المدخل
نقف مرة أخرى أمام تساؤل إشكالي، وموضوع ملتبس خطير، يتعلق هذه المرة بذلك الانقسام الذي يشهده الشعب الأحوازي، بين العرب الذين يقطنون في الشمال، وهم الأكثرية، وبين القاطنين في الجنوب: لماذا هذه المفازة من الانفصال بين شمال الأحواز وجنوبها؟ لماذا هناك جهل بين عرب الساحل (في محافظتي «بوشهر وهرمزكان» إلخ)، وعرب الشمال القاطنين فيما يسمى «محافظتي خوزستان وايلام»؟ حيث تنقسم اقاليم الشعوب اليوم في ايران على اساس اثني وعلى ذلك تشكل المحافظات الجنوبية والغربية مثل هرمزكان وبوشهر وخوزستان وجنوب ايلام ذات الاغلبية العربية، اقليم العربي والذي اطلق عليه البعض اقليم الأحواز وهو امر قابل للنقاش.
ولعل جملة الأحوازيين يسالم على وجود مثل هذا الانقسام والتباعد، مستندين في ذلك على انعدام معرفة كل فرد فيهم في الجنوب، بالشمال، والشمال بالجنوب. أجل إن هذا الانفصال هو واقع ملموس لدى كل من تَفَطَن لوجود عرب على شرق شواطئ الخليج العربي؛ وهو بالوقت ذاته مثار تساؤل ودهشة عن أسباب تلك القطيعة اللائحة فيما بين هؤلاء من الأحوازيين القاطنين إلى جوار العراق، ومدنه، وبين أؤلئك بقية عرب الساحل الظاعنين على القرب من الأقطار الخليجية من عمان والإمارات وغيرها[1].
ولكن على الرغم من أَخْذنا، هنا، هذا التباعد بين العرب، أخْذ المسلمات، فقد يحتج امرؤ على ذلك، وهو لا يرى فيه حقيقة أو واقعا ملموسا، بل يجده صنيعة حدث تاريخي محدد، فُرض على هؤلاء العرب. أجل ذلك اعتراض لا اعتراض لنا عليه، غير أنه لا ينفي الفرضية المتبعة هنا وهي: إننا سواء سلمنا بحدوث وقعة تاريخية تبعها انفصال بين الشعب الأحوازي، أم أوعزنا ذلك إلى أسباب أخرى، فإن النتجية هي قائمة بحد ذاتها: ألا وهي وجود هذا الانقسام فعليا بين العرب – والذي نطلق عليهم هنا عنوان الشعب الأحوازي-، والتباعد فيما بين مختلف ربوعه.
ومهما يكن من واقع الانقسام والتباعد هذا، فإنه لا بد أن يكون صنيعة أسباب مختلفة: على رأسها الأسباب التاريخية التي أفضت إلى تكوين للأمة الأحوازية والشعب الأحوازي غريب شاذ، جعلته ينفصم إلى شعبين أو شعوب، متباعدة متنافرة لا تدري عن أمرها شيئا. وعلى الرغم من جدارة الحقل التاريخي، قبل جميع الحقول من دون منازع، في تناول هذه القضية: قضية تكوين الشعب الأحوازي وأسباب مآلاته الراهنة، بيد أني أوعز هنا أسباب ذلك التباعد إلى أسباب أربع، رأيت فيها بعض أهمية، هي الأسباب التاريخية، والاجتماعية، والدينية، فالسياسية.
وعلَّ الذي جعلني أتخلف عن وضع هذا الموضوع في إطاره المطلوب، وحقله الأنسب لحاله وهو الحقل التاريخي التكويني، مثلما قلت، هو انعدام الإطلاع الكافي عندي على أحوال عرب الساحل، وتكوينهم التاريخي من وجه، وتدارك الوقت من وجه آخر. وإني، على أية حال، لم آتي بهذا التصريح جزافا ضربا من المجاملة، وهروبا من المسؤلية، بل إن ما قصدته بهذا التصريح هو حث الباحثين الأحوازيين، كل على قد همته، على التطرق لهذا الموضوع من زاوية تاريخية، لأنها هي الأنسب، وهي التي ستَقِفُنا على بينة من التكوين التاريخي المختلف لكل من عرب الساحل وباقي الأحوازيين. (ولعل استخدام «عرب الساحل» للتميز به عن باقي الأحوازيين هو اعتراف، بحد ذاته، بهذا الانقسام، وربما تحفيز لتداوله الذي يجب أن لا يتم. فالعرب في هذه المحافظات كلهم شعب واحد، سواء في ساحله قرب الخليج العربي قطنوا، أو على أطراف شط العرب أو في نهر كارون والكرخة إلخ نزلوا).
الأسباب التاريخية المفضية لانقسام الشعب الأحوازي شمالا وجنوبا
إن التكوين التاريخي لعرب الجنوب، وصيرورتهم الجغرافية، جعلت كل قارئ للتاريخ في سياق مقارن، يلاحظ وجود اختلافات بين العرب الذين يسكنون في جنوب الأحواز، في بوشهر والمناطق التي تجاورها، وبين العرب الذين يقطنون شمال الأحواز وما انحدر منها وتشرّق وتغرّب. ولعل تلك الاختلافات من وجهة نظر تاريخية تعود إلى طبيعة الجغرافيا التي تحكم جنوب الأحواز، وهي طبيعة انعكست على تفاصيل كثيرة في حياة عربها.
فأولى هذه التمظهرات التاريخية النابعة من الطبيعة تتجلى في التركيبة القبلية لهذه المناطق: فبينما تكون الصلات غير منقطعة بين قبائل شمال الأحواز مع العراق، حيث لا نعثر على قبيلة في العراق إلا لها جذور وامتداد في شمال الأحواز على طول مدنه، لا تكون تلك الاتصالات في جنوب الأحواز لقبائلها العربية إلا مع الطرف الخليجي، وإنْ كان هذا الاتصال خفيفا لاعتبارات سياسية، نأتي عليها في موضعها. ثم إلى جانب ذلك هناك حالة مضاعفة من التباعد بين أبناء القُطر الواحد بالتزامن مع الالتحام بأقطار أخرى: فإن هذه القبائل التي لا صلة لها في الجنوب والشمال، لا على مستوى النسب الموهوم من وجه، ولا الاعتراف بوجود اتصال من وجه آخر، لا انتماء لها لقبيلتها ذاتها عندما تحل في الجنوب أو الشمال، وذلك لضعف التواصل الذي سنشير إليه.
فإذا شئتم مثالا يقرب ما قصدته قلت حينها: إننا إذا أخذنا قبيلتين معروفتين في الأحواز، مثالا، لتواجدهما على طول الوطن العربي، عرفنا حينها طبيعة العلاقة بين قبائل الجنوب والشمال: فبينما الصلات قائمة بين قبيلة بني كعب في الأحواز بينها على طول مدن الشمال (في المحمرة، وعبادان، والسوس، وتستر، والحميدية، والأحواز العاصمة إلخ) وبين العراق والمشيخة من هذه القبيلة هناك، على مستوى التواصل في الأحداث التي تهم القبيلة هذه، فإن هذا التواصل يكاد يكون منقطعا بين بني كعب في شمال الأحواز وبين بني كعب في جنوبها في مدن بوشهر وعسلُه وغيرها. والأمر ذاته يتكرر مع قبيلة بني تميم، وهي متصلة فيما بينها في الشمال من جهة، والعراق من جهة أخرى، ومنقطعة التواصل مع باقي بني تميم في الجنوب الأحوازي.
والواقع هو إن ما نريد التصريح به من خلال كل ذلك هو أن الطبيعة الجغرافية التي حتمت تكوينا تاريخيا محددا للقبائل العربية الأحوازية، في الشمال والجنوب- القبائل التي تعد أولى الوحدات الاجتماعية للشعب العربي الأحوازي، وهي الوحدات التي لما يستطع الأحواز تجاوزها بعد- جعلت أبناء الشعب العربي الأحوازي يتباعدون عن بعضهم بواقع تباعدهم الجغرافي هذا.
ليس هذا فحسب بل انعكس الوضع الطبيعي على النمط المعيشي بين الشمال والجنوب أيضا: وصحيح أن النمط المعيشي بينهما هو قائم على الزراعة والرعي والصيد، كأهم مصادر العيش في المجتمع القديم، بيد أن الزراعة في الجنوب مختلفة عن تلك التي في الشمال، فإذا كانت الزراعة جنوبا متوفرة وعامة، لوفرة المياه العذبة وخصوبة الأرض واعتدال الطقس نسبيا[2]، فإنها ليست على الحال هذا نفسه في الجنوب، بل هي ليست إلا نحلة إلى باقي النحل المعيشية، نظير الصيد والرعي، لا تفوَّق لها عليه كما هو الحال في الجنوب. ثم بينما يكون الرعي في الشمال خاصا بتربية الجاموس والغنم، فإن الرعي جنوبا يتوفق بتربية الإبل. أما الصيد فهو في الشمال يتم في الأنهر والأهوار، بينما في الجنوب فهو في البحر[3]. وكل تلك الفروقات التي تبدو يسيرة في نحل العيش هذه قد انعكست على طبائع أهلها: وهو ملحوظ في بادي الرأي، ويلاحظ ذلك الميز بين الصائد في الأهوار وبين ذلك الذي يصيد من البحر وهكذا.
ولا ينحسر هذا الطابع الجغرافي: في التباعد القبلي على مستوى الانتماء والتواصل بين مختلف أبناء القبيلة القاطنين في مناطق مختلفة نائية شمالا وجنوبا؛ وفي الاختلاف الطبيعي بين نحل المعاش، بل لعله يجد تجل أوضح وآكد عندما يتم النظر إليه من زاوية اجتماعية، حيث يبدو ذلك التباعد الجغرافي منقوشا على اختلاف اللهجات والتقاليد وانعدام مشتركات أخرى بين عرب جنوب الأحواز وشمالها.
الأسباب الاجتماعية المفضية لانقسام الشعب الأحوازي
لا شك أن أولى الظواهر الجبرية التي لها الأثر البليغ والبعيد في التقارب والتنافر هي اللغة، واللهجات المتفرعة عنها. فإلى اللغة يعود تقسيم الشعوب، وعنها تتفرع الثقافات ورواية التاريخ وبناء الحضارات بقول واحد[4]. وصحيح أننا هنا إزاء لغة واحدة للأحواز هي العربية، بيد أن ذلك التقارب الذي رأيناه بين شمال الأحواز وجنوب العراق، وجنوب الأحواز وغرب الخليج العربي، وجد له انعكاسا صارما على اللهجات العربية بين الشمال والجنوب عندنا، فباعد بينها وميز فيها. فبينما تكون لهجة أهل الشمال غريبة جدا من جنوب العراق، لا بل هي واحدة، فإنها تصل حد التماهي بين لهجتي الضفتين، شرق الخليج العربي وجنوب الأحواز، وغربه.
وهذا فضلا عن أنه يميط اللثام عن أحد أسباب ذلك التباعد موضوع البحث هنا، فإنه يعمل على تنافر حدوسي بين المختلفين لهجات. وكما صدرنا بالفقرة الأولى من هذا القسم من أن اللغة هي صانعة العالم، فإن ذلك سيعني أن الاختلاف في اللهجات هو اختلاف في التقاليد والعادات ومختلف التمظهرات. ومن هنا جاء ذلك الاختلاف في الملبوس ومختلف العادات. فإذا كان عرب الشمال يعلون هاماتهم بالكوفية على شكل ربطة تارة وبالعقال تارة أخرى، فإن عند الجنوب يكون شكل الكوفية تارة على شكل الزي العماني، وتارة على شكل عقال يقترب من شكله الإماراتي. وإذا كان أهل الشمال لا يظهرون من دون البشت، إلا نادرا، وهو عندهم خروجا من الوقار وحَيْدًا عن الهيبة، فإن أهل الجنوب لا يرتدونه إلا في مناسبات عامة نظير الزواج ونحوها.
ثم على مستوى العادات: الحربية والزواج والأهازيج: فإن ما يتحلى به أهل الشمال من قوة المغوار وضرب الجنى والعصي، هو السيف عند الجنوب وبه تكون علامة الفروسية؛ وبينما تكون مناسبة الزواج أو الموت مصحوبة في الجنوب بشعائر الهوسات، فهي لا تكون كذلك عند الجنوب، لما لهم من المراسم ما هو بغير معهودنا نحن هنا في الشمال؛ كما أن الأهازيج في الجنوب هي على نمط مغاير تماما، على مستوى وزن الشعر وموضوعاته، عنها في الشمال.
ثم هناك قضية اجتماعية أخرى هي وليدة الطابع الجغرافي لجنوب الأحواز، وهي تتعلق بالعدد السكاني والكثافة الديمغرافية له: وذلك أن العدد السكاني لشمال الأحواز فهو يتوفق كثيرا عن عداده في الجنوب، والثقل السكاني العربي في النظام الإيراني، فهو من دون شك لشمال الأحواز: وهنا لا بد من التفطن إلى نقطة جد خطيرة تتعلق بالحجم السكاني، وهي: إن هذا التفوق السكاني لشمال الأحواز عن جنوبها هو مزودج الدلالة، فإذا كان يعني، من وجه، تفوق العدد السكاني الشمالي مقارنة بالجنوبي، فهو يعني، من وجه آخر، تمتع عرب الأحواز في الشمال بالأكثرية في مناطقهم التي فيها يحيون، خلافا للوضع العربي الأحوازي الجنوبي الذي يشهد حسر العرب هناك في زاوية الأقلية[5] (وهذه نقطة سأعود لها في فقرة لاحقة، في قسم الأسباب السياسية للتباعد بين الشمال والجنوب).
ولعل القارئ لاحظ في هذا القسم المتعلق بأسباب انقسام الشعب الأحوازي اجتماعيا، تدرج البحث من أدنى مراتب التجليات المجتمعية الخاضعة للطبيعة، وصولا إلى ما ينتج عن ذلك من عادات وتقاليد إلخ. فإذا أردنا تتبع ذلك التدرج هنا أيضا، أمكننا القول حينها بأن ذلك التباعد المجتمعي قد يجد أخطر وجوهه في أكثر العوامل المجتمعية تقدما وتأثيرا: وهي تلك التمظهرات الخاصة بأعلى الوجود القومي لكل أمة. فهنا بعد ما كان التباعد الاجتماعي لائحا بين الأحوازيين في اللهجة والتقاليد، وما في معنى ذلك، فهو يظهر، تارة أخرى، وبتأثيرات آكد، لها وجوه حضارية صارمة: (يظهر) في انعدام المشتركات الرمزية.
لقد تخلف عرب الجنوب تماما كعرب الشمال عن بناء مشتركات رمزية بين مختلف مناطق الوطن الأحوازي المغتصب، ولعلهم جهلوا عن وجود مشتركات بينهم، بلْه ضرورة صنعها والوعي بها[6]. إن غياب الوعي بهذه القضية بالتحديد، قضية وجود شعب عربي (أحوازي) واحد ممتد على مناطق مترامية، منها ما يقع في وادي الشمال ومنها ما يمتد على شريط بحري على شواطيء الخليج العربي، أجل إن غياب الوعي بهذه القضية يعني تماما تقوقع الشعب الأحوازي في فسطاط الجماعات المتشرذمة البدائية، التي لم تخرج بعد إلى حيز الأمة الواحدة والشعب الحر صاحب حق تقرير المصير.
ومهما يكن من تبعات غياب المشتركات الرمزية فيمكن الإلماع لها في وجهين: غياب مشتركات جبرية، وغياب مشتركات واعية. ففي جانب غياب المشتركات الجبرية يمكن التطرق إلى عدم وجود قضايا مشتركة طبيعية، تتعلق بالبيئة مثلا، نتيجة لتباعد المناطق العربية الأحوازية عن بعضها؛ فإذا كانت البيئة والنضال من أجل منع دمارها على يد النظام الإيراني قد اختلقت أكبر هواجس الشعب العربي شمالا، حتى جرف ذلك فئات فارسية من المستوطنين، فإنه هذا الهاجس لم يجد صدى في الجنوب، ولم ينل اهتمامهم به هناك.
أما عن المشتركات الواعية، وهي مناط الكلام ومحل الاعتبار، فإن غيابها يعكس ذلك الخلل الحضاري للأمة الأحوازية، ويعبر عن مدى ابتعادنا عن الوعي الذاتي القومي وعن المسؤلية الاجتماعية التي لا يستشعر بها أبناء شعب إلا بعد مضيهم في مراحل متقدمة من الوجود البشري والتقدم الحضاري. فهنا يتجلى غياب المشتركات الرمزية المصنوعة في أمرين كأبرز الأمثلة: غياب فنانين (مطربين أو شعراء)، وغياب شخصيات عامة يمثلون الشخصية العامة لكل الأحواز (سواء أبطال قوميين أو أساطير أو خرافات مشتركة). ففي مستوى الفنانين تغيب فنانين الشمال، وهم السواد الأعظم، عن التقرب إلى ذائقة العربي الأحوازي الجنوبي، ومرت عقود على ذلك التباعد عما يهش له الجنوبي[7]؛ وفي مستوى الشعر فإن الحال هو يشبه ذاك عند الشعراء وتباعدهم أيضا[8].
ثم إن هذا التباعد الرمزي قد وجد أدهى صوره في الأبطال القوميين: فبينما تربنيا نحن في الشمال على قصص محي الزيبك وادعير البستان وحتة، لا أخال هذه الأسماء وجدت صدى لها كذلك الذي عند الجنوب وبين أبنائهم، ولا آخال تعرف إلا قليلا منهم على أمجاد هؤلاء الشخصيات القومية العابرة الدين والقبيلة والمجتمع التقليدي، الداخلة مهيع الأمة ورموزها وما به قوام وجودها المعنوي[9].
وليس في ذلك شك من أن عملية صناعة الرموز القومية، والأبطال المجسدين الشعب، هي عملية يضطلع بها الإعلام القومي المسؤل؛ لنصل بذلك إلى موضع وهن بائن، منه تغتذي هذه القطيعة بين الشعب الأحوازي، وهو ضعف الإعلام العربي. إن من شأن الإعلام هو تجسير الهوة الواقعة، وهنا على مستوى الرموز الوطنية، بين مختلف أبناء الوطن، والعمل على تعزيز الروح الوحدوية بين أبناءه. وهذا ما لا نراه لغاية الآن في العمل المهني الأحوازي، حتى يتبين عن ذلك أن دواعي هذا الانفصال منه ما هو حصيلة الفعل البشري الإختياري، وليس، في كليته، اشتقاقا عن عوامل قسرية لا خيرة لنا فيها؛ كما سنبرهن في فقرات لاحقة.
الأسباب الدينية لانقسام الشعب الأحوازي شمالا وجنوبا
وهنا بعد تعديد أبرز التمظهرات الاجتماعية المعززة التباعد بين الشعب الأحوازي، أُدرج الدين في الأسباب المستقلة من مسببات ذلكم التباعد. إن المجتمع الأحوازي، شمالا وجنوبا، إذا كان يتباعد بكل تلك الأسباب وفي جميع تلك التمظهرات، فإنه يتحد تمام الاتحاد بأنه مجتمع قديم تقليدي، أبرز بنياته هي القبيلة والدين[10]، حيث تحتل البنيتين هاتين مكانة جوهرية في الوعي الفردي والنشاط الفرداني، تماما نظير تأديتهما دورا رئيسا في النشاط المجتمعي والسلوك الجماعي.
إن الدين الإسلامي كان حاضرا تماما بنسختيه السنية والشيعية في مختلف ربوع الأحواز، وما يزال هو حاضرا في عصرنا اليوم، يفضي مزيدا من التنافر بين الشعب الأحوازي الواحد. ويتجلى الدور الديني، واختلافه الماثل في تسنن جنوب الأحواز وتشيع شمالها، في كافة الأصعدة الحضارية على طول التاريخ الأحوازي، أبرزها هي: اصطباغ القبيلة بالتسنن أو التشيع، وتلون السياسة بالمذهبين، وتأثير العقل الديني على قولبة العقل الأحوازي تكوينيا. ولا يعني الاكتفاء بهذه الجوانب من زاوية تلقيها التأثير الديني، لا يعني قط اختزال الدور الديني فيها، بل للدور هذا تجليات عديدة يمكن الحديث عنها مطولا، جعلتنا مقدرة الإطناب هذا الاكتفاء بتلك الثلاث.
إن هذا الاختلاف بين القبائل العربية في الشمال والجنوب، الذي ظهر على شكل اختلاف اللهجات وانعدام الانتماء بالرغم من الانتساب إلى جد واحد وقبيلة واحدة، يشتد هذه المرة عند الجانب الديني، حيث يزيدها حدة تُشحذ بواقعه الجواني: فعلى سبيل المثال، وفي الجانب التشريعي، يستمد الضمان التنفيذي القبلي نافذية اتفاقاته والزاماته يستمدها من الجانب الديني، فلا تنعقد بعض أحكامه إلا بالضمانات الدينية المقطوعة من جانب القبيلة وأفرادها؛ فهنا «طلب العطوة» الرامية إلى منح هدنة يرتب بها المتصارعين القبليين أحوالهم البشرية وما يتعلق بموقفهم النهائي من النزاع إلخ، لا يتم ذلك الطلب، ولا يمكن الوثوق به من جانب كل الأطراف، المتصارعين والوسيط، إلا إذا عُقدت «راية العباس» بأَيْمان الشيوخ من الطرفين. والعطوة، كما هو معلوم عندنا، هي آلية جد حيوية، ويكفي في إثبات خطورتها، نجاحها، على مد القرون، في الحفاظ على أرواح الكثيرين وممتلكاتهم وشرفهم، من أتون النزغ القبلي إبان الفزعات الغريزية[11]. ولكن، وبينا الحال هو كذلك هنا، فإن الواقع القبلي لدى الجنوب، هناك، لا يستمد نافذية العهود والمواثيق من المذهب الشيعي، بل من البدهي أن يكون الضمان مكتسبا من المذهب السني، فضلا عن التقاليد القبلية السائدة بين أهله[12].
ويمكن الإكثار من هذه الظواهر العائدة للدين، لتوكيد دورها في اشتداد ذلك التباعد والاختلاف، حتى نأتي على ظاهرة أخرى، هي ظاهرة الحلفان في الشمال، وكونها وازعا معنويا يردع الناس عن احتقاب الكبائر، أو يتكفل بإبراء ذممهم عن جريرة أو فاحشة إلخ، وهي ظاهرة يختص بها الشمال دون الجنوب[13].
وإلى جانب كل ذلك يظهر معاينة التراتب الهرمي الاجتماعي في التركيبة القبلية لدى شمال الأحواز مغايرة أخرى لها وزنها، تتعلق بمنزلة فئة اجتماعية أدت دورا كبيرا على طول تاريخ الأحواز، أعنى بها فئة السادة. إن هذه الفئة التي لها مكانة مرموقة بين جميع الفئات الأحوازية شمالا، علمانيهم ومتدينهم وخواصهم وطغامهم إلخ، وهي صاحبة الامتيازات والمزايا الكبيرة، من الرفعة في الشأن، والتقدم على كل غير سيد، وحصص مالية معينة، ومكانة أسطورية تمنحهم التصرف في الطبيعة، أجل إن هذه الفئة فهي خاصة من خواص المجتمع والجماعات الشيعية، وهي لا وجود لها في المجتمع السني. إن هؤلاء الأشخاص السادة الذين لهم من الرفعة ما جعلهم على الدوام أصحاب النفوذ الأكبر في القبائل الشمالية، لا مكانة لهم في جنوب الأحواز ولا دورا تاريخيا يعزى لهم هناك، سواء على مستوى توجيه الأحداث القبلية، أو على المستوى القبلي أيضا المتمثل بوجود قبائل سادة ينميهم نسب إلى محمد النبي.
إن هذه المكانة الخطيرة لفئة السادة في المجتمع الأحوازي جنوبا، التي صنعت منهم طبقة أوليغارشية صاحبة نفوذ وسلطان لا يُطال، لا تحتاج إلى كبير استدلال إذا استذكرنا الدولة المشعشعية التي أقامها الإمام محمد ابن فلاح على أساس دعوة دينية أشهرها في الحويزة، كرسي ملكه، بين قبائل الشمال، سرعان ما تحولت إلى دولة كبيرة، لها جوانب مضيئة قومية عربية، استطاعت التعالي على الدعوات المذهبية بتوحيدها جميع الأحواز تحت راية الإمام محمد وحكمه، وحكم آل أسرته. ولكن بالرغم من الجوانب المضيئة لهذه الدولة العربية القحة، يظهر تتبع أطوارها أن قيام الدولة العربية المشعشعية على أساس مذهبي شيعي، صنع من شمال الأحواز عموما، والحويزة خصوصا، المركز، وجعل جنوب الأحواز الأطراف التي تبتعد عن المركز، وتحتل محل الهامش الذي لا خطورة فيه، ولا تأثير منه على أحداث الدولة العربية المشعشعية[14]؛ وهو أمر لا بد أن يكون قد ترك أثرات بعيدة الأمد، من أبرزها هو هذا التباعد والانقسام الذي نشهده اليوم بين شمال الأحواز وجنوبها.
ثم للدين، في الواقع المعيش والوضع الراهن الأحوازي، تبعات مضاعفة، فبينما كان عرب الجنوب أيام الدولة البهلوية يشعرون بجامع واحد بينهم وبين شمال الأحواز، نتيجة تأكيد الآخر الفارسي على فارسيته وقوميته، وتبعا لذلك استفحال الجانب العروبي لدى جميع العرب، وتبلور الوعي القومي ضدا على السياسة العنصرية الفارسية العلانية هذه، أصبح الأمر هذا مغلوبا بحلول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث ظهر الحكم الشيعي هذا كأنه، بعيون فئات من الأحوازيين في الجنوب، لصيقا بالشيعة العرب في الشمال، ما يعني تحول الآخر هذه المرة من آخر قومي، إلى آخر ديني، ومن ثم اشتداد الانشطار الشيعي السني بين الأحوازيين، بفعل الدولة الدينية القائمة هذه.
على أن هذا التطرق الوجيز للتأثير السياسي الديني الأبدي في الأحواز، لا يكتمل إلا إذا توج بما تركه الدين، بنسختيه، على العقل الأحوازي الظاهر على الفرد والجماعة الأحوازية: إن العقل الشيعي، عقل يبدأ نشاطه من الإيمان بالخوارق، وإمكان العصمة وقبول الغيبة تمام القبول، وهو بذلك يكشف عن عقل أسطوري البنية، لا يلتزم بالسببية، ولا يتحرك في نطاق الممكنات الطبيعية، ليصبح بذلك عقلا منداحا منفلت الإلتزام، يقبل بوجود خوارق العادات والطبائع [15]. وهذه البنية الأسطورية هي التي جعلت العقل الأحوازي الشيعي عقلا معقدا الفعل والتفكير، قد يأتي على حادث أو ظاهرة ما فيلتوي عليها ويجرجر تغلباتها حتى يوهل عليه المعنى المتاح، ويذهل عنه[16]. وعلى العكس من ذلك يقوم التفكير السني، بتأثير من عروبته القائمة على البداوة وسذاجة الفطرة، على أساس حسي طبيعي، فتراه محايثا تفكيرا بالطبيعة، يدرك سببيتها بمشهد حدوسي، ليصبح هكذا مبتعدا عن التعقيد في التفكير والإنفلات من عقل الممكنات. (وعلى العموم لم نرد هنا الانتصار للمذهب السني ضدا على الشيعي، فهذا آخر مبتغانا، ولنصرح علانية بأنه لا يعنيا؛ بل هذه آراء استقيتها من الجابري، فأردت توظيفها هنا للإشارة العجلى على ما يمكن للدين تركه على الشيعي الأحوازي والسني الأحوازي معا[17]).
الأسباب السياسية لانقسام الشعب الأحوازي شمالا وجنوبا
يظهر عما تقدم أعلاه، أن الانقسام والتباعد بين شمال الأحواز وجنوبها، هو حصيلة جبر طبيعي تاريخي، ليس للبشر مدخلية فيه، حتى كأننا أمام مجتمعين مختلفين، لا يمكن الحديث عن وجود صلات بينهما، لأنهما بواقع تكوينهما التاريخي، وتباعدهما الجغرافي، واختلاف لهجتهما، ونحل معاشهما، وتباين رموزهما وخرافاتهما وأبطالهما، وآليات فض النزاع بينهما، والمذهبين المختلفين في صدورهما إلخ، أجل بفعل كل ذلك لم يكن أمامهما سوى هذا الانقسام التاريخي الجبري.
إنه إذا كان أحد القراء قد وصل، عما تقدم، إلى هذه النتيجة، فليعلم إني بإيصاله إلى هذه النتيجة قد أسأت من حيث أردت الإحسان؛ ولا أقول فهمني فهما خاطئا كليا، لأنني هنا في هذه الفقرة سأقول أن كل تلك المظان للفروقات تبدو طبيعية نجدها في جميع المجتمعات العربية، من المحيط إلى الخليج. ولقد كان ممكنا تماما، وبموضوعية تاريخية لا غبار عليها، أن تكون تلك الاختلافات بين العرب (الأحوازيين)، مالا وجنوبا، هي مجرد اختلافات عابرة تثري التقدم الحضاري الأحوازي، لو قدر لهذا الشعب أن ينمو نموه الحضاري الطبيعي، نظير باقي شعوب المنطقة العربية، ونظير الشعب الفارسي ذاته؛ ولو لم تحل عليه تلك الطامة الكبيرة والمصيبة القاضية التي أعنى بها الاحتلال.
وعلى العموم نصنف الأسباب السياسية الباعثة على الانشطار والانقسام بين الشعب الأحوازي إلى داخلية وخارجية. فالأسباب الخارجية تتجلى في وقوع الاحتلال وعبثه بالتركيب الجغرافي الديمغرافي العربي الأحوازي أولا، ونجاح سياسة التفريس وتقلص العدد السكاني العربي وذوبانه ثانيا؛ أما الأسباب الداخلية فهي تتمثل في ضعف الشعب الأحوازي في بناء مجتمع مدني قومي، وتخلفه عن بناء حركات سياسية تحررية في جنوب الأحواز.
إن أول ما يجدر التطرق له هنا، بخصوص تأثيرات الاحتلال التي لا تكاد تنقطع ولا تكاد تحصى، هو أن أساس هذا الإنقسام الجغرافي الحاصل الآن، المتجلي في وجود محافظات مختلفة تضم العرب، هي «خوزستان» و«هرمزكان» و«بوشهر» إلخ، لم يكن معمولا به، قبل ما أتى به النظام الإيراني من تقسيم، وتخطيط للمدن والمحافظات يراعي تماما جزئية إحداث الانفصال والإنشطار بين الأحواز، عبر اقتطاع مناطق عربية عن قلب العاصمة كمحور الوطن، والحاق أخرى فارسية بها[18] للعبث بعروبة الأرض. فعلى سبيل المثال كان اقتطاع أراضي من ايلام (عيلام) عن «محافظة خوزستان» وإلحاق مناطق كوردية ولرية بها، يصب في صالح هذه السياسة تماما.
ثم بعد تفوق السلطة الفارسية المحتلة وتحولها إلى المنفذ الوحيد للسياسات العامة، أردفت سياسة التقسيم الجغرافي الهادف هذا، بسياسة أخرى متوجة لها، وهي سياسة التفريس. فكما كنا أشرنا في فقرة سابقة إلى أن التركيب الديمغرافي للأحوازيين يظهر أن الثقل السكاني العربي في الشمال، وأن شمال الأحواز، على الرغم من جميع السياسات التي طالته وهدفت إلى مسخ العروبة فيه وإماتتها، ظل عربي الأكثرية، لم تسطع وفود المستوطنين الفرس من جميع المناطق الإيرانية الخلخلة في موطن الشعب الأحوازي فيه، إلا في بعض المدن الواقعة في أقصى الشمال نظير الصالحية (أنديمشك) وعیلام (ايلام) ونحوها، أجل ظل هذا الشمال يتمتع بكون العرب هم الأكثرية المطلقة على جميع غير العرب المستوطنين، وهذا ما لم نشهده في الجنوب، حيث استطاعت سياسة التفريس هناك سلب المدن العربية أكثريتها، وجعلها مدنا تضم أكثرية فارسية بدلا عن سكانها الأصليين العرب، حتى بتنا نرى اليوم مدينة بوشهر كأنها فارسية الطابع، ولا نعثر على عربي في قشم إلا في الأطراف، والأمر ذاته يتكرر في باقي المناطق العربية في الجنوب الأحوازي.
ويعود هذا بالأساس إلى أن عرب الجنوب، بعد سريان التقسيم الجغرافي، باتوا يعانون من الثقل السكاني الفارسي، على عكس حال الشمال الأحوازي، وهذا ما جعلهم ضعفاء أمام سياسة التفريس التي مورست بقوة عليهم، حتى انحسر وجودهم على الشريط الساحلي من الخليج العربي، وباتت الهجرة إلى الخليج أو إلى مناطق أخرى الخيار الذي يعني انحسار المد العربي الأحوازي في الجنوب بشكل مطرد[19].
على أنه إنْ كانت التقسيمات الجغرافية الفارسية العنصرية، إلى جانب نجاح سياسة التفريس في انحسار المد العربي شمالا، تعكس سياسات النظام الإيراني وما يأتي ضد الأحواز من سياسة خارجية، فإن هناك من الجوانب السياسية الأحوازية التي تنبعث من الواقع الأحوازي ومن داخل طبيعته، يمكن حصرها في اثنين، توخيا للإيجاز: وهي الضعف في بناء المجتمع المدني القومي، وعدم نشوء حركات أحوازية تحررية قومية في الجنوب، أو زحف الحركات الشمالية إليه.
إننا كأحوازيين، آحادا وجماعات، قد فشلنا في تبني أطروحة الشعب العربي القومي الأحوازي، على المستوى الفكري والتنظير له، وإشاعته بين مختلف ربوع الوطن، وبقينا جماعات تقليدية قديمة، تظهر على شكل قبائل أو جماعات متدينة، بينها وبين المجتمع القومي مفواز؛ أما على المستوى العملي الظاهر في توطيد الانتماء إلى العربية، وتاريخ الأحواز، وتبني أطروحة وقوع الاحتلال عليها، وانبثاث الوعي الذاتي بضرورة التحرر منه، وابتغاء بناء الدولة الأحوازية كما كانت يوما في التاريخ تنماز عن الأمم وينماز الأحوازي بها ويدخل التاريخ من قنطرتها.
ثم إلى جانب كل ذلك، فإن أول من يسجل على عرب الجنوب هو ذلك التراخي الواضح فيهم، في تكوين حركات تحررية، نظير ما حصل ويحصل كل يوم في شمال الأحواز، وخوض إنتفاضات لطالما كثرت في الشمال، ولم تخبو يوما. إن عرب الأحواز جنوبا تخلفوا عن الالتحاق بركب الحراك النضالي القومي، وهذا ما جعل الشمال يغفل عنهم، ولا يحتسبهم من عدته وعدداه. وصحيح أن هذا القصور غير المغفور هو حصة منصوفة بينهما، بيد أن كفة التاريخ النضالي المدون تميل إلى الشمال منها إلى الجنوب مصاولة ومحاربة ضديد الاحتلال.
الاستنتاج
لقد أصدرت الدراسة هذه بسؤال خطير يستبين أسباب هذا التباعد والانقسام بين شمال الأحواز وجنوبها؟ وحاولنا على مدار هذا السؤال استكشاف بعض تلك الأسباب التي تبدت لي. ولكني قبل البدأ بتعديد هذه الأسباب، صرحت بأن الحقل الأنسب، والموضع الأليق، لبحث هذا السؤال هو الحقل التاريخي الذي يستعرض التكوين التاريخي لمنطقتي الأحواز شمالا وجنوبا، فيتحصل عبر عرضه ذلك إلى نقاط تلقي أضواء كاشفة على هذا التباعد.
ولكن بالرغم من الدعوة هذه إلى إرجاع البحث في هذا الموضوع إلى التاريخ، فقد دأبت هنا، من وجهة نظر عامة يغلب عليها العرض الصحفي البحثي، على تتبع الأسباب المفضية إلى التباعد بين الشعب الأحوازي، فسلكت هكذا، أو حاولت هكذا اصطناع، وجهة منطقية: فبدأت بالعوامل التاريخية فنسبتها إلى تأثير العامل الجغرافي المتجلي في اختلاف النحل المعيشية، واللهجات، حتة تم التدرج بعد ذلك إلى العوامل الاجتماعية المتجسدة في اختلاف التقاليد والعادات والرموز القومية المشتركة، وصولا إلى العامل الديني الذي له تبعات تتجلى اجتماعيا، عبر التأثير على التراتب المجتمعي، وسياسيا عبر تكوينه طبقة من الأوليغارشية هم السادة. ثم بعد ذلك ظللت ملتزما بالتدرج المنطقي المصطنع هنا فبلغت منتهاه بالمسببات السياسية، بشكل جزمي تقريبا، فتبين أن جميع تلك المسببات التي أفضت إلى تباعد الأحوازيين كان يمكن تفاديها، أو تفادي قسم كبير منها، لو قدر للأحواز أن تكون دولة عربية حرة، نظير الدول العربية الأخرى، تسعى من ذاتها بذاتها إلى التوحيد بين شعبها وجعل المختلف فيهم آية إثراء لا أمارة إنشطار.
حامد المرزوقي
المصادر
[1] . أنظر دراسة عن جنوب الأحواز قدمها معهد الحوار للأبحاث والدراسات بعنوان: إمارات الأحواز العربية: المرازيق، النصورينن، الحمادية، أغسطس 2022.
[2] . موسى سيادت، كوليان در كذر تاريخ، اهواز 1387.
[3] . عبدالرزاق محمد صديق، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، مطبعة المعارف، الشارقة 1993.
[4] . ساطع الحصري، الأعمال القومية الكاملة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت1990.
[5] . خالد المسالمة، الأحواز: الأرض العربية المحتلة، مركز الدراسات الألمانية العربية، بوخوم 2008.
[6] . أندريه سيغفريد، روح الشعوب، ترجمة عاطف المولى، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت 2015.
[7] . ولكن على الرغم من هذا الحكم العام أخذ أحد الفنانين المشهورين، الفنان عباس السحاكي، يقترب شيئا فشيئا من الحس العام للجنوبيين وصار يقدم قطعات فنية تروقهم.
[8] . إلا ما صدر من الشاعر سعود الحربي الذي صار يكتب الشعر على طريقة الشعر النبطي المتبع في الخليج العربي في ضفتيه.
[9] . روجيه جارودي، الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائلية، دار الغد العربي، القاهرة1996.
[10] . إنه إذا كان موضوع هذه الدراسة الحديث عن أسباب انقسام الشعب الأحوازي، شمالا وجنوبا، فمن البدهي أن يكون موضوع وحدة الشعب الأحوازي، شمالا وجنوبا، مبررا وله موضوعيته.
[11] . جابر جليل المانع، الأحواز: قبائلها أنسابها أمراؤها شيوخها أعلامها، الدار العربية للموسوعات، بيروت2007.
[12] . جلال خالد الهارون، تاريخ القبائل العربية في السواحل الفارسية، النسخة الإلكترونية الأولى2008.
[13] . موسى سيادت، تاريخ جغرافياي عرب خوزستان، أنزان، تهران1374.
[14] . سيد علي بن عبدالله المشعشعي، الرحلة المكية، نسخة خطية في مكتبة سبهسالار في طهران برقم 1513.
[15] . راجع بحار الأنوار وما فيه من فائض روايات: بحار الأنوار يقع في أكثر من 100 جلد، يشتمل على روايات آل البيت، وقد قام شخص أفغاني اسمه آيت الله محسني بإختصار هذه المجلدات، بعد نخل رواياتها، في ثلاث مجلدات.
[16] . ولعل هذا النشاط العقلي المعقد هو الذي جعل الأحوازيين متخلفين عن فهم واقع الاحتلال الفارسي لهم.
[17] . أنظر مثلا: محمد عابد الجابري، نقد العقل العربي: (بنية العقل العربي، والعقل الأخلاقي العربي).
[18] . مهران شفيعي نسب، بيامدهاي فرهنكي تقسيمات كشوري و اداري ايران از 1316 تا 1392، نداي تاريخ، تهران 1399.
[19] . خالد المسالمة، المصدر ذاته.
بارك الله في جهودكم