المدخل
تعد سنة التغيير الناموس المتحكم في الحياة البشرية، حتى جعل ذلك الفيلسوف اليوناني هراقليطس يصرح بإنعدام إمكانية السباحة في نهر مرتين، يقصد بذلك سريان التغيير في كل لحظة من الحياة. وبناء على ناموس التغيير الذي لا تغيير فيه، نحاول في هذه الدراسة، التي ستكون حلقة من حلقات دراسات تتناول كل منها زاوية من زوايا التغيير، نحاول التطرق إلى أبرز التغييرات التي جرت على المجتمع الأحوازي طيلة العقود الأخيرة، سواء منها التغييرات المجتمعية، موضوع الدراسة هذه، أو الثقافية، أو الاقتصادية أو السياسية، إلخ.
وخلافا للمواضع التي تقدر التغيير على أشكال، منه الحسن المقبول والقبيح المرفوض، فإن زاوية النظر هنا ستترك الأحكام القيمة هذه جانبا، وترتكز على طبيعة التغيير ذاته، ومستوياته ومظاهره، بعيدا عن قبحه وحُسْنه، ليتبين عن طريق ذلك التغييرات التي جعلت الشعب الأحوازي يواكب الحياة أو يتخلف عنها، الحياة بمعناها الذي قلنا عنه أنه يعني التغيير. فالتغيير بهذا المعنى يبدو كأنه جبرا لا اختيار للبشر فيه وقسرا يجري في الحياة فيذهب بها إلى حيث يريد.
وقد تجنبنا هنا تحديد فترة زمنية معينة لرصد التغييرات، بل وضعنا فترة مفتوحة، إذا صح القول، عنوانها «العقود الأخيرة» لنسمح بمرونة الحركة في هذا البحث. وإذا كان لا بد من تحديد الفترة الزمنية، وهو لزاما منهجيا واجبا، فيمكن القول حينها إن المقصود بفترة التغييرات هي تلك الفترة التي خرج بها المجتمع الأحوازي من القديم فدخل الحديث، فواجه بذلك شذرات الحداثة؛ وهي فترة خاضتها جميع المجتمعات العربية، إلى جانب المجتمع الإيراني، ولكن مع فارغ مشعر بتقدم بعض المجتمعات في التعرف على الحداثة مقارنة بأخرى، كما هو الشأن في المجتمع الأحوازي حيث يمكن القول إن تعرفه على العالم الجديد قد لا يتجاوز عقودا، على عكس باقي المجتمعات التي قد تكون مصارعتها الحداثة اقتربت من قرن أو قرن ونصف. وعلى كل حال فإن هذه ملاحظة منهجية يستوجب التعامل معها هنا بتسامح.
وسنبتدئ الكلام في رصد أبرز التغييرات التي شهدها المجتمع الأحوازي من التغييرات الفردية أولا، بوصفها أولى التغييرات، مرورا بالتغييرات التي طالت الأسرة الأحوازية، وختاما بتلك التي ظهرت على المجتمع وبدلته من حال إلى حال[1]. وفي كل ذلك الرصد وضعنا على الذُكر تلك العلاقات الجدلية التي صبغت مباحث علم الاجتماع بخصوص علاقة الفرد بالمجتمع، والسؤال عن تقدم النظري على العملي إلخ.
التغييرات الفردية
تعني التغييرات الفردية تلكم التي تتبلور، بالدرجة الأولى، في النطاق الفردي المحصور على السلوكيات الفردية التي يكون نطاقها الفرد بحد ذاته. وإذا كانت شخصية الفرد تتقولب من خلال التعامل مع المجتمع الذي فيه ينشأ، فإن ذلك لا يعني إنعدام إمكانية نشوء رؤية تكون سمتها المائزة الفردانية. إن الفردانية هنا هي تلك الرؤية والسلوكيات الناتجة عنها التي تقدر الإنسان فردا عليه يتمحور الكون، ومن ثم المجتمع؛ وهي منطلق القيم ومبدأ حركة الإنسان في تصرفاته المجتمعية، سواء تلك التي تتعلق بالقيم أو تلك المتعلقة بتكوين الدولة وفق صياغة أصحاب العقد الاجتماعي[2].
ومع إقرارنا بوجود تغيير في المجتمع الأحوازي جنح نحو بلورة فردانية مائزة في صيغتها الأحوازية، فإن ذلك لا يعني بروز فردانية متجذرة يمكن لها أن تسبب قطيعة مع الأمر الجماعي القديم، الذي هو سمة المجتمعات القديمة ومن ضمنها المجتمع الأحوازي، جنوحا يمكن الحكم عليه بأنه نحو مجتمع مغاير. كلا إن وجود تغيير اسمه الجنوح نحو الفردانية يقف عند حدود معينة، نذكر أبرز تمظهراته في الأمور التالية:
- الخروج من الجماعي إلى الفردي: إن أول ما يلاحظ على حياة الفرد الأحوازي مجتمعيا، هو خروجه المطرد من العقلية الطاغي عليها الجماعي، إلى العقلية الراغبة في الفردي. فخلافا للفترة القديمة، فترة ما قبل العهد الصناعي، التي كان الجماعي فيها هو الطاغي، سواء عبر البنيات المتحكمة بالحياة العامة والخاصة، أو عبر القيم والسلوكيات الجماعية الطابع، تكون هذه الفترة التي واجه بها المجتمع شذرات العالم الجديد مميزة بتعرف الفرد أولا على ذاته، وأخذه المكانة الفردية مكانة الأس الذي يحدد التوجه، وجعْلها هي الفيصل في الخيارات وترتيب الأولويات في التعامل مع الآخرين، بدأ من الأسرة ونهاية بالمجتمع، مثلما نرى في موضعه.
لقد بات من الموضوعية بمكان الحديث عن تعرف الفرد الأحوازي على معنى الفردانية، وتمثله النسبي لها، وفهمه لوازمها ومختلف معانيها، ليس بين فئات خاصة من المجتمع فحسب، بل بين جل المجتمع على حد سواء. وإذا كان ذلك لا يعني، بكل تأكيد، تمأسس الفردانية في الأحواز، فإنه يعني، بنفس الدرجة من التأكيد، زعزعة العقل الجماعي الأحوازي الذي كان يقدم الجماعة على الفرد على الدوام. إن الغالب في التاريخ الأحوازي القديم، شأنه شأن باقي المجتمعات العربية والمجتمع الفارسي وهي مجتمعات تسمى بالمجتمعات النامية من حيث المستوى الحضاري العام، هو فتور الفردية فيه، حيث كان الفرد لا يعني شيئا دون جماعته، بل لا يجد فاعلية له وتشخصا إلا إذا انتسب إلى جماعة هي تأويه وتجعله جزء منها[3].
وأبرز الساحات التي تبلور فيها جنوح الأحوازي نحو الفردانية هي الساحات التالية:
- الفردية الاقتصادية: ربما يتذكر جيدا أجيال الثمانينيات وقبلهم يتذكر أفضل الجيل السبعيني والستيني من ألاصدقاء، يتذكرون كلهم جيدا أن الوحدة الاقتصادية الأحوازية كانت الأسرة، إنْ لم تكن البيت أو الحمولة في العشيرة الواحدة حتى. ففي هذه الوحدة الجماعية لا يسمح للفرد العامل بادخار عائده دون حق الآخرين فيه، وعلى رأسهم الأب، تصرفا وبذلا أو حجبا. فهنا يكون العائد مخصصا للجميع كأنهم هم من حققه، فإذا كان الفرد يجنح في مثل هذه الحالات إلى التفرد بعائده فإنه كان يلقى طردا أو امتعاضا من جانب ذويه الأقربين، ما يجعله أمام خشية من خسارتهم إذا أصر على ذلك التفرد. لقد كانت الأسرة الأحوازية مسيطرة على الفرد، وهي تستحوذ على ماله، وفق التسلسل الهرمي الذي فيها، يكون الأب المدير الأول لتوزيع العائد، حيث كان يمكن له أن يخصص عائد الفرد إلى ابنه المعوز، أو إلى قريب له، أو أي تصرف آخر، بعيدا عن رضا صاحب العائد أو سخطه.
وإذا كانت هذه الحالة، سيطرة الأب على المال في الأسرة، وسيطرة أبناء العمام على العائد في حالات أخرى، إذا كان جاريا في بعض المدن والأمصار الأحوازية، تلك التي لم تزل مستحيلة في العالم القديم استحالة دون تغيير، فإن هذه الحالة تحولت أولا من كونها قيمة تدل على تقدير الجمع، ثم تحولت بعدها إلى رفض، رفض الكثير من الأفراد لها وتحبيذ التصرف بالعائد دون مشاركة الآخرين من الأقرباء. ويظهر هذا التصادم بين الالتزام بالمنطق المعاشي القديم والجنوح نحو الحديث، على شكل ذلك الخصام بين الإخوة في المجتمع الأحوازي أو الخصام بين الأقرباء، سببه امتناع الغني المكين، من إخوتهم أو أقربائهم في الحمولة والعشيرة، عن مساعدتهم ومنحهم أموال دون مقابل. إن هذه الحالة التي هي مصدر الكثير من الخصامات معروفة تماما بين أبناء المجتمع الأحوازي، وهي لا بد أن تُنسب إلى موضعها الصحيح وهو هذا التغيير الذي يحدث عند الانتقال من القديم إلى الحديث، في الحالة الاقتصادية هنا.
- الفردانية في القبيلة: إنه إذا كان نمط المعاش القديم قد تزعزع على مستوى زعزعته في نفوس الأفراد وانتزاعه عن قيمته، أي إنه لم يعد يُنظر له كقيمة، فإن ذلك سيعني حتما تعميم هذا الخروج من الجماعي إلى الفرداني على القبيلة بجميع حمولاتها أيضا. إن القبيلة في الأحواز، وفق جميع حمولاتها وقيمها وكيانها، في تناقض صارم مع الفردية الحديثة، ولذلك فإن أي جنوح نحو الفردانية سيعني التقابل معها، في كافة الأصعدة.
ويتجلى هذا الخروج من المنطق الجماعي القبلي في حالات مجتمعية عديدة منها: الاعتداد بالنفس بدل الاعتداد بالنسب والقبيلة أي تحكيم منطق الجدارة والمكتسبات الفردية بدلا عن مجرد اعتزاز بقبيلة تُعرف بقوة العزيمة أو تماسك الشكيمة؛ وتفضيل السكن في المدن والمناطق الأخرى بدلا عن تفضيل ربوع القبيلة و«عاصمتها» أو «عربها» أو«مركزها» أو «ثنياتها»[4]؛ وتقدم الانتماء الفردي على الجماعي القبلي بمعنى اجتناب الفرد من الالتزامات القبلية من دفع أموال وتقديم منعة ومشاركة في فزعة إلخ. وإذا ما أردنا سرد قائمة بهذه التجليات فتطول، بيد أن ملخصها كلها هو تصدع هذا الطغيان الجماعي في القبيلة على حساب الفردي.
- الفردانية والدين: ولعل العلاقة بين الدين والفردانية أكثر تعقيدا منها في القبيلة، إذ إن الدين بحمله وجوها عديدة وتأويلات متكاثرة لا يمسخ الفردية مسخها في القبيلة. ولكن أبرز تجليات التغيير في المجتمع الأحوازي، في علاقة الفرد بالدين، هو بروز نفور من الدين بنسخته الشيعية، خاصة إبان حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتصرفها بالمذهب الشيعي وجعله مطية يتستر على فشلها في شتى أصعدة، خاصة منها الساحة الاقتصادية، ما جعل الأفراد في الأحواز، كما هو الشأن في الحدود الإيرانية، يرون نتائج الحكم الديني وقد انعكست على سوء حياتهم[5]. ومن هذه النقطة بالتحديد تعرف الأحوازي على التأويلات الحديثة من حرية الضمير المشعرة بحرية الفرد في المعتقد، وتأويله تأويلا عالميا يخرج عن النسخة التقليدية للتشيع. خاصة أن التشيع في قالبه الإيراني/الفارسي يحمل في طياته وجوها ماورائية كبيرة تجعله ضعيفا أمام الانتقادات الوضعية التي لا تسلم بهذا الاتصال اليومي بعالم الغيب.
ولكن إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لشمال الأحواز، لكن العلاقة بين الفردي والديني في جنوب الأحواز هي على عكس ذلك إذ قابل النفور من المذهب الشيعي بتحفيز من فشل الدولة الدينية الشيعية الإيرانية، قابله نزوع نحو المذهب السني الغالب هناك، وتزامن النفور من التشيع وحكمه في إيران مع فهم المذهب السني على أنه يتفوق على التشيع. وعلى العموم فإن التجذر الديني في الجنوب الأحوازي يبدو أقوى من شمالها، ويعني هذا بصدد ما نحن عليه، وهو علاقة الفردي بالديني الجماعي، يعني ذلك أن الفردانية المنعتقة عن الدين الجانحة نحو حرية الضمير هي أضعف في الجنوب الأحوازي.
التغييرات الأسرية
لا شك أن التغييرات عندما تتجاوز من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي تتجلى بشكل أفضل وتُرصد بطريقة أوضح، كما أنها تكتسي أهمية أكبر لأن ذلك يتعلق بفئات أكبر، وبجمعية قد تكون ممثلة لنطاق قومي معين، فضلا عن أنها تلج مباشرة في صلب علم الاجتماع وميدان بحثه وغوره. وهذا هو الشأن بالنسبة للأسرة الأحوازية التي هي ركيزة المجتمع، وأولى الوحدات التي لها التأثير الآكد على الفرد والمجتمع كله معا. ولا شك أن الناظر لتطورات الأسرة في الأحواز يجد فيها من التغيير والتحولات ما لا يمكن غض الطرف عنه، وهي تغييرات جعلت الحديث مشروعا تماما عن دخول الأسرة هذه إلى مرحلة لا هي بالجديدة الحديثة، ولا هي بالقديمة السابقة، بل هي حالة بين حالتين.
وهذا التأرجح بين حالتين هو ما تم التأكيد عليه في هذه الدراسة في عدة مواضع تنبيها لعدم خلط الوضع الراهن من حياة المجتمع، حتى لا يتظنن المرء بأن الأحواز مجتمعا حديثا تخلص عن كثير من الموروث وشذراته المعوقة للتقدم ومواكبة الركب الحضاري العالمي. إن جميع هذه التغييرات، وهي هنا التغييرات الأسرية، تبقت في نطاق ذلك التأرجح، وهي مذبذبة فيما بينه، فمثلا عند ما نرصد على الأسرة الأحوازية أنها فقدت قداستها السابقة، أو أنها تحولت من وسعة النطاق إلى نطاق أضيق، لا يعني ذلك تغييرا بلغ مستوى القطيعة، بل هي حالة إذا كان لزاما علينا وضع اسم لها يمكن تسميتها حالة انتقالية قد تفضي لقطيعة أو قد تشهد انتكاصا إلى الدبر كما حدث في كثير من الحالات في المجتمع الأحوازي والمجتمعات المماثلة، انتكاصة تتمثل بعودة الماضي بقوة.
ويمكن رصد أبرز التغييرات في الأسرة الأحوازية في النقاط التالية:
- السؤال عن قداسة الأسرة: لا تزال هذه النظرة قوية جدا تجاه الأسرة في الأحواز، حيث ما من أحوازي إلا ينظر للأسرة، أو تشكيلها بنظرة قدسية رومنسية، وهذا ما جعلنا نتردد في عدِّ هذا الأمر من تجليات التغييرات الأسرية في الأحواز، لأنه حافظ على جانب كبير من تأثيره وسريانه، ولذلك وضعنا العنوان: السؤال عن قداسة الأسرة. ولكن مع تمتع النظرة القدسية نحو الأسرة بالدوام والتأثير، لم تعد فئات من الأفراد تنظر النظرة نفسها تجاهها، وباتت أسئلة تطفح عن نجاعة الأسرة، أو الحياة الجماعية التي فيها، والسبب في تقديم التضحية المستمرة من أجلها. ولعل هذا السؤال أخذ يتعاظم في السنين الأخيرة وما فيها من تكلفة باهضة اقتصاديا لتشكيل الأسرة، نتيجة التردي الاقتصادي الخانق في النظام الإيراني الراهن، حتى أخذ ذلك ينعكس على تفضيل الحياة العزوبية مثلما سنرى في موضعه.
ولكن إذا كانت القداسة هذه سارية نظريا وهي متمكنة في نفوس غالبية الأفراد في الأحواز، بيد أن هناك مظاهر استفحلت في الأسرة الأحوازية تمكننا، من زاوية نظر اجتماعية، وضعها في مدرج النيل من قداسة الأسرة، أبرزها هي أولا زيادة الطلاق: يسجل الأحواز حالات مرتفعة من الطلاق، وفشل الزواج بين المتزوجين لأسباب كثيرة. وإذا كان ذلك مستوى متدنيا بالمقارنة مع المجتمع الإيراني حسب احصائيات نظام الاحتلال الإيراني، فإنه من زاوية نظر أحوازية مستوى مرتفعا بالمقارنة مع القديم. إن المجتمع الأحوازي القديم نادرا ما كان يشهد حالة انفصال وطلاق، وكان الطلاق يعني للمرأة مسبة وعارا، وللمتزوج خسارة، (وإنْ بنسبة أقل بكثير لأنه رجل لا يعيبه شيء في مجتمع أبوي). وثانيا إقامة علاقات خارج نطاق الزواج: وهي ظاهرة تكررت بعد القدوم إلى المدينة، وهي من أكبر الكبائر بعيون الفرد الأحوازي الرجل، والثقافة الرجولية الأبوية التي تختصر قيمة المرأة في تجنبها من الغريزة الجنسية. ومن دون شرح معنى الشرف في المجتمع العربي وقداسته وهو أمر معروف، فإن وقوع علاقات خارج الزواج بين أفراد الأسرة يعني تخفيف حدة النظرة القدسية لها كما كان قديما. ولعل الأمر الذي يعد مباشرة نيلا من قداسة الأسرة في المجتمع الأحوازي، الذي يشهد تغييرات نحن نشير لها هنا، هو ما يسمى بـ«الخيانة» الزوجية: ولأن هذه الظاهرة غير قابلة للرصد بقلم الاحصائيات، حيث لا وجود لاحصائيات تفيد بحجم وجود علاقات للمتزوجين مع غير أزواجهم، أي ما يعرف اختصارا «الخيانة» الزوجية، فإن الانطباعات المجتمعية تفيد بتكرار مثل هذه الحالات أكثر من السابق، ربما لشدة الاحتكاك وكثافته، أو لفشل آلية الزواج التقليدي، الذي يسجل تكرارا لمثل هذه الحالات، وهي تقع فيه. ذلك الزواج الذي يتم دون وجود معرفة بين الزوجين من قبل. إن ما يخصنا هنا ليس أسباب وقوع مثل هذه الحالة بل هو تكرارها أو وجودها الذي يعني ضعف النظرة القدسية تجاه الأسرة. وختاما تشهد الأحواز في طورها الراهن حالات من تفضيل حياة العزوبة بين فئات قليلة، كما أشرنا، يمكن وصف جنوحها هذا «تحررا» من قدسية الأسرة في نهاية التحليل.
- من الأسرة الجماعية إلى الأسرة النووية: كانت الأسرة قديما تعني في عيون المنضوين تحتها كيانا مقدسا تذوب فيه الفردية، ويحكمها منطق التفاني في سبيل الجمع، مثلما كانت الأسرة كبيرة تشمل الأب وأبناءه وأحفاده وأبناء أحفاده، كلهم يشكلون أسرة واحدة واقعا لا مجازا، فهم يشعرون في ذواتهم كيانا ينتمي إلى منبت واحد، يسكنون في بيت واحد، فيه غرفا كثيرة تضم الأبناء وزوجاتهم وأبناءهم والعمات والعمام معا. وهكذا كانت الأسرة الأحوازية، تبلغ أفرادا كثيرين، يحكمهم الأب أو الجد الذي خلفّ أبناء صار لهم بنين وبنات وأزواج، مصير كلهم رهنا بيد المنبت الأول، لما له من تجلة ووقار، يتحكم بعوائدهم وبمن يتزوجون، مثلما كان هو من يختار لهم الأسماء.
على أن الأسرة اليوم في الأحواز هي على غير ذلك بكل وضوح، أولا من حيث العدد: حيث لم تعد كما كانت تضم أعدادا كبيرة، منهم أبناء العمومة والجد والجدة؛ بل يجنح كثير من الأبناء بعد الزواج إلى الاستقلال والحياة في بيوت تخصهم. وهنا تجدر الإشارة إلى ظاهرة «العِزَال» الذي كان يشكل محك لصفاء تربية الإبن ووفاءه وحبه لوالديه، إذ إنه كان بمثابة طامة تقع على الأسرة القديمة، وكانت أولى دلالاته هو خبث الزوجة لأنها عَزَلَت بزوجها عن أبويه. ولكن هذا الأمر لم يعد اليوم كما كان في الأحواز قديما إلا بين الأسر القديمة السلوك؛ ثانيا: من حيث شدة الانتماء، أو ما يسميه الأحوازي المَحَنَّة أو «الرِجَّهْ» وهي تعني صلة الرحم والدوام عليها، وقد ضعفت في السنوات الأخيرة بين الأسر وبات اللقاء بين أفراد الأسرة الواحدة لا يتم إلا أسبوعيا في أحسن الأحوال أو في بعض المناسبات. وهذا يعد تطاولا على واجبات الأسرة من ضرورة المواظبة اليومية أو الأسبوعية على اللقاء بين الأقرباء.
- الزواج بالفرس: ولعل أكبر التغييرات في الأسرة الأحوازية، التي لا يمكن حصرها في الحيز الأسري فقط لما لها من امتدادات مجتمعية كبيرة فضلا عن تأثيراتها القومية الحضارية العظيمة، هي جنوح أعداد من الأسر الأحوازية بأفرادها نحو الزواج من الفرس. وينعكس ذلك كثيرا على الأبناء المولودين من هذا الزواج مباشرة حيث عادة ما تكون لغتهم هي الفارسية، بالتزامن مع نبذ العربية. وعلى عكس المجتمع القديم الذي كان يقيم الزواج مع غير العربيات، وبالتحديد الفرس، عارا ومسبة، فإن التغييرات الأخيرة في الأحواز جعلت ذلك يتخلص من كونه عارا، ويتحول إلى خيار ما زالت الكثير من الأسر والأفراد يرفضونه إلى جانب قبول كثيرين به. ومهما يكن من أمر فإن أبرز التغيير في الزواج بالفارسيات هو تحول مثل هذا الزواج من كونه عارا وفق التصنيف القديم إلى خيار إلى جانب الخيارات.
- تعدد الزوجات: كانت الأسر القديمة، في نسبة كبيرة منها، تتكون من رجل وعدة زوجات يشاركنه بالوقت نفسه كزوج لهن، منه يجنبن الأبناء فتحوطهم الأمهات لكل منها ما يختص منهم يعيشون في بيت واحد يديره الرجل بصرامة ورجولة. ولكن الأسر الأحوازية اليوم تجاوزت هذا الواقع بمراحل كبيرة، حتى يمكن عد الزواج من عدة نساء أمرا شاذا ونادرا لا يحدث إلا قليلا في قرى نائية. ومن هنا باتت الأسر لا تسمح لبناتها بالزواج من رجل له زوجة سابقا. وبالرغم من جواز الشارع الإسلامي بذلك إلا أن القيم الأسرية الراهنة الأحوازية تقبح من ذلك، خاصة لدى الأسر التي لها قدمة في المدنية، إلى جانب الفئات المدنية الأخرى. وقد يكون مرد ذلك، كما يشرح العالم الاجتماعي الشهير أنتوني غيدنز، من تحول مفهوم الزواج وتبلور مفهوم اسمه الحب: يقول خلافا للزواج وفق النمط القديم الذي كان يتم دون علم الزوج، عبر اختيار الآباء والكبار، بدافع من الحفاظ على الميراث وتأمين القوى العاملة، فإن الدخول إلى الحياة المدنية أفرغ ذلك الغالب من مضمونه، وقضى على الحافز ذاك، مما جعل الحاجة ماسة في المدن إلى حافز للزواج جديد كان هو الحب. ومن هنا بات الحب يؤدي الوظيفة ذاتها من التحفيز على الزواج التي كان العالم القديم يقدمها على شكل التوارث والحفاظ على الأعقاب وتأمين القوى العاملة والرادعة[6].
- الفصلية: وإذا كان المجتمع الأحوازي أسريا أخذ يقبح تعدد الزوجات، فإنه بالمثل بات يقبح ظاهرة كانت مستفحلة قديما هي الفصلية. والفصلية بقول وجيز هي منح بنتا فدية لفض النزاع. وقبل البحث وراء الأسباب التي جعلت ظاهرة الفصلية آيلة للزوال، لا بد من الإشارة إلى تعاظم استعداد الشعب الأحوازي للتخلي عن هذه الظاهرة، ونفوره منها، والنظر لها بالنبذ والرفض. ومن أبرز أسباب هذا الرفض هو، بموضوعية ونقد مبرر، توفر أسباب لفض النزاع أكثر نجاعة ونافذية من آلية دفع البنات فدية، فربما لو كانت آلية الفصلية على نافذيتها السابقة ونجاعتها الأولى لكانت قد استمرت إلى اليوم في المجتمع الأحوازي الذي يغلب عليه الطابع الرجولي.
- ذوبان ظاهرة فرض الزواج على البنات: ولعل الوضع الأسري قديما وحديثا، في المجتمع الأحوازي، قاد البحث إلى هذا التطرق الحثيث لوضع المرأة فيه، يدل على تدني مكانتها قديما، ووجود بعض حالات قد تدل على تحسن ظروفها حاضرا. فخلافا للأسرة الأحوازية القديمة التي لم تكن تترك خيرة للبنت في اختيار الزوج، فإن الوضع الراهن يشهد ترك حيز لها لاختيار زوجها. وهذا الاختيار يخفي في مطاويه أمورا لا بد من إجلاءها: أولا هو ما يتعلق بطبيعة هذا الاختيار أصلا: فهنا الخيار على صنفين: صنف تقوم به البنت بقبول أو رفض ما يسمح الأب بتقدمه للخطوبة، وصنف تدعو البنت أهلها لقبول خطيب يتقدم إليها. وهنا عادة ما تضطر البنت إلى تقديم ذلك الخطيب على هيأة ملطفة تصرح فيه، على سبيل المثال لا الحصر، بأنه خطيب تعرف عليها عن طريق صداقة بينها وبين أخته. وهذا يفيد بالأمر الثاني الذي يظهر رفض الأسرة الأحوازية، رفضا يكاد يكون عاما، لوجود أية علاقات للبنت قبل الزواج أو خارج نطاق الزواج. وثالثا يتبق البت الأخير في قضية زواج البنت للأهل قانونيا وعرفا. فالقانون الإسلامي لا يصادق على الزواج إلا بعد موافقة القيم، الأب عادة، عليه، فضلا عن أن العرف يحتم على المتقدم للزواج أن «يأتي البيوت من أبوابها».
- النهوة: وهي ظاهرة/آلية تدل على مكانة المرأة في المجتمع الأحوازي أولا، والتغيير الذي جرى عليه ثانيا. فبموجب هذه الآلية يناط زواج البنت برضا غير المحرم من أبناء عمومتها الأقرب فالأقرب، حيث إن نهي ابن العم أو ابن عم الأب أو القريب من بنت بعد هؤلاء، في حالة تقدم من هو أبعد منهم نسبا، يعني منع الزواج، إذ المضي فيه سيعني القضاء على العلاقات القبلية بين البيت الواحد، ووقوع مخاصمات لم يكن العربي الأحوازي في المجتمع القديم مستعدا للمخاطرة فيها أو التضخية بها من أجل بنت، إذ هي أدنى قيمة من جعلها شيئا له يُنبذ الترابط القبلي. ومن هنا جاء ذلك التركيب المعبر «الخاطر مَرَهْ»: سوّف بعمامه، أو من أجل إمراءة خاصم حمولته، أو من أجل إمراءة تباعد عن أخيه إلخ. وخلافا لكل ذلك لم يعد جل المجتمع الأحوازي في الوضع الراهن يقبل بذلك، كما لم يعد الناهين يرقبون في المضي في ذلك. ومن أسباب ذلك قد يكون أمرين: أولا توفر البديل في عالم الاختلاط اليوم، إذ عادة ما يكون البديل لبنات العم كثير وربما أفضل حسب مقدار الجمال من وجهة نظره، وثانيا لأن ذلك النهي قد يفضي بالأب إلى تقديم شكوى في المحاكم الإيرانية تجرم الناهي. وإذا كانت النهوة قد اضمحلت إلى حدود كبيرة، ولكن ظل في العقل الأحوازي متسرخا أن ابن العم هو الأولى لبنت العم، وظل الكثير من الأباء الأحوازيين يتمنون، على مستوى الأمنية التي يتم التعبير عنها، أنْ ليت الإبن يتزوج من بنت عمه.
- قتل الشرف: انقسمت آراء الباحثين في علم الاجتماع الأحوازيين حول هذه الظاهرة إلى اثنتين، منهم من قال إن ظاهرة قتل الشرف لم تكن موجودة بكثرة في المجتمع القديم، كما هي اليوم؛ ومنهم من قال إنها من رسوبات المجتمع القديم التي تبقت إلى اليوم هذا. ولكل منهما حججهم واستشهاداتهم ننقلها هنا:
إن تتبع التعامل القديم مع من تأتي بـ«فاحشة»، بكرا خاصة، كان هو الستر، وترك الأمر في نطاق توبيخ على شكل ضرب مبرح لها من قبل الأب، وإخفاء ذلك ليس عن الأقرباء فحسب بل وعن الإخوة أيضا. على أن تعامل الأمهات كان يختلف إذ لو علمن هن فيتم اخفا الأمر عن الأب وتهديد البنت بإخبار الأب إنْ لم تركت العشيق هي؛ وعادة ما يكون خيارها هو الأول. ثم إن المجتمع القديم المفتوح لم يكن يسمح بوجود علاقات سرية لأنها سرعان ما تكشف؛ بالإضافة إلى أن وقوع حب بين شخصين كان سريعا ما يؤدي إلى الزواج. ثم إن الزواج كان يتم مبكرا فلم يكن يسمح للشخص بأن يحب، ثم إن الحب هذا لم يكن منتشرا كما كان سابقا حتى تُخلق زوبعة من أجله يقدم فيها الفرد على قتل قريبه. وإلى جانب كل ذلك فإن الكثير من الأخبار والمشاهدات تثبت أن الزواج من «زانية» كان أمرا مقبولا في المجتمع الريفي الأحوازي، وأن إتيان محصنة بعلاقات مع غير زوجها كان يفضي لطلاقها وليس قتلها، ثم ذهاب هذه لأهلها بإنتظار من يأتي لزواجها مرة أخرى أو إتيان عشيقها لها.
أما الطرف الآخر ممن يرى هذه الظاهرة من رسوبات المجتمع القديم فيقول إن هذا التعصب أساسا هو صنيعة المجتمعات القديمة، لا ينتمي إلى عالم حديث، فيه علاقات عديدة ومتشعبة واختلاط كبير بين الجنسين. ثم إنه حصيلة عادة العار التي هي من عادات المجتمع القديم، إذ كان يقدم الفرد خشية العار ووصمه به على غسل الشرف وتطهيره بالقتل. ثم إن قداسة النسب في المجتمع القديم، وخشية تلوثه، كان عادة ما يأتي بذلك الإقدام، بالإضافة إلى أن المجتمع ذلك كان يسمح بمثل هذه الخطوات دون عقاب من المحاكم والأعراف، خلافا للمجتمع الجديد، ما يعني إتاحة الشروط المادية التي تسمح بمثل ذاك الفعل ومن ثم المضي به والحفاظ عليه. إن ما جعل هذه الظاهرة تبدو كثيرة في المجتمع الراهن هو تسليط الضوء عليها إعلاميا على عكس التخفي عليها سابقا، مما جعل أنصار الرأي الأول يتوهمون كثرتها في الوضع الراهن وقلتها سابقا.
- عمل المرأة: وفي معرض إطالة الكلام عن المرأة في الأسرة الأحوازية لا بد من التطرق إلى ذلك التغيير المتجلي بعمل المرأة الأحوازية خارج نطاق البيت: وهنا العمل على صنفين: عمل باعثه الفقر مما حدى بربات البيت ممن تم أسر أزواجهن أو قتله نتيجة نزاع قبلي أو نحو ذلك، حدى بهن إلى العمل خارج البيت؛ وهو عمل أكثر ما ظهر على شكل «البساطه»؛ ظاهرة تقوم ربات البيت فيها بافتراش الأرض على الشوارع العامة لعرض أبسط الحاجيات للبيع. وعادة ما تكون هذه الظاهرة في الأحياء الفارسية في المستوطنات تقوم العربيات فيها بعرض البضاعة ابتغاء بيعها عطفا من المارة. أما العمل الآخر فهو يتعلق بفئات وسطى عربية تقوم النسوة فيها بشغل أعمال نظير التعليم والطب ونحو ذلك. وهذه ظاهرة تجعل الأسرة الأحوازية، ممن تشهد عمل طرفي الزواج، تسجل تكافؤا بينهما ما من شأنه تذويب الثقافة الأبوية من وجه، والميول نحو مساواة الجنسين من وجه آخر، وإنْ على حد استقلال نسبي للمرأة اقتصاديا. على أن الاحصائيات الإيرانية تشير إلى ارتفاع نسبة الطلاق بين المتزوجين العاملين مقارنة بالأسر التي يعولها الزوج.
- تمتع المرأة الأحوازية بالدراسة: ولنختم بشأن المرأة بهذه الظاهرة الشاملة التي جعلت البنات في الأحواز يتمتعن بمستوى دراسي جامعي عال؛ وقد ساعد مكانة العلم في المجتمع العربي، مكانة تقدس العلم وتجله[7]، ليس على سماح المجتمع الأبوي الأحوازي بدراسة البنات، بل جعلهم من المحفزين لها. وفي هذا الصدد فإن أكبر التغييرات الصغيرة لكنها الخطيرة، التي يشهدها المجتمع العربي الأحوازي اليوم هو نشوء فئات من النسوة على ثقافة عصرية أخذن يبلغن لاتجهات حديثة من نسوية وقومية إلخ. ومهما يكن من تقييم الدور النسوي في الأحواز فإن أبرز تبعات تثقيف المرأة الأحوازية هي ميلاد أسر أحوازية تمتلك ثقافة عصرية، تضع حدا لإعادة إنتاج المجتمع القديم، عبر التنشأة الأسرية التي تقوم بها الأمات.
- الإدمان: وتشهد الأسرة الأحوازية في الفترات الأخيرة، خاصة بعد الحرب الإيرانية ضد العراق، انتشار ظاهرة الإدمان بين أبناء الأسر. وإذا كانت هذه الظاهرة في فترة التسعينيات مختصرة على أبناء الميسورين في المدن، فإن إدارة تجارة المخدرات من قبل الحرس الثوري الإيراني، جعلت ظاهرة الإدمان في الأحواز تمتد إلى الأرياف والقرى، ليسجل المجتمع الأحوازي ظاهرة قاضية تبعاتها لا تشمل الأفراد فحسب، بل تنعكس على حياة الأسرة معنويا وماديا. فمن حيث الجانب المعنوي تتشوه سمعة الأسرة التي فيها مدمنا، حتى تتجنب باقي الأسر الزواج والعلاقة مع أسرة فيها الأب مدمنا أو الإبن يتعاطى المخدرات أو الكحول. أما ماديا فإن الإدمان عادة ما يتزامن مع ترك العمل، أو إهدار المدخرات الخاصة بالأسرة، ما ينعكس فقرا مدقعا على الأبناء، يضطرهم إلى سلوك شاذ قد يتجلى بالدعارة بين البنات والإجرام بين الأبناء.
ولا نريد هنا تعديد التبعات الناتجة عن الإدمان فهي قد تكون متشابهة في الكثير من المجتمعات، بيد أن ما نريد اللفت إليه هو ذلك التفشي الكبير لها، تزامنا مع تردي الأوضاع الاقتصادية: فبينما تعصف بالأحواز، كما هو الشأن بالنسبة للمجتمع الإيراني المحتل، أزمة اقتصادية متفاقمة، تعاظم من جهة أخرى تعاطي المخدرات. وإذا كان ذلك التعاطي في العقود الأخيرة انحسر بين الفئات المراهقة، سجل الوضع الراهن إقبال فئات من المكتهلين على الإدمان وتعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية.
الاستنتاج
تناولت الدراسة هذه أبرز التغييرات التي حدثت في المجتمع الأحوازي، من زاوية نظر مجتمعية، سواء تلك التغييرات التي تتعلق بالجانب الفردي، أو تلك المتعقلة بالجانب الأسري. ولا يعني تناول هذه التغييرات انعدام إمكانية رصد تغييرات أخرى، بل إنما يعني اختيار جانب من التغييرات، فرديا وأسريا، قدرناها أنها الأبرز.
أما فيما يتعلق بالتغييرات المجتمعية التي حدثت في المجتمع الأحوازي طيلة العقود الأخيرة، فهي دراسة تعقب هذه مباشرة.
عبدالله التميمي
مصادر:
[1] . سنأتي بالكلام عن التغييرات المجتمعية، في المجتمع الأحوازي، في دراسة تتبع هذه الدراسة، رعاية منا في معهد الحوار لعدم تجاوز حجم الدراسات مقدارا يجعل القارئ يملها.
[2] . لويس دومان، مقالات في الفردانية: منظور أنثروبولوجي للأيدلوجيا الحديثة، ترجمة بدر الدين عردوكي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت2006.
[3] . راجع مثلا: عبدالله الميساني، انطباعات عن الشخصية الأحوازية.
[4] . هذه أسماء تطلقها القبيلة في الأحواز على المناطق التي تسكنها، وهي مناطق تعد حدودها.
[5] . عبدالكريم سروش، فربه تر از ايدئولوزي، بخش شوم، انتشارات صراط، تهران1388.
[6] . أنتوني غدنز، علم الاجتماع، ترجمة فائز الصياغ، المنطمة العربية للترجمة، بيروت 2005.
[7] . فرانتس روزنتال، العلم في تجل: مفهوم العلم في الإسلام في القرون الوسطى، يحيى القعقاع وإخلاص القنانوة، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت2019.