نفط الأحواز (٢)

المقدمة

تطرقنا في العدد الأول من سلسلة النصوص هذه، إلى مصادر النفط والغاز المتواجدة في غرب الأحواز وشمال غربها. وفي هذا العدد سنحاول التطرق إلى مناطق أخرى تشتمل هي على مصادر أخرى، ليتسنى عن كل ذلك عرض صورة أشمل عن الأحواز، وما تتمتع به من نعم وخيرات طبيعية.

وهنا لا بد من التوكيد على أن المصادر التي وهبها القدر للأحواز فهي كالنصل به حدَّين: فهي من جهة يمكن أن تكون مطية وحافزا للاستعمار وتماديه في نهب ثروات هذه الأرض، وبالتالي استماتة الإيرانيين في تصرفاتهم التي حولت الأحواز إلى أرض جدباء وشعب مفقر، ومن جهة أخرى يمكن جعل هذه المصادر آلة ضغط يستغله الشعب العربي الأحوازي من أجل الضغط على النظام الإيراني وحرمانه من أكبر مصدر لديه، ومن ثم زعزعة كامل كيانه الاقتصادي، وتبعا لذلك إرباك السياسة والمجتمع فيه.

على أن الحري بالواعي البصير، من آحاد الشعب العربي الأحوازي وجموعهم، هو جعل هذه الحالة السائدة: حالة الفقر المدقع على ضفاف أنهار النفط والغاز التي تجري في الأحواز وعلى مقربة من أهلها… أجل إن الحري بالأحوازيين هو جعل حالة الفقر المتعمد هذه منطلقا لتوطيد وعي ذاتي قومي يضع الأمور في أنصبائها، ويستفهم ما يجري عليه من قبل النظام الاستعماري الإيراني، وبلورة مقاومة عن ذلك شاملة، تخرج بصياغة ترفض الاستعمار والاحتلال، تقود حالة من المقاومة والانعتاق من رِبْق العبودية التي تشهدها الأحواز.

على أن هذه الحالة من الفقر الممنهج، والتمييز العنصري الذي تجسد في الحالة الاقتصادية، يمكن لها تماما أن تؤدي إلى اندلاع حركة مقاومة شاملة، إذا ما تعززت بالحالات الأخرى، السياسية منها والثقافية والتاريخية إلخ، التي يشهد فيها كلها الشعب الأحوازي حالة من العدوان ضديد كيانه وكامل وجوده. ومن هنا من هذه الحركة الشاملة يجب التماس التعويل على قطع ذلك الاستعمار الاقتصادي الشامل، عبر خلق وعي قومي بين عموم الشعب، يفضي إلى خلق حركة قومية بقيادات نخبوية متقدمة ومعززة بدعم جماهيري هي التي تعبد الطرق لنيل الحرية من الاستعمار الفارسي والاحتلال القائم. وفي كل ذلك نقطة هامة ينبغي العناية بها: ألا وهي تلك الأهمية التي تكمن في مصادر الطاقة، فهي من هذا الباب يمكنها أن تكون سندا للحركات القومية التي يقودها الشعب ويمكن جعلها مغذيا له، كما أن العالم والنظام الدولي برمته يولي أهمية قصوى لمصادر الطاقة هذه، ما يعني أن هذه المصادر هي محل عناية بمستويين: المستوى الداخلي الخاص بالحركة القومية، والمستوى الدولي المتعلق باهتمام العالم بهذه الثروات الطبيعية الغنية.

وتكمن الأهمية البالغة للمعلومات التي تسردها هذه النصوص المتوالية، في أنها تساعد في تعزيز الوعي في المجتمع، وبث المعلومات، وجعل الإحاطة بها والإطلاع عنها حقا قوميا، في سبيل انتهاء ذلك بتوفر مصدر مستقل من المعلومات للشعب، يطلع به على مرافقه العامة. ولذلك نعد هنا المعلومات الاقتصادية ركنا لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية، على ضوء ثلاث معطيات هي: النظام الاستعماري، والحركات القومية التحررية، والدول الإقليمية والدولية.

لقد قسم النظام الإيراني، مثلما قلنا سابقا، المناطق المتمتعة بالنفط والغاز في الأحواز إلى خمس، تتم إدارة كل منطقة منها على يد شركة من الشركات التابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية: شركة كارون للنفط والغاز (وهي تنشط في غرب الأحواز وتضم ناحية الغرب الشمالي والغرب الجنوبي)؛ وشركة مارون للنفط والغاز (وهي تنشط في الشرق والشرق الشمالي)؛ وشركة سيد جري (وهي ترتكز في منطقة سيدجري)؛ وشركة كجساران (التي تتمحور في منطقة كجساران في الجنوب والجنوب الشرقي)؛ وشركة مسجد سليمان (التي تنشط في منطقة مسجد سليمان).

وإذا كنا قد تطرقنا في الدراسة الأولى إلى شركة كارون للنفط والغاز، وساحة نشاطها في الغرب الأحوازي، فإننا هنا سنركز القول على شركة مارون للنفط والغاز التي يتمركز عملها في الشرق الأحوازي.

شركة مارون للغاز والنفط (حقول الشرق والشرق الشمالي)

تعد شركة مارون من الشركات التابعة للشركة الوطنية لإدارة نفط المناطق الجنوبية، وتنشط في استغلال وتكرير ونقل النفط والغاز، إلى جانب العمل على إنتاج الغاز المسال. بدأت الشركة هذه عملها منذ العام 2000، وتنتج هي يوميا 614 ألف برميل نفط، يتم نقل 450 ألف برميل يوميا منه إلى مصفاة أصفهان، بينما يخصص 164 ألف برميل يوميا إلى التخزين ثم التصدير، تتولى شركة المحطات النفطية الإيرانية عملية تخزينه. وتقوم هذه الشركة بإنتاج الغاز الطبيعي بمعدل يومي يصل إلى 585 ألف مليون قدم مكعب. وتبلغ الطاقة الإجمالية لإنتاج الغاز المسال في شركة مارون 34 ألف برميل يوميا. وتمتلك شركة مارون ثماني مجمعات للإنتاج، وخمس مصانع للتحلية، وثماني محطات لزيادة ضغط الغاز، ومصنعين للغاز والغاز المسال. ويقع المكتب العام لإدارة هذه الشركة في الأحواز العاصمة (وكالة فارس للأنباء، 1390).

ويشتمل نشاط شركة مارون على مساحة كبيرة من الأحواز، ينتهي شمالا بمدينة جحر السبع، وشرقا وشرقا جنوبيا بنهر الجراحي. أما غربا فتحده منطقة الغرب الخاضعة لنشاط شركة كارون، الواقعة على بعد 30 كيلومترا من شرق مدينة الأحواز العاصمة. يسع حيز نشاط هذه الشركة إلى ما يقارب 1370 كيلومتر مربع، فيه حقل جحر السبع (كوبال) وحقل الفلاحية النفطي، وحقل مارون.

تاسيسات شركة نفط مارون

يمتد خط الأنابيب التابع لشركة مارون إلى 3000 كيلومتر يتم نقل الغاز والنفط عبره، بالإضافة إلى مجمعات كبيرة من التأسيسات الخاصة بمختلف عمليات النفط، تشتمل على 29 مجموعة صناعية إنتاجية وتكرير المشتقات النفطية، وثماني مجمع إنتاجي، ومصفاتين لتكرير الغاز المسال، وثماني محطات لزيادة الضغط، ومحطتي لحقن الغاز، ووحدة تخثر، ومحطة مضخات.

النفط الخام في شركة مارون

يصل إجمالي إنتاج شركة مارون، بما لديها من 450 آبار، و264 آبار منتجة، يصل إلى حاولي 614 ألف برميل يوميا، يتم نقل حوالي 450 ألف برميل منه عبر الأنابيب التي تمتلكها هذه الشركة، إلى مصفاة أصفهان. وعلى العموم يتم نقل 164 ألف برميل من نفط هذه الشركة، إلى مخازن ومحطات جزيرة خارك بغرض تخزينه الممهد إلى تصديره في النهاية. (وكالة فارس للأنباء، 1394).

الغاز الطبيعي في شركة مارون

تنتج شركة مارون في الوقت الراهن ما معدله 600 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي والغاز المصاحبة للنفط، يتم نقل ما يقارب 470 مليون قدم مكعب يوميا إلى مختلف الأقسام الصناعية، بعد زيادة الضغط عليها وعزل السوائل الغازية. كما تنتج الشركة هذه يوميا ما يقارب 90 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، يستخرج من الطبقة الغازية الواقعة في حقل مارون النفطي، يتم إرسال 70 مليون قدم مكعب يوميا إلى محطة حقن الغاز التابعة لشركة مارون. (الشركة الوطنية للنفط الإيراني، رقم الخبر: 5390/3).

الغاز المسال

تصل الطاقة الإجمالية لإنتاج الغاز المسال في شركة مارون إلى 25 ألف برميل يوميا، تعود نسبة 50 بالمئة منه إلى مخزن الغاز الواقع في حقل مارون. ويتم يوميا إرسال الغاز المسال المستخرج على يد شركة مارون إلى مجمع بتروكيماويات معشور، عن طريق خط من الأنابيب. (وكالة أنباء شبستان، 1395).

النفثا

تنتج شركة مارون للنفط والغاز عبر استغلال خزان الغاز الخام، الواقع في حقل مارون النفطي، ما يقارب 7 ألف برميل من النفثا يوميا، يتم نقلها عبر خط من الأنابيب إلى ميناء معشور، بغية تصديره. وبعد تدشين ثلاث آبار، ازداد إنتاج النفثا في هذه الشركة، وبلغ بعد تنفيذ كامل المشاريع الخاصة بهذه الآبار، بلغ إجمالي الإنتاج 27 ألف برميل يوميا. (وكالة الأنباء شبستان، 1395).

حجم إنتاج النفط والغاز في شرق الأحواز وشمال شرقها	حجم الإنتاج يوميا
النفط الخام(ألف برميل)	684
الغاز الطبيعي(قدم مكعب)	600
الغاز المسال(ألف برميل)	25
النفثا(ألف برميل)	27

حقول النفط والغاز التابعة لشركة مارون (الحقول الواقعة في الشرق والشمال الشرقي)

حقل مارون النفطي

يعد حقل مارون النفطي ثاني كبريات الحقول في إيران، يقع في الشمال الغربي من مدينة العميدية، ويمتد إلى حوالي 67 كيلومتر، بعرض يبلغ 7 كيلومتر، على بعد 30 إلى 110 كيلومتر من جنوب شرق مدينة الأحواز العاصمة. وتبلغ الطاقة الإجمالية للإنتاج في هذا الحقل، إلى قبيل العقوبات الأمريكية، 520 ألف برميل يوميا. وتعود إدارة هذا الحقل إلى الشركة الوطنية لإدارة النفط في المناطق الجنوبية، ويقع الحقل في نطاق نشاط شركة مارون للنفط والغاز، وهي من تدير كافة عمليات التنقيب والإنتاج منه. ويصرح مدير هذه الشركة أن تدشين عملية استغلال هذا الحقل قد تمت في العام 2015. (وكالة فارس للأنباء، 1394).

الخزان مارون رقم1 (آسماري)

يعد خزان الحقل النفطي مارون رقم1 من كبريات المخازن الواقعة في منطقة الأحواز، على مقربة 45 كيلومتر من الجنوب الشرقي من مدينة العميدية، يمتد إلى 65 كيلومتر وعرض 7 كيلومتر. كما يعد هذا الخزان أكبر خزان لدى هذه الشركة، وخزانها الرئيس. وكان أول الآبار من هذا الحقل قد تم اكتشافه عند العام 1963، لكن عملية الإنتاج منه تأخرت إلى العام 1984. ويشتمل هذا الخزان النفطي على 200 آبار، يبلغ إجمالي إنتاجها 417 ألف برميل يوميا. (ويقع ما يقارب 50 آبار، من مجموع الآبار الواقعة في هذا الحقل، في نطاق عمل مارون رقم2 التي تديره شركة سيدجري للنفط والغاز). ويتم حقن ما يقارب95 ألف قدم مكعب من الغاز عن طريق محطة حقن مارون في هذه المخزن، للحيلولة دون هدر النفط المستخرج منه.

الخزان رقم2 (بنكستان)

يقع الحقل النفطي مارون رقم2 على بعد 45 كيلومترا من الجنوب الشرقي من الأحواز، يمتد إلى حدود 63 كيلومتر طولا و5 كيلومترات عرضا. وتمت عمليات التنقيب في البئر رقم1 من خزان حقل مارون في العام 1968، بيد أن الإنتاج في هذا المخزن بدأ عند العام 1973. ويشتمل الخزان رقم2 من حقل مارون على 17 آبارا، حيث تبلغ بذلك الطاقة الإنتاجية في هذا الحقل معدلا يقارب 18500 برميل يوميا. (شركة مارون للغاز والنفط، حزان بنكستان مارون).

الخزان رقم3 مارون (خامي)

يعد الخزان خامي من حقل مارون أحد أكبر الخزانات الغازية ضغطا على عموم الجغرافيا الإيرانية، وأحد أعمق خزانات الغاز في العالم. وفي العالم 2006 تم تدشين أولى بئر في هذا الحقل، بضغط يبلغ 15 ألف “باند”، وحرارة تفوق 300 درجة، بدرجة تدفق تصل إلى 6 ألف “باند”. ويبلغ عدد الآبار المدشنة في هذا الخزان لغاية الآن 5، تنتج 3 منها الغاز والنفط. ويقع القسم الرئيس من هذا الخزان على بعد 60 كيلومترا من جنوب شرق الأحواز، يبلغ حجم الغاز فيه 462.1 ترليون قدم مكعب، أما حجم ما يمكن استخراجه منه فيبلغ 179.1 ترليون قدم مكعب. (شركة مارون للغاز والنفط، بنكستان مارون).

حقل رغيوه للنفط

يقع حقل كوبال على قرب 60 كيلومترا من الأحواز من جهة شمال الشرق. يمتد طول هذا الحقل إلى 39 كيلومتر بعرض يبلغ 4 كيلومتر. وينتج من هذا الحقل، بمجموع آباره البالغة 32، ما يقارب 94 ألف برميل نفط يوميا، كما ينتج ألفي برميل من الغاز المسال يوميا. ويقع هذا الحقل في حيز إدارة الشركة الوطنية لإدارة النفط في المناطق الجنوبية، وتتولى عمليات التنقيب فيه شركة مارون للغاز والنفط.

الخزان رغيوه رقم1 (كوبال آسماري)

كان من المقرر أن يتم إنتاج 60 ألف برميل يوميا في هذا الخزان، بيد أن انخفاظ الضغط فيه، تم تدشين محطة حقن الغاز رغيوه، بغية الحفاظ على مستوى الضغط فيه. ويتوقع بناء على المخطط المتوقع أن يتطلب الوصول إلى التدفق المطلوب، حقن 150 مليون قدم مكعب غاز في هذا الخزان. وفي الوقت الراهن يتم التنقيب عن النفط من مجموع 21 آبار، يبلغ إجمالي إنتاجها 56 ألف برميل يوميا. (شبكة إعلام النفط والطاقة1382).

الخزان رغيوه رقم2 (كوبال آسماري)

يبلغ الإنتاج المتحصل عن الخزان رغيوه رقم2، 35 ألف برميل يوميا. ويرجع إنتاج النفط منه إلى 9 آبار نشطة في حزان بنكستان رغيوه، بحجم يبلغ 41 ألف برميل يوميا. (المصدر السابق).

حقل الفلاحية النفطي

يعود العثور على هذا الحقل إلى العام 1968 عند العمل على البئر رقم 1 حينها. ويقع هذا الحقل في الجنوب الغربي من الأحواز العاصمة، يمتد إلى 23 كيلومتر وعرض 6 كيلومترات. كما يشتمل هذا الخزان على الخزان رقم1 (آسماري) والخزان رقم2 (بنكستان). وبدأ الإنتاج من هذا الحقل في العام 1988، تم من حينها إلى اليوم حفر ما يقارب 17 آبار، تنتج هي 67 ألف برميل يوميا. (شركة مارون للنفط والغاز، مخزن الفلاحية للنفط).

خزان الفلاحية رقم1 (آسماري)

يتكون خزان آسماري في حقل الفلاحية من طبقتين: هما آسماري التحتية، وآسماري الفوقية. وتم العثور على النفط في هذا الخزان في العام 1968، عند التنقيب عن أول بئر، بيد أن الإنتاج منه تم في العام 1988، بحجم بلغ حتى اليوم 62 ألف برميل نفط يوميا. (المصدر ذاته).

خزان الفلاحية رقم2 (بنكستان)

تم العثور على خزان بنكستان الواقع في حقل الفلاحية في العام 1996، عند ما كان العمل قائما على التنقيب في البئر رقم4. وبلغ مرحلة الإنتاج في العام 2008، بعد أن تم تدشين البئر رقم13 و14، بما فيه من خط أنابيب وباقي التأسيسات الخاصة بالإنتاج، ليبلغ في النهاية حجم النفط 5 ألف برميل يوميا. (المصدر السابق).

حقول النفط الواقعة في الشمال الشرق وشرق الأحواز	عدد الحقل النفطي	الإنتاج(ألف برميل/يوميا)
حقل مارون النفطي (آسماري)	375	520
حقل جحر السبع1 (كوبال آسماري)	21	56
حقل جحر السبع2 (كوبال بنكستان)	9	41
حقل الفلاحية النفطي1(شادكان آسماري)	15	62
حقل الفلاحية النفطي2 (شادكان بنكستان)	2	5
الإجمالي	422	684

مشروع تدشين خزانات استراتيجية للنفط الخام في شرق الأحواز

يتم العمل على هذا المشروع المتفرع في الشرق الأحوازي، حيث من المتوقع عند إتمامه بشتى مراحله، أن يبلغ حجم الخزانات ما يقارب 8 مليون برميل من النفط الخام. ومن الأهداف الرئيسة لهذا المشروع هو عبارة عن: عدم التأثر بالتغلبات الخاصة بالإنتاج، ومنع التقيد بخفض الإنتاج في الحالات الطارئة، والإبقاء على حجم إنتاج النفط الخام، وزيادة تصدير النفط الخام عند الحالات اللازمة والطارئة.

المرحلة الأولى من المشروع: تدشين خزانات من المعدن تسع 3 مليون نفط خام

المرحلة الثانية من المشروع: تدشين 8 خزانات من الخرسان تسع مجموعها 5 مليون برميل من النفط الخام

الموقع الجغرافي

مشروع رغيوه: يقع في القرب من مضخة كوره على بعد 40 كيلومتر من شمال ميناء غنوه في أبوشهر

مشروع العميدية: ويقع على مقربة من محطة تحلية مارون2، على بعد 14 كيلومتر من غرب مدينة العميدية. (شركة هندسة تنمية النفط، مشروع تدشين خزانات استراتيجية).

الإستنتاج

يستغل النظام الإيراني المصادر الاقتصادية الوفيرة في الأحواز من أجل العبث بالتركيبة السكانية، على حساب العرب القاطنين في المناطق التي تحوطها الحقول والمصادر النفطية، محاولا في ذلك نيل غاية جعل العرب أقلية بالمقارنة من الفرس المستوطنين الذين تعاقبوا، بهذه السياسات والمصادر المتاحة لها من عوائد النفط، تعاقبوا على المنطقة، وتحصلوا على شتى صنفوف الدعم: من العمل المتوفر والقروض البنكية لتوفير البيوت ومختلف وسائل العيش الرقيد. ومن أجل ذلك كله يجب دراسة الملف الخاص بالمصادر بمثابته محرك سياسات النظام الإيراني برمتها، وجعل المعلومات والاحصائيات الاقتصادية أساسا لوعي التصرفات الاستعمارية المتبعة منه.

إن تتبع الاحصائيات الاقتصادية، والتعرف على ملابساتها التاريخية، والمواقع المحددة الخاصة بالعائد الاقتصادي، يتيح تمهيدا جيدا لإدراك ووعي كيفية تكوين، ومن ثم تطور المدن الأحوازية، وتقدمها نحو الحداثة، يتحدد من خلالها مفهوم الجغرافيا الانسانية للأحواز، عبر نافذة دراسة هذه المصادر وتبعاتها وتأثيراتها. إن دراسة الانسان الأحوازي والجغرافيا الأحوازية من زاوية المصادر الاقتصادية، خاصة النفط والغاز فضلا عن الثروة الطبيعية من مياه وزراعة ونحوها، تكشف عن خفايا كثيرة، وهي الكفيلة بوضع الأمور في نصابها، وإظهار ما كمن في تصرف النظام الإيراني.