مقدمة
الهوية هي عبارة عن مجموعة من الخصائص والمكونات الأساسية الاجتماعية، والثقافية، والنفسية، والفلسفية، والبيئية والتاريخية المتماثلة، وهو ما ينطوي على التأكيد التعبيري والنفسي لطبيعة أو جوهر المجموعة، مما ينعكس ضمنًا على وحدة أو تشابه أعضائها مع بعضهم البعض وما يحقق التمييز للأفراد المنتمين إليها عن المجموعات الأخرى في حقبة زمانية ومكانية محددة وبشكل واضح يحصل ذلك عن طريق الوعي.
يتألف الإنسان من ثلاث هويات: الهوية الشخصية، والهوية الصنفية، والهوية الباطنية.
مفهوم الهوية الأولى هو فهم الأصل المادي للإنسان؛ الأب والأم والأصل والنسب والمناخ والماء والتربة والضوء والمدينة والجيران، وكل هذه الأجزاء الأساسية من الحياة تساهم في بناء الهوية الأولى. وأما، الهوية الثانية فهي الهوية الفكرية والثقافية التي نعرف من خلالها الإطار الفكري والأيديولوجية والتي استقيناها من النظام التعليمي والمباني العقائدية. والهوية الثالثة هي هوية داخلية أو باطنية؛ عند التعرف على هذه الهوية، يجب علينا أيضًا معرفة مركز نشأتها. عادة، لا ينتمي الأفراد والمجموعات الاجتماعية بالضرورة إلى هوية واحدة ويمكن أن يقبلوا هويات مختلفة. مثل الهوية العرقية والهوية الدينية والهوية اللغوية والهوية الوطنية والهوية الجنسانية والهوية المتعلقة بالمجموعات المهنية.
لذلك، تصنف “الهويات المزدوجة” أبرز عائق وإحدى أهم مشكلات الهوية، لكن علينا أن نحاول إيجاد طريقة لمعرفة أوجه التشابه بين هوية المجموعات المختلفة، والجدير بالذكر أن الميزة في الحوار والنقاش حول الهوية هو أنه يمكن للمرء الحصول أو العثور على أوجه التشابه بين عدة هويات مختلفة ويستخرج هوية جامعة تضم جميع الهويات المزدوجة للمجتمع.
الهوية حاجة لا يمكن التخلي عنها
يتميز كل فرد بهوية خاصة والتي تميزه عن غيره، كما يحاول الفرد التعرف على نفسه واكتشاف ذاته من خلالها، في الوقت نفسه، يسعى الفرد أن يكون شخصًا مميزًا من خلال هذه الهوية، ومن أجل تحقيق هذا الغرض، يحاول أن يرتبط بشخص أو مجموعة من الأشخاص الرصان والمتميزين نسبياً، أو يسعى الحصول على تشابهات ووجه اشتراك معهم وذلك بهدف التمتع بميزة وماهوية أولئك الأشخاص في هذه المجموعات. إذن ممكن القول إن الهوية تمنح الشخص شعورًا عميقًا وقيمًا ومقبولًا، وتساعد على انتمائه إلى مجموعة أخرى تملأ فراغه ووحدته.
الأحواز، عربستان، الأهواز، شوشان، شوش وعيلام، أسماء متناوبة على مر التاريخ أطلقت على أرض الأحواز. تقسمت أرض الأحواز بعد احتلال ثلاث مقاطعات جرون (هرمزكان)، بوشهر وشمال الأحواز (خوزستان بالإضافة إلى موسيان أي جنوب إيلام).
في هذه الدراسة يركز الكاتب على القسم الشمالي من إقليم الأحواز والذي يطلق عليه النظام الفارسي تسمية “خوزستان”، أي الحاضنة التاريخية لحضارة عيلام ويتبنى البحث الحديث حول ماهوية وحقيقة الترابط البشري بين كل من العرب مواطني هذا الإقليم من جهة والحضارة العيلامية والإنسان العيلامي من جهة أخرى في مرور الزمان.
محافظة شمال الأحواز (خوزستان)
وأما “خوزستان” فهو جزء صغير من أرض الأحواز، أرض ممتدة تبدأ من محافظة إيلام وتنتهي عند حدود محافظة هرمزكان، بالإضافة إلى منطقة جبيلات والتي لايزال يسكنها العرب (عرب الجبل أو عرب كمري) وصولا إلى منطقة البيضا (سبيد رود) في محافظة فارس.
ينسب بعض الناس اسم “خوزستان”، والتي كانت شائعة الاستخدام في العهد البهلوي، إلى الخوز أي أقلية من الشعب الأحوازي سكنت أجزاء من قنطيرة (دزفول)، أرجان (بهبهان) وتستر (شوشتر)، وقد أشار إلى هذه التسمية بعض من السياح والكتاب الرحالة في القرون الأولى من الإسلام.
البعض يعتبر اللغة الخوزية لغة قديمة وغير مفهومة، بينما في الواقع، الخوزيون هم عبارة عن المندائيين ومجموعة من يهود الأحواز يقطنون في مدينة القنيطرة، وأرجان وتستر أو يمكن أن يكونوا من العائلة المندائية التي عرفت باسم الخوزية أو الخوزانية، وبعضهم لايزال يعيش في بلاد الأحواز حتى وقتنا هذا.
جدير بالذكر أن المندائيين ينتسبون إلى العرق السامي ومن القبائل الآرامية، ومن الناحية العرقية ينحدرون مع العرب من عرق واحد ويعتبرون هؤلاء من أقدم سكان قنيطرة (دزفول)، وتستر (شوشتر)، وأرجان (بهبهان)، رامز، والمحمرة، والخفاجية وغيرها من مدن شمال الأحواز وقد عاشوا في هذه الأرض منذ آلاف السنين إلى جانب اليهود والمسيحيين والمسلمين.
الجدير بالذكر، أن ديانة المندائيين واليهود في الأحواز كانت قد أغلقت أبوابها أمام الآخرين وكان يرفضون أو على أقل التقدير ما كانوا يشجعون الآخرين على اعتناق دياناتهم. ولذلك، لم يكن لأي من الأقوام غير الآراميين الحق في اعتناق هذا الدين، وأنه يلزم لمن يريد الدخول في اليهودية أن يكون من أب وأم يهوديين ومن سلالة يهودية الأصل حتى يتمكن من الدخول فيها، وتنطبق هذه القاعدة على المندائيين أيضًا.
سياسة محو الهوية العربية في الأحواز
احتفظ العرب في منطقة الأحواز حتى قبيل الحكم البهلوي، بالهوية العربية والإسلامية تحت سيادة حكومات ودول عربية مثل: المشعشعیين، بني أسد، الكعبيين، القواسم، مرازیق، آل علي، عبادلة، حمادلة وغيرها من الإمارات العربية، وقد دعم روساء هذه الحكومات والإمارات الهوية العربية والإسلامية؛ حيث أسس “السادات المشعشيين” في الحويزة والخفاجية مدارس دينية باللغة العربية، وفي عهد الأمير “خزعل” وطيلة حياته استمرت المدارس “الخزعلية” في تدريس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية واللغة الإنجليزية؛ وعند احتلال إمارة المحمرة وإلقاء القبض على الأمير “خزعل” حاكم آخر إمارة من إمارات الأحواز على الساحل الشرقي للخليج العربي، صدرت أوامر بإغلاق أبواب هذه المدارس وإلزام العرب في الإقليم بمعية المكونات الأحوازية الصغيرة الأخرى كالمندائين وغيرهم على تعلم اللغة الفارسية والدراسة في المدارس البهلوية؛ وكان البرنامج الأساسي للنظام البهلوي في المدارس قد استهدف هوية الأحوازيين وسعى جاهدًا إلى محوها والقضاء عليها.
وتعتبر الخطوة الثانية في طريق تدمير هذه الهوية، إلزام الإنسان العربي والمكونات الأحوازية الأخرى بتغيير الزي العربي الدارج آنذاك وارتداء الملابس الغربية، أي القبعات والملابس البهلوية، حيث كان الزي العربي رائجًا بين أوساط الشعب الأحوازي بكل أطيافه ومكوناته.
ومن الممارسات الأخرى للقضاء على الهوية الأحوازية، تغيير أسماء المدن والأحياء إلى أسماء فارسية. وفي نهاية المطاف، انصب جُلُّ اهتمام النظام البهلوي في قطع علاقة العرب الأحوازيين بدول الجوار العربية.
كما يمكن أن نذكر سياسة تهجير عرب الأحواز كواحدة من ضمن الممارسات الأخرى في هذه الحقبة، والتي أعقبها حملة دعائية موسعة في المدارس وبعض الأماكن العامة من أجل إقناع العرب بأن غالبية القبائل العربية في الأحواز هم مهاجرون من الأراضي العربية المحيطة أو اليمن، دخلوا إلى البلاد في العقود الأخيرة. وبذل العديد من كتاب البلاط أو بعض الشخصيات، مثل أحمد كسروي، جهداً كبيراً لإثبات هذه الوقائع الزائفة.
وذهبت سياسة محو الهوية الأحوازية إلى حد إصدار ألقاب مهينة ومذلة عند إثبات شهادة ميلاد المواطن الأحوازي ويهدف النظام من خلالها للقضاء على الهوية الأحوازية.
ويذكر من ضمن الممارسات الأخرى ضد شعب الأحواز إعادة تسمية المدن والقرى والشوارع بأسماء غير عربية وغير أحوازية، بالإضافة إلى تبني سياسة النفي والتهجير القسري للناس ونقلهم إلى محافظات أخرى، وتنفيذ الإعدام في حق عدد كبير من المشايخ والشخصيات الوطنية.
لكن على مر السنين، منذ العصر البهلوي إلى يومنا هذا، احتفظ مواطنو إقليم الأحواز العرب، إلى جانب إخوانهم الصابئة بالهوية الأحوازية أكثر من غيرهم من الأقليات الصغيرة، مثل عرب خمسة والأقليات الشوشترية والدزفولية والأرجانية.
الهوية التاريخية ولأحوازيون العرب
الحفريات التي قام بها علماء الآثار الغربيون في مدينة سوس- شمال الأحواز- أكدت تواجد سكان ساميين وخصوصًا العرب منذ آلاف السنين أي قبل ميلاد السيد المسيح في هذه الأرض. من بين تلك الأطروحات والتصاميم المتبقية والتي تم العثور عليها في سوسة منذ ستة آلاف سنة، تثبت وجود القطع الأثرية مرسومًا عليها تصاميم الكوفية العربية في تلك الفترة. (أمية، 2011).
يرى المشاهد في كتب الآثار القديمة الكثير من صور المنحوتات التي ترتدي الزي العربي، مثل البشت “المشلح- العباءة”، الدشداشة والعقال، والتي تعتبر دلالة واضحة على وجود الترابط الثقافي والحضاري بين الحضارة العيلامية والعرب منذ العصور القديمة. (هينتس، 2013)
أيضًا، فيما يتعلق باللغة العيلامية، وعلى الرغم من وجود العديد من النظريات المتناقضة حولها، لكن ما أتى في كتب التأريخ يُظهر وجود كلمات سامية في هذه اللغة، مثل كلمة “تميم أو تميمة” أي الخير والبركة، والتي تطلق اليوم هذه التسمية على واحدة من أقدم القبائل في أرض الأحواز، وقد كثر ذكرها في صدر الفتح الإسلامي، وكان يطلق عليهم تسمية “بني العم” آنذاك، وكانوا يعرفون باسم تميم الأهواز قبل الإسلام. (ماجد زادة، 2008)
على سبيل المثال، كلمة “زينة” هي كلمة أخرى من الكلمات السامية التي يمكن ملاحظتها في اللغة العيلامية، وهي تعني السيدة أو المرأة، ولا تزال هذه الكلمة مستخدمة بين عرب الأحواز بمعنى السيدة النجيبة والحسناء. وكذلك الكثير من الكلمات مثل: هتو، تیتو، أوتو، شولجي أو شولكي، شولي، هندل، شول، مشول، هلثة، صریم، مشحوف، سوسا، شوشان، سوسة، والعديد من المفردات التي لا تزال شائعة بين عرب هذا الإقليم منذ آلاف السنين.
تُعتبر لكنات بعض الأقليات مثل الأقلية الشوشترية (سكان مدينة تستر من غير العرب) والأقلية البهبهانية (السكان غير العرب في مدينة آرجان) والأقلية الدزفولية (السكان غير العرب في القنيطرة) بأنها منحدرة من اللغة العيلامية، وهذا الزعم لم يتم تأكيده علميًا ويبقى مجرد فرضية. من ناحية أخرى، فإن وفرة الكلمات العربية في هذه اللهجة هي تأكيد آخر ربما تدل على أن لغة هؤلاء كانت العربية، أو ربما تأثروا بمعايشة العرب في هذا الإقليم. الشيء الجدير بالملاحظة هو شيوع العديد من الحروف الحلقية في لهجات أهالي هذه المدن الثلاث، والتي لا تزال تنطق بغلظة شديدة.
بناء على المفردات العيلامية في الكتب التاريخية، وكذلك بناء على نظريات “والتر هنتس” في معجم اللغة العيلامية، فإن لهجات الأقليات الموجودة في الأحواز (الشوشترية، الدزفولية، البهبهانية) لا تتطابق مع اللغة العيلامية. على الرغم من أن ربما هذه الأقليات قد تكون أسلاف اليهود أو الصابئة في إقليم الأحواز، ولا يمكن التشكيك في أصولهم العيلامية، وهذا أمر غير قابل للنقاش، ولكن بالنظر إلى أن العيلاميين كانوا يهودًا أو صابئين في القديم، فإن كفة هذه الفرضيات ترجح على الكفة الأخرى والتي تعتبر هؤلاء من الأصول الفارسية والآرية، وبالأخذ في الاعتبار بأن العيلاميين هم من العرق السامي، عندئذ لا يمكنهم أن يكونوا عيلاميين وآريين في نفس الوقت، وهذه نظرية غير مقبولة.
وهناك نقطة أخرى، وهي أن الأكثرية العربية في الإقليم يعتبرون من السكان الأصليين لهذه الأرض، ولم يكونوا مهاجرين من مناطق عربية أخرى، مثل اليمن، أو العراق، بل إن العديد من أسلافهم عاشوا منذ قديم الأزل، أي منذ عهد العيلاميين في هذه الأرض، كما لا ينبغي أن ننسى أنه لم يكن ثمة حدود بين أرض الأحواز والأراضي المجاورة الأخرى، وأن هناك حركة وروابط عائلية وتجارية وثقافية، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وفي بعض الأحيان، كانت رحال الهجرات العائلية تشتد للبلدان المجاورة التي تتطابق عرقيًا ولغويًا مع المواطنين العرب في منطقة الأحواز. وتصل هذه العلاقات النَسَبية والعائلية بين الأحوازيين والعرب في جميع البلاد حتى سوريا، الأردن، فلسطين ومصر ولاتزال مستمرة حتى يومنا هذا.
في عهد العيلاميين والميسانيين، المعروفين باسم عصر “حكام العرب” والذين تمتد أراضيهم من شوش إلى ميسان العراق، وجدت الكثير من الدلائل على تواجد العرب آنذاك وعلى ترابطهم مع هذه الحضارات. ويمكن لمس وجود حكام العرب وتقاليدهم وعاداتهم في معظم التماثيل العيلامية والميسانية. كما يمكن للمتابع أن يشاهد التشابه بين العرب وتلك الحضارات في تماثيل نساء العيلاميين والميسانيين، حيث ترتدي النساء العيلامية في التماثيل المتبقية ثياباً مشابهة تمامًا لثياب المرأة العربية اليوم، أو عصابة مشابهة لعصابة النساء العربيات اليوم، كذلك القطع النقدية التي تم العثور عليها والتي نحت عليها صور ملوك العرب و”على رؤوسهم العقال العربي” والقمر والنجم والمعلق (الفالة)، ولاتزال هذه الرموز تمثل عرب الهور في الأحواز، ولا تزال مرسومة على الكثير من أعلام القبائل العربية في الأحواز.
النقطة الأخرى، يعتبر البعض العرب مهاجرين من أرض اليمن انتشروا في بلاد الأحواز من شماله إلى جنوبه، بينما هذا الرأي مرفوض جملة وتفصيلاً وحدث بسبب الخطأ التاريخي في صدر الإسلام عندما حاول كتّاب كتب علم الأنساب ربط الأمة العربية بأكملها بالقبائل العربية في الحجاز أو اليمن، لكنهم أغفلوا حقيقة أن العديد من العرب كانوا حضريين، مثل العراق وفلسطين، ولبنان، واليمن، ومصر، ودول أخرى، ومنهم الأحواز ولم يكن النسيج الاجتماعي على شاكلة القبلية، أي ما كانت بين الناس ثمة علاقات قبلية. إذن كيف يمكن أن تنسب هذه الشعوب المتحضرة في البعض من البلدان العربية إلى القبائل. بينما كانت هذه الشعوب متمدنة وتنسب إلى المدن التي تقطنها ولا يعرفون مفهومًا أو معنى للقبيلة، على سبيل المثال، كان يعرف علماء الأحواز في صدر الإسلام بأسماء المدن التي يسكنونها بدلًا من أن يعرفوا بلقب العائلة أو القبيلة ومنها الأرجاني، التستري والعسكري والأهوازي والدورقي والديلمي وغيره. لذلك، ومع هذا التمييز، فإن التقسيم القبلي والسعي وراء انتساب العرب إلى القبائل العربية يعتبر أمرًا غير مقبول، ويمكن اعتبار هذا التقسيم القبلي الذي جاء في كتاب “سبائك الذهب” أمرًا غير صحيح أو غير وارد.
النتيجة
العديد من عرب الأحواز منذ البداية كانوا من مواطني هذا الإقليم، واتخذوا من إقليم الأحواز موطنًا لهم قبل الانقسامات القبلية الحالية المعروفة، وإذا سعى اليوم معظم الناس وراء معرفة الأصل والقبيلة التي ينتسبون إليها، فذلك عمل خاطئ ويستحق التفكير والتأمل.
يجب القول إن الانتماء إلى قبائل الحجاز لشرف عظيم لأولئك الذين يأملون بالتقرب من الشخصيات الإسلامية العظيمة، ولكن ما تتسم هذه التقسيمات بالمنطق وليست دقيقة بما فيه الكفاية. لا شك أنه في صدر الإسلام، هاجرت بعض القبائل من الحجاز والأراضي العربية إلى جميع الأراضي الإسلامية الأخرى لنشر دين الإسلام، ولم يكن إقليم الأحواز استثناءً من هذه القاعدة إلا أننا لا يمكن أن ننسب جميع العرب في إقليم الأحواز إلى قبائل الحجاز.
يعزو العديد من علماء التاريخ مرجع الحضارت السامية إلى اليمن ويعتبرون اليمن مهدًا للشعب العربي، لكن إذا أردنا قبول هذه النظرية ومجاراتها فيما يخص الأحوازيين، عندئذ لا بد أن نقبل أن هذه الهجرة حدثت قبل عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، أو حتى إلى وقت أسبق من هذا، عندما كان سهل الأحواز لا يسكنه العيلاميون. وبصورة عامة، فإن الهوية التاريخية لعرب إقليم الأحواز تبدأ من عيلام، وتمر بحضارة ميسان، وتزدهر في ظل حضارة الإسلام العالمية، وتواصل وجودها في شكل الثقافة العربية. الثقافة التي هيمنت على العالم لمئات السنين وخدمت الإنسان من الأندلس وصولاً إلى الصين.
تثبت العديد من الشواهد التاريخية والآثار القديمة وكذلك كتابات علماء التأريخ الغربيين، العمق التاريخي للشعب الأحوازي وتُرجع ذلك إلى آلاف السنين، وتؤكد على أن هذه الحضارة تاريخيًا قد لعبت دورًا هامًا في ازدهار حضارات العالم. والدليل على ذلك، قدم شعب الأحوازي خدمة عظيمة في عالم الطب والعلوم الأخرى، من خلال ترجمة المصادر السريانية إلى العربية في القرن الثالث الهجري، وتمكنوا من إثبات دورهم التاريخي، ولا يمكن إنكار دورالشعب الأحوازي في تطور البشرية في الأدلة التاريخية قبل الإسلام.
الباحث : حسين فرج الله كعب
المصادر:
1- آمية، بيير. اسلامي ندوشن، شيرين. (2011). تاريخ عيلام . بياني (مترجم)، الناشر: جامعة طهران .
- هينتس، والتر. (2013). النتائج الأخيرة من إيران القديمة. المترجم برويز رجبي : ققنوس.
3 –محيد زاده، يوسف .(2008). تاريخ وحضارة عيلام .المدقق رضا فرخ فال: مركز النشر الأكاديمي.
4 –باتس، دانيل توماس. (2017). علم اثار عيلام: منظمة لدراسة وتجميع العلوم الإنسانية ، كتب الجامعات (سمت).