الخطي في قصيدة سنة ١٠١٦هجري يمدح بها المولى خلف بن السيد عبد المطلب المشعشعي، يتطرق فيها لبني تميم أمراء الدورق ويذكر إحسانهم للسادة الموالي، وقد نظم قصيدته هذه :
سقى الله حيا من تميم بقدر ما شربنا بأيديهم مــن النائل الغمر
هم أوطأونا ساحة العسر بعدما أذلت خطى أقدامنا عثرة العسر
فلم تبلغ الأم الرؤوم ببــــرها بنيــها مـدى ما أسلفونا من البر (٥٢)
العصر المشعشعي (١٤٣٦-١٧٢٤م):
لقد كان نظام التعليم في هذه الإمارة عربي بحت، وفي البداية كانت الجوامع قبل تأسيس المدارس هي موضع تلقي العلوم ولا يزال هذا المنهج جار في الأحواز حاليا في القرى والمدن في تلقي العربية في إحياءها للحد من انتشار الفارسية.. إلا أن في هذه الإمارة العربية فرض السلطان محمد بن فلاح المشعشعي (٨٦٦ هـ، ١٤٦١) تم فرض التعليم على الناس، وقد أنشأ مدارس رسمية وعيّن رواتب للمدرسين والطلاب في الحويزة مركز الإمارة، وتوسع نظام التعليم العربي في عهد السلاطين الذين تلوه فانشأت كثرة من المدارس في الدورق انطلاقا من القرن السابع عشر وتستر والخلفية (٥٣).
لقد ألمحنا في العصر العباسي أن انتهت زعامة العلم إلى أبو هلال العسكري ٩٢٠ – ١٠٠٦م حيث بات الأحواز معقل العلوم والمعارف أنذاك، وهنا لا بد من إبانة أن في عهد الدولة المشعشعية تحولت الأحواز إلى معقل العلم مرة أخرى وبالذات الحويزة في حكم السلطان محمد بن فلاح حيث اعطى الناحية العلمية العناية اللازمة واتخذ من المساجد مكانا للتدريس والمعارف فأسس في كل محلة من الحويزة مسجدا وعين فيه قارئا للقرآن وواعظا يعظ الناس ويؤمهم في الصلاة وجعل التعليم فيها إجباريا وعين المعلمين للقيام بهذه المهمة (٥٤).
أ). خلف بن عبد المطلب المشعشعي: ومن علماء اللغة العلامة خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح الموسوي الحويزي، من أكابر الحويزة (٥٥)، له في قواعد اللغة العربية: منظومة في النَّحْو (٥٦)؛ سبيل الرشاد في النحو والصرف (٥٧)؛
ب). نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري 1158 هـ: ودفن عند المسجد الجامع بوصية منه وقبته معروفة يتبرك بها. كان عالما فاضلا تقيا نقيا حضر على أبيه وعلى غيره من علماء عصره ذكره ولده السيد عبد الله في اجازته الكبيرة فقال: كان رضي الله عنه حافظا ذكيا دقيق الفهم متوقد الذهن مستقيم السليقة حسن اللهجة فصيح الكلام حلو المنطق جيد التعبير فطنا للنكات والدقائق عارفا بأساليب الكلام شاعرا منشئا أديبا ( فروق اللغة ؛ رسالة مختصرة في النحو؛
ج). عبد القادر الحويزي ١٦٨٩هجري: عبد القادر بن عبد الحويزي العبادي متكلم نحوي؛ من آثاره: سلوك مسالك المرام في سلك مسالك الافهام، الغرائد الصافية على الفوائد الوافية في النحو (٥٨)؛
هـ). محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري الأحوازي: والجزائري نسبة إلى جزائر الأحواز قديما ، من أعاظم نبلاء عصره، أديب ماهر سيف ذهنه باتر حكيم حاذق ثاقب فهمه كاشف عن دقائق الحكمة والحقائق حاز حظا وافرا من الكمالات وحير الأفكار بما أبدع ، له جامع المسائل النحوية في شرح الصمدية (٥٩)
نظام التعليم العربي في العصر المشعشعي ( ١٧٢٤م)
لقد بينا أن المنهجية ــ الأسلوب التعليمي في الأحواز كان هو أسلوب التعليم في البصرة، إلا أننا أشرنا أيضا أن التعليم تأثر بالنجف بالدروس، وأن الانتساب إلى المدرسة يبدأ من الصغر: عمر الدراس والتلميذ هو السنة الخامسة، وهذا لايعني ذلك هو حرمان من هو أكبر سنا (٦٠) وأما المعلم فهو العفيف صاحب الدين المرضي والأخلاق الحميدة وذلك أن المعلم يكسب الصبي دينه وأخلاقة) ( ٦١) ومن خلال تتبع المراحل نظام التعليم العربي في المدارس نجد أن الطالب يمر بمرحلة المقدمات مرحلة السطوح، مرحلة الخارج (دراسات عليا وتخرج).
وأما الدروس فهي الصرف والنحو ( الأجرمية، وقطر الندى، والألفية، ومغني اللبيت، واللمع لابن الجني، وكتاب سيبويه)(٦٢) واللغة العامة (أي الصحاح، قاموس الفيروزأبادي) (٦٣) علم البلاغة (شرح المطول، مختصر المعاني) (٦٤) والفقه (شرح اللمعة وشرائع الإسلام) (٦٥). لكن في عهد الإمارة الكعبية الثانية تم إضافة دروس ومواد الدراسية سنشير لها لاحقا، مع هذه الإبانة أن المنهجية هي نفسها المتبعة في عهد الدولة المشعشعية حتى الإطاحة بآخر كيان في إقليم الأحواز وهي إمارة عربستان 1925م. ومن أشهر المدارس منها مدرسة الشيخ علي آل بوصف، ومدرسة عباس ومدرسة شيخ الإسلام ومدرسة الشيخ بعقوب، ومدرسة الشيخ عبد العلي العروضي.
إمارة القُبان (الإمارة الكعبية الأولى ١٦٩٠- ١٨١٩ه)
يمكن القول أن في عهد الإمارة الأفراسيابية التي تأسست في ولاية البصرة عام ١٠٠٥ ـ ١٠٧٨(١٥٩٦ ـ ١٦٦٧) التي امتد نفوذها ليشمل الأجزائ الجبوبية والغربية، أزدهرت فيها الثقافة العربية شبيهة بأيام هارون الرشيد في الرفاهية وطلب العلم والآداب (٦٦)، وكانت القبان داخلة في البصرة، ولم تستثن من هذا الازدهار وهي جزيرة “قبان كـ شدّاد؛ كانت داخلة في أقصى حدود البصرة ، معدود من اواخر السواد جنوبا او من ذئاب العراق و [ هي ] اليوم في [امارة المحمرة]” (٦٧) الواقعة عند مصب شط العرب بالخليج العربي، ويقول البغدادي: “كان في القبان تسعون مسجدا ومدارس كثيرة وعلماء وكان خرابها 1170هـ = ١٧٥٥م” ويبرز فيها فتح الله بن علوان الكعبي ١٠٥٣ ــ ١١٣٠ هـ، وله: رسالة في علم القراءة، ورسالة في العروض، وشرح شواهد قطر الندى، والإجادة في شرح القلادة، والدرر البهية في شرح الأجرومية،(٦٨) وله من الشعر:
لعِبَت في عقلِه أيدي الهَوى فلِعُذْرٍ خَلعَ اليومَ عـــذارَه
غالطَ اللاّحِينَ في سَلوَته غَلطٌ فالحبُّ قد أضرَمَ نارَه
يا لقَومي لأَخيكم من رَشاً صادَه فردٌ فمنْ يطلُب ثارَه
حَكَمَتْ في قلبه ألحاظُه حُكمَ مَنْ ليسَ له طرزُ الإمارة
لا تلوموني إذا مِتُّ به فَحَياتي في هَــــواهُ مستعارَة (٦٩)
موضع قبان تم تثبيته من قبل الباحث وفقا للخرائط القديمة
الإمارة الكعبية الثانية (١٨١٩- ١٩٢٥م) (٧٠)
لقد تمت الإبانة أن المنهجية المتبعة في عهد الدولة المشعشعية هي نفسها في عهد الإمارة الكعبية، بل نجد أن المنهجية هي منهجية نظام التعليم التقليدي في النجف (بأسلوب مدارس النجف بطريقة التدريس وبمراحل الدراسة [ في اللغة العربية ] ولعل السبب في ذلك هو أن معظم مدرسي هذه المدارس والمكاتب وشيوخها أحوازي استكمل دراسته في النجف (٧١) أو عراقي الموطن وهذه الفترة كما هو واضح تبدأ من حكم الحاج جابر بن مرداو (١٧٨٠ – ١٨٨١) وكان مجلسه “مجلس علم وأدب وينفق على قاصديه من العلماء والمشايخ ورجال الدين أموالا كثيرة واستقدم من شيوخ النجف لتعليم أولاده وأبناء إمارته” (٧٢) وفي عهد الأمير خزعل نشهد أنه “احتلت المحمرة في عهد آل مرداو مكانة مرموقة.. وقد بلغ عدد المدارس والكتاتيب في المحمرة وحدها عشرة كتاتيب تدرس القرآن الكريم واللغة العربية.. واللغة الإنجليزية” (٧٣) وذلك حتى عام 1908م، ثم تطور التعليم فتأسست في المحمّرة ١٩١١م المدرسة الكاسبية ومدرسة ثانية سميت بـ : المدرسة الخزعليّة.
طلاب المدرسة الخزعلية في الأحواز
وكانت الدراسة بهذه المدارس تدرس باللغة العربية والأداب العربية كالنحو والصرف ويدرس الطلبة القرآن ودروسا أخرى.. كما في الدولة المشعشعية إلا أن ثمة دروس تم إضافتها وهي: المنطق ومنه حاشية الملا عبد الله، شرح الشمسية، علم الأصول وومنها الكفاية للملا الخراساني، فرائد الأصول للعلامة الأنصاري الأحوازي والفقه كالمكاسب المحرمة والمعالم وعلم الرجال ومنه رجال أبي يعلي والرواية (لوسائل والبحار) كما كان يتم تدريس علم الحساب (خلاصة الشيخ البهائي) (٧٤) . كما قرر الشيخ في عام ١٩١٢م، أنشاء مدرسة عالية على قرار المدرسة المباركة التي تأسست عام ١٩١١م، وقد اقيمت دائرة المعارف في الأمارة للإشراف على هذه المدارس وكان الشيخ خزعل يدفع لهذه الدائرة الواردات الخاصة بمصلحة المدارس والتي تخص أمارته.
لا وجود للفارسية والأدب الفارسي في الأحواز
لم تنهض الفارسية الدَّريّة (پارسی دری) إلا ما بعد القرن الخامس الهجري كما يشير مؤرخو الفرس (٧٥) وانحصرت في خراسان والتي كان يسكنها الغالبية الأفغانية وحتى اليوم مظاهر الناس أفعانية والأفاغنة هم أصل العرق آريانا أوآریایی (٧٦) و (٧٧).
ومع ذلك كانت الشعوب غير الفارسية تنطق لغة الأم قبل النهوض بالفارسية كلغة قومية، كشعب الأحواز العربي وقد مرت مكانته في العربية والعلوم والمعارف .. ويرى مؤرخو الفرس أن الأحواز لم تظهر فيها الفارسية والأدب الفارسي إلا في العهد الصفوي، وذلك عندما قامت الدولة الصفوية بفرض هذه اللغة وجعلتها الرسمية؛ لذلك لا يوجد شاعر كتب بالفارسية في الأحواز، وأن الشعراء والأدباء المذكورين بالانتساب إلى ارض الأحواز والتي اطلق عليهم عناوين مثل خوزستاني وخوزي (٧٨) كـ “دهقان خوزي عبدالله بن يقظان أيذجي، تا پايان قرن ششم هجری، يعنی پیش از تکوين فارسی معیار ادبیی، از وجودشان آگاهیم، درباره انتساب اينان به خوزستان تنها میتوان به گمان اظهار نظر کرد؛ زيرا جز پسوند، سندی قطعی دال بر اقامت شعرای نامبرده در خوزستان وجود ندارد” (٧٩) بمعنى أن إثبات وجودهم في الأحواز لا يمكن التأكد منه ولا يوصفون إلا بما ورد عنهم دون وجود دليل على أنهم عاشوا في الأحواز .
البهلوية الأولى والثانية (١٩٢٥- ١٩٧٩ م) والجمهورية الإيرانية (١٩٧٩- …م) وتعديم العربية
بدأ العداء للغة العربية منذ أوائل الاحتلال إذ قدمت الاحتلال الايراني على فرض الفارسية في المدارس بدلا من العربية وبدأ النيل من لغة العرب وتاريخ العرب معا (٨٠). ومن جرائم الاحتلال الضربية على الطلبة الأحوازيين تقدر بخمسين شاهي ـ عملة ايران انذلك ـ إن نطقوا بالعربية في الصفوف الداراسية انطلاقا من ١٩٣٩م. ويقول أحد طلبة تلك الفترة المظلمة: “دخلت مدرسة القرية وكان الدرس يبدا من اول يوم دون اي مقدمات وتلك هي المصيبة اذ كان على ان ألوي [ أديرُ ] لساني ١٨٠ درجة من لغة الأم العربية الى الفارسية . . . كانوا يغرمونا ازاء كل كلمة عربية ننطق بها نصف ريال ايراني ،وذلك كان احد اساليب التفريس وابشعها تلك الاساليب التي كان يمارسها النظام البهلوي ضدنا اذ كانت سلسلة ضغوط . . . ” (٨١). وفي عام 1964 م جرى اتفاق بين إيران والعراق على فتح مدارس عربية في مدن الأحواز ، فتأسست مدرسة الانتفاضة الابتدائية ، ومدرسة الانتفاضة الثانوية في المحمّرة ، واستمر التعليم بها حتى عام ١٩٧٩ م (٨٢) إذ أنّ في العام نفسه وبعد ثورة ١٩٧٩ قامت مجموعة متطرفة من الفرس العنصريين بالاعتداء على منشأت المحمّرة الثقافية ومنها على هاتين المدرستين وغلق أبوابها مما اضطر المرجع الديني محمد طاهر الخاقانى تكوين فرقة مسلحة لحماية هذه المراكز (٨٣) الاّ أنّ هذه الجهود لم تثمر شيئا، ثم منعت إيران التعليم العربي في المدارس.
وتم إحياء محاولات النظام البهلوي في عهد الجمهورية الإسلاموية حيث منع التعليم بالعربية تماما، بل زاد الأمر أكثر تدهورا إذ يتم إعدام المعلمين العرب الذين يثب لهم دورا ملموسا في تعليم اللغة العربية انتشارها بين أبناء الشعب الأحوازي وهناك عدة معلمين تم إعدامهم أبرزهم: هاشم الشعباني العموري(٨٤) هادي راشدي ومحمد نواصر وريسان سواري.
المحصلة
إذا أخذنا المواقف والنظريات التي ترى أن اللغة تحدد هوية شعب ما وأن اللغة والأدب والإنتاج المدون بلغة ما يكشف عن هوية ذلك الشعب أو الجغرافيا فإننا قد توصلنا إلى أن اللغة العربية والأدب العربي منذ عصر التدوين كلها إنتاج عربي في إقليم الأحواز، ولا أثر للغة الفارسية والإيرانية المزعومة، إللهم عند من سكن شمال جبال الأحواز وهم اللور الذين لا يعدون من القومية الفارسية.
وأما ما يسشهد به القوميون الفرس من التخصيص على الخوزية فإنها لا تعني لغة شعب غير عربي، بل إطلق على الأحواز لكثرة قصب السكر فيه قديما وحاضرا، وعلى هذا الأساس فالسؤال: أين هو الأدب الفارسي الذي تم إنتاجه في الأحواز وأين هي المدارس والزوايا المعنية بالتعليم بغير اللغة العربية للفرس والوافدين؟ بينما نشهد أن الأحواز على الأقل منذ عصر تدوين الثقافة والمعارف والعلوم في الإسلام كانت باستمرار تؤلف كتبا عربية وتدرس اللغة العربية وتخرج منها لغويون وأدباء وعماء دين.. بينما لم يتخرج منها ولا أديب فارسي!! ولا توجد فيها مدرسة لتعليم اللغة الفارسية!!
إن استدلال القوميون الفرس وأتباع النظرية الإيرانيزمية في كتابة تاريخ تواجد الفارسية والفرس انطلاقا من العهد البهلوي وحتى مؤسسات الجمهورية الإسلامية والتي تعمل على تفريس الأحواز وتمويه هويته، فكما رأينا لا دليل على ما يقدموه من مدعى، ولا يثبت إلا احتلال مملكة عيلام من قبل الدول الفارسية كما تقدّم في عهد السلالات العيلامية الثالثة.. كما أن الأحواز بصورة واضحة فإن الحكم العربي فيها من الدولة الأموية والدولة العباسية ثم المشعشعية والكعبية تعالى فيها شأن اللغة العربية نظرا لوجود الأرضية وهي الشعب العربي الأحوازي.
كمال بن سلمان
المصادر
1) انظر: المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر: 2 / 42، ط 1، المكتبة العصرية، بيروت 2005م.
2) انظر، الكتاب المقدس (=בראשית)، أي: أسفار موسى الخمسة، سفر التكوين : 10/22 ، جمعية الكتاب المقدس، لبنان 1993 ـ 1995م
3)Mathew Waters, Elam , Assyria, and Babylonia in the Early first Millennium B.C,The Oxford book of Ancient Iran by Daniel D.Potts,(press:2013),p.478
4) Simo Parpola & Micheal Porter, The Helsinki Atlas of the Near East in the Neo-AssyrianPeriod, (2001), P. 17.
5) Mathew Waters, Elam , Assyria, and Babylonia in the Early first Millennium B.C,The Oxford book of Ancient Iran by Daniel D.Potts,(press:2013),p.478.
6) انظر الرابط الإلكتروني:
https://sites.google.com/site/alwantef/home/zawyte-altarykh/altarykh-alqdym/alsamywn-1
7) (قال أبو الريحان البيروني: [الشوش] هي معجمة بالفارسية، مدينة من الثّالث من خوزستان)، أي: أن السوس عربية المفردة، يسميها الفرس: الشوش منذ أنطلقوا خوزستان على بلاد عيلام. والسوس: (سورها أول سور وضع بعد الطوفان، بناها السوس بن سام بن نوح عليه السلام ، في الأطوال : طولها عج مه عرضها لب به. في القانون : طولها عد م عرضها). (انظر: محمّد بن علي البروسوي [ ابن سباهي زاده ]، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك: 402، تحقيق: المهدي عيد الرواضية، الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت 1427هـ.ق.
8) انظر الرابط الإلكتروني:
https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/19-Sefr-Astir/Tafseer-Sefr-Esteer__01-Chapter-03.html
9) فصلنامه مطالعات معرفتی در دانشگاه اسلامی 71 / سال بیست و یکم، شمارة دوم / تابستان 1396 The Knowledge Studies in The Islamic University, 2017(Summer)71, Vol. 21, No.2
10) الأهواز بلاد مشهورة في ناحية البصرة، ويقال: الأهواز سبع كور لكل كورة منها اسم مشهور، ويجمعهن الأهواز والكورة بالضم المدينة.. وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان [انطلاقا من عهد الاحتلال الأخميني]، فالأهواز اسم للكورة بأسرها، وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم عند العامة اليوم: فإنما هو سوق الأهواز. (انظر: انظر: شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان: 1/284، دار صادر، بيروت 1397 هـ.ق)
11) ومن الأدلة الدالة على إطلاق الخوز على الأحواز من قبل الفرس وجود كور قبل الفتح الإسلام بأسماء القبائل التي تسكن الأحواز، فقد ورد: ( وفى خوزستان مواضع، يقال لكل واحد منها خوز [انطلاقا من عهد الاحتلال الأخميني]كذا منها: خوز بنى أسد)أي: كورة بني أسد. (انظر: تقي الدين محمّد بن أحمد الحسني الفاسي المكّي، العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين: 4/415، دار الكتب العلمية، بيروت 1419هـ . ق).
12) أبوالحسن البلاذري، فتوح البلدان: 366، لجنة تحقيق التراث، دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر، بيروت ١٩٨٨ م.
13) سمي الأحواز بخوزستان لوجود مزارع القصب فيه منذ القديم وهو السبب في اطلاق الفرس عليه : خوزستان بعد الاحتلال في العهد الأخميني. ورد في معجم اللغة الفارسية: خوزستان: هر ولایتی که شکرخیز باشد، چه خوز بمعنی شکر هم آمده است. (وگر نه بنده نوازی از آن طرف بودی.. من این شکر نفرستادمی بخوزستان). انظر، لغت دهخدا الإكترونية: https://www.vajehyab.com/dehkhoda/%D8%AE%D9%88%D8%B2%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
14) انظر، الكتاب المقدس (=בראשית)، أي: أسفار موسى الخمسة، سفر التكوين : 10/22 ، جمعية الكتاب المقدس، لبنان 1993 ـ 1995م
15) انظر: شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان: 1/284، دار صادر، بيروت 1397 هـ.ق)
16) فمثلا الحويزة سميت: حويزة؛ لأن عفيف بن دبيس الأسدي حازها: (الحُوَيْزَةُ : صغير الحوزة، وأصلها من حازه يحوزه حوزا إذا حصله، والمرّة الواحدة حوزة، وهو موضع حازه دبيس بن عفيف الأسدي في أيام الطائع لله ونزل فيه بحلّته وبنى فيه أبنية، وهذا الموضع بين واسط والبصرة وخوزستان [انطلاقا من العهد الأخميني ]، وفي وسط البطائح). (انظر: شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان: 1/284، دار صادر، بيروت 1397 هـ.ق).
17) انظر: شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي، معجم البلدان: 1/284، دار صادر، بيروت 1397 هـ.ق)
18) بادنج، معصومه، دانشنامه جهان اسلام: 16/ 454 – 463، بنیاد دائرةالمعارف اسلامی، نهران 1390ش.
18) انظر الويكيبيديا:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
19) انظر، منير يوسف طه، علاقات الاشوريين مع الأقاليم المجاورة، موسوعة الموصل الحصارة: 1/116 ـ 117، طبعة الموصل 1991م.
20)Farncoie grillot, Mecanismes Delancaenne Structure Moninal En Elamte,Studia Iranica,vol16,(Paris:1987),p.163-172.
21) المقدسي، أحسن التقاسيم: 1/ 410، مكتبة مدبولي القاهرة، الطبعة الثالثة، 1411/1991م.
22) ابن حوقل، صورة الأرض:2/ 59، الناشر دار صادر، الطبعة الثانية. مطبعة بريل، ليدن. 1939 م.
23) المصدر نفسه: 2/8.
24) طه باقر واخرون، تاريخ ايران القديم: 25، مطبعة جامعة بغداد، تاريخ النشر، بغداد 1979م
25) نقرأ: (براساس اوستا، ایرانیان [قبایل هند و اروپایی] پس از مهاجرت در هرات، کابل، هلمند و جنوب خراسان سکونت سپس و به تدریج به سایر نواحی روی آوردند؛ و در همین ایام در نواحی مختلف ايران كنوني اقوامي مانند عیلامیان، تپوران، کادوسیان، آماردان یا ماردان ساکن بودند.. بنابراین، آریاها برای تصرّف سرزمین بومیان ایران وارد جنگهای سخت و خونین با آنان شدند.. موفق شدند که آنان را به عقب برانند و سرزمين شان را تصاحب كنند..). انظر: کریمان، حسین (1375) پژوهشی در شاهنامه: 351 ، به کوشش علی میر انصاري، چاپ اول، تهران سازمان ، اسناد ملی ایران.
26) المعلوم في الدراسات الحديثة والنتائج والمعطيات: (التي توصل إليها معظم العلماء في مجال الأسطورة والتاريخ أن العرق الهندي انفصل عن القبائل الهندية الأوروبية عام 3000 قبل الميلاد). انظر:
27): http://journals.sabz.ac.ir/scds/files/site1/user_files_2ecd62/godadmin-A-10-2-3-38cfcdb.pdf
28): John Curtries, Early Mesopotamia and Iran Cantact and Confict 3500-1600B.C,(Press:1993),p.26.
29) انظر:
https://web.archive.org/web/20171209182931/http://www.people.fas.harvard.edu/~witzel/AryanHome.pdf
30) انظر: جورج حداد، الشرق الادنى القديم وحضارته: 346، مطبعة جامعة دمشق 1959م.
31) انظر: دائرة المعارف بزرگ اسلامی بالفارسية، الرابط:
32): https://www.cgie.org.ir/popup/fa/system/contentprint/2423
33) طه باقر، كتاب تاريخ ايران القديم: 116 – 117، مطبعة جامعه بغداد 1980م.
34): Waters,Asurvey of Neo Elamite,op.cit,p.2 ؛Waters,”A Neo Elamite Royal,op.cit,p.60.
35) فوزسنات المرعفيفي، الخط الفارسي: 5، القاهرة 1991م
36): M.J,Steve,Lafin Del Elam: A propos Dune Empreinte Desceau- cylinder, Studia Iranica,vol-15,(University park:1986),p.7-21
37) كرانتوسكي, وم.ا. داندامايو، وديگران، تاريخ ايران از زمان باستان امروز: 61، ترجمة كيخسرو كشاوذري، انتشارات بویش، تهرات 1359 ش.
38): George Cameron,” The Elamite Version of the Bistun inscription”, JCS,(1960),vol.14,p.60.
39) تنسب اللغة الأكادية نسبة إلى أكد، وهي لغة الأقوام الأكادية، وهذه الأقوام العربية القديمة سكنت أواسط وجنوب العراق في بداية الألف الثالث قبل ميلاد السيد المسيح، وبناء على هذا سميت اللغة التي تكلموا بها اللغة الأكدية. (انظر: عامر سليمان، التراث اللغوي 45، بغداد، دار الحرية للطباعة، 1985م). وتسمى الساميات باللغات العروبية في أكثر من الدراسات اللغوية الحديثة، كما تعرف باللغات العربية القدمية، وتؤثر الدراسة إطلاق لفظ : العروبية على هذه اللغات.
40) انظر، صحيفة بهار، العدد: http://www.baharnews.ir/note/148258/—–
41) الأحواز في العصر الحديث، خرائط تاريخية، د. عماد غبد السلام رؤوف، واخرجتها جمعية المؤرخين والآثاريين في العراق، بغداد 1981م، الخارطة رقم : 2 .
41) تاريخ الأدب العربي في العراق: 323 ـ 331، مطبعة المجمع العلمي العراقي بغداد1962م.
42) الأدب العراقي في العصر المغولي، مجلة المجمع العلمي العراقي، المجلد الثالث، الجزء الثاني:327، لسنة 1955م
43) انظر، عبد الرحمان اللامي، تاريخ الادب في الاحواز: 63، ط 1، جامعة البصرة 1982م.
44) الأحواز في العهود الإسلامية الأولى: 75.
45) المصدر نفسه: 78.
46) المقدسي، أحسن التقاسيم: 1/ 402، مكتبة مدبولي القاهرة، الطبعة الثالثة، 1411/1991م.
47) ابن حوقل، صورة الأرض:2/ 59، الناشر دار صادر، الطبعة الثانية. مطبعة بريل، ليدن. 1939 م.
48) رحلة ابن بطوطة: 2/ 22 ـ 23.
49) شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام : 27/50، المحقق: الدكتور عمر عبدالسلام تدمري، ط 2، دار الكتاب العربي ـ بيروت ١٤١٣ هـ.ق
50) الصفدي ، الوافي بالوفيات : 20/ 75، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، سنة الطبع: ١٤٢٠ – ٢٠٠٠م
51) مفتاح السعادة 1: 137 وبغية الوعاة 74 وإرشاد الأريب 7: 42 وفي الوافي 4: 108 توفي سنة 326 وفي التاج 8: 186 أنه من جهة أزم (بفتحتين) بين سوق الأهواز ورامهرمز، وفيها يقول: من كان يأثر عن آبائه شرفا … فأصلنا أزم اصطخمة الخور.
52) انظر، سيد هادي باليل الموسوي المؤرخ الأحوازي، مجلة الموسم ، العدد الأول :276، السنة الأولى ١٤٠٩ هـ.
53) انظر، سيد هادي باليل ـ مجلة تراثنا، العدد: 26 /183، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم 1412هـ.
54) مدونتي الورقية، 2009م.
55) محسن الأمين، أعيان الشيعة: 42/16, تحقيق وتخريج : حسن الأمين، بيروت ١٩٨٣ م.
56) انظر ، المصدر نفسه: 6/ 331.
57) انظر: الطهراني، آقا بزرك، الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة: 23/ 141، طبعة كتابخانه اسلاميه طهران واسماعیلیان، 1408 هجرية.
58) المصدر نفسه: 23/ 141.
59) المصدر نفسه: 13/ 363.
60) أعيان الشيعة: ،ج 10،ص 45، ط 1 ، دار التعارف للمطبوعات – بيروت، 1983م
61) نعمة الله الجزائري، الأنوار النعمانية: 4/30، ط 1، دار القارئ – دار الكوفة، بيروت 2008م.
62) المصدر نفسه: 2/199 ـ 205.
63) محسن الأمين، أعيان الشيعة: 86/39,
64) المصدر نفسه: 86/39,
65) المصدر نفسه: 86/39,
66) المصدر نفسه: 86/39,
67) انظر، عبد الرحمان اللامي، تاريخ الادب في الاحواز: 73، ط 1، جامعة البصرة 1982م.
68) الكرملي، مجلة لغة العرب، الجزء الأول: 443، رجب 1330 هـ = حزيران 1912م
69) مجلة العرب : الجزء الرابع عشر عن شوال سنة 1329 هـ / تعشرين اول سنة 1911 م .
70) انظر، مجلّة الخطوة العدد 6، من مقال: قراءة في كتاب زاد المسافر، للمترجم له ، الباحث، أ. د. حسين علي المصطفى.
71) مخطوطة، زاد المسافر: 17، مركز تراث البصرة 2020م.
72) سوف نبحث في وقت لاحق إمارة الفلاحية.
73) انظر، عبد الرحمان اللامي، تاريخ الادب في الاحواز: 78، ط 1، جامعة البصرة 1982م.
74) انظر: عنوان المجد في تاريخ نجد: 179؛ معارف الرجال: 1/431.
75) الدرر الحسان في مدائح خزعل خان: 438، طبعة مصر.
76) مدونتي الكتابية 2009م
77) ادب فارسی، سال ،6شمارۀ ،1پاییز و زمستان ،1931شمارۀ پیاپی حبیبی، عبدالحی، جغرافیای تاریخی افغانستان، چاپ کابل، بنگاه نشراتی میوند سال 1378، ص 309
حبیبی، عبدالحی، جغرافیای تاریخی افغانستان، چاپ کابل، بنگاه نشراتی میوند سال 1378، ص 309
78) يحرف الفرس القوميون أن الخوز، هم فرس، إلا أن هذه التحريف لا يصدق، والخوز غير الفرس.
79) بررسی پایگاه ادبیِ فارسی نوِ آغازین (فارسیِ دری) در خوزستان: ، /161ادب فارسی، سال ،6شمارۀ ،1پاییز و زمستان ،1931شمارۀ پیاپی.
80) انظر : محطات في تاريخ الاهواز ، بقلم : نصار أحمد أل الشيخ خزعل الكعبي من منشورات دار المحمّرة .
81) الديوان الشاعر عباس العباسي الطائي: 184 ، دار الدورق للنشر ، الاحواز 2005 م
82) انظر : التفريس اللغوي في الأحواز : 43 . لقد جرت أولى المحاولات لتأسيس المدارس العربية في الاهواز بعام 1937/م ، حينما قرر وزير المعارف انذاك المرحوم محمد رضا الشبيبي تأسيس مدرستين في مدينتي المحمّرة والاهواز . . . ولكن خشى ذلك السلطات الإيرانية ولم تنجح المحاولة .
83) انظر : موسى كاظم نورس، علاء، وعبد السلام، رؤوف، التفريس اللغوي في الأحواز: 27 ، 43 ، دار الرشيد للنشر بغداد 1982م.
84) انظر ، صحيفة: الشرق الأوسط: https://aawsat.com/home/article/28546