الجمعة, نوفمبر 15, 2024
مقالاتالخطوات الضرورة على الشعب الأحوازي في الظروف الراهنة

الخطوات الضرورة على الشعب الأحوازي في الظروف الراهنة

التاريخ:

إشترك الآن

اشترك معنا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد.

1

لقد خبأت تلك الانتفاضة التي اندلعت منذ مقتل الشابة جينا أميني وحان الوقت الآن أن يتم تحليل أبعادها المختلفة، والتبعات المحتملة التي انولدت لغاية الساعة، أو إنها ستتولد، بفعل هذه الانتفاضة التي لم يسبق لها مثيل لصفات عديدة توفرت فيها:

لقد تميزت هذه الانتفاضة بطول أمدها أولا وقبل كل شيء؛ فهي خلافا لما كانت عليه الانتفاضات السابقة لم تكن قصيرة الأمد، تعلو ثم تعود لتخبو. لقد أستمرت هذه الانتفاضة أكثر من ثلاث شهور، بالرغم من تلك المقاربة الأمنية التي تصدت لها بضرب موجع لم تفرق فيها بين حدث في المنتفضين أو مكتهل. فهي بهذا المعنى خلقت الوضع الثوري، بالمفهوم اللينيني الكلاسيك[2]، لتعني هكذا أن المجتمع (بما فيه من شعوب غير فارسية) والسلطة السياسية الإيرانية على أعتاب ظروف ثورية يمكن، في أي لحظة من اللحظات، أن تغلب النظام السياسي على رأسه، وتبدل البنيات المجتمعية المفروضة بتأثيرات النظام السياسي ذلك. ولكن بما أن الوضع الثوري لا يعني بالضرورة حدوث الثورة، فإنه يطوي مراحل في حياته ثلاث: «1) أن يستحيل على الطبقات السائدة الاحتفاظ بسيادتها دون أي تغيير، أن تنشب هذه الأزمة أو تلك في القمة، أن تنشب أزمة في سياسة الطبقة السائدة تسفر عن صدع یتدفق منه استياء الطبقات وغضبها. فلكي تنفجر الثورة لا يكفي عادة أن لاتريد القاعدة بعد الآن، أن تعيش كما في السابق بل المهم أيضا ألا تستطيع القمة ذلك. 2) أن يتفاقم بؤس الطبقات المضطهدة ويشتد شقاؤها أكثر من المألوف. 3) أن يتعاظم للأسباب المشار إليها آنفا، نشاط الجماهير التي تستسلم للنهب زمن السلم. ولكنها المدعوة في زمن العاصفة، سواء بدافع من مجمل أحوال الأزمة أم بدافع من القمة نفسها إلى القيام بنشاط تاريخي مستقل… ولكن الثورة لا تنشأ عن كل وضع ثوري، وإنما تنشط فقط إذا انضم إلى جميع التغييرات الموضوعية المذكورة آنفا، تغيير ذاتي، وأعني به قدرة الطبقة الثورية على القيام بأعمال ثورية جماهيرية قوية بحيث أنها تحطم أو تصدع الحكم القديم الذي لن يسقط أبدا حتى في فترة الأزمات، إن لم يعمل على سقوطه[3]». وبناء على كل ذلك فأحسن وصف للأوضاع الراهنة من حياة الجمهورية الإسلامية هي أنها تمر بطور الوضع الثوري الذي ينذر في كل آن بحدوث الثورة وقضائها على النظام القديم؛ إذا توفرت الشروط اللازمة الأخرى.

وإلى جانب اختلاق الانتفاضة هذه وضعا ثوريا، فإنها من جهة أخرى، وعلى صعيد الرمزية، ناهضت بقوة أركان النظام بمرشدهم آية الله خامنه اي: فمعظم الشعارات الصادحة كانت تنال من رأس النظام وجماع صفاته ومَعْقِد أمره. وسقوط الرموز هذا هو ما أشار إليه مقال موفق شرح مراحل سقوط نظام ما: تكون فيه سقوط الرموز إحدى الأركان الكفيلة بإنهيار النظام. ففي طور تداعي النظام إلى السقوط يكون تقبيح الرموز يعني النيل من قدسية نظام يكتسب رأسه شرعيته، بالدرجة الأولى، من مصدر قدسي إلوهي. ومن هنا خطورة هذه النقطة التي أستهدفت النظام برمته، وأصحبت تريد النيل منه بكليته، لا تؤمل صدور إصلاح منه، بل أكثر من ذلك رأت تناقضه معها ومع أسلوب حياتها[4]. ويشير هذا التغيير في خلو الرموز من رمزيتها أن هناك فجوة رهيبة وشايعة فيما بين الطبقة الحاكمة من رجال الدين، وبين معظم الشعب، خاصة فئة الشباب التي تتراوح أعمارها من 15 إلى 35[5]، وهم قوام التغيير والقوة العمرانية في كل دولة وحضارة.

ولعل الصفة الأخطر في هذه الانتفاضة، خاصة من زاوية نظرنا نحن الشعب الأحوازي وبالمثل باقي الشعوب غير الفارسية المقبوعة في الكيان الإيراني المهيمن، هي تلك النقطة الخاصة بمشاركة القوميات باسمها، والحديث عن ذاتها بما هي كوردية أو بلوشية، أو تركية أو عربية[6]. فهنا أتت القوميات غير الفارسية محتجة باسمها، وهي انطلقت من مطالباتها الخاصة بها، انتفضت رفضا لواقعها وواقع اضطهادها وما حل بها من نظام فارسي[7] فرض علیها بالدرجة الأولى، ذلك النظام، بالدرجة الفرعية، الذي استبد بها فأفسد اقتصادها بفساده، وطردهم عن المشاركة السياسية، وحرمهم حرية الدين والقومية والتعبير بكل ما يحدث عن الحكم الفاشل. وقد يصح أن المطالبات الخاصة بالقوميات المشاركة، وهم الأكراد والبلوش، قد تقاطعت في بعض جوانبها مع مطالبات الفرس والمركز، بيد أن هذا التقاطع هو صنيعة الصدف، ولم ينل من حقيقة انتفاض الشعوب بذاتها ومن أجلها منطلقا من واقعها هي. على أنه من الناقل القول أن الحياة في كيان واحد، سيولد لا محالة قضايا مشتركة بين نقيضين فما بالكم بشعوب مختلفة العرق والقومية قُدر لها الحياة في نظام ظالم قوميا ودينيا وحياة إلخ.

ثم إلى جانب تلك الصفات فإن الصفة الرابعة هي حدوث شرخ بين النخب الحاكمة، جعلت عددا غير يسير منها تبتعد قطعيا ونهائيا عن النظام، وتصل إلى قناعة وليدة تفيد بضرورة التجاوز عنه، والسعي الثوري في اختلاق نظام بديل يختلف كليا عن هذا القائم. ولعل أوضح مثال لذلك هو ما تحدث عنه مير حسين موسوي في رسالة نشرها أكد فيها ضرورة إزاحة نظام ولاية الفقيه، وابتداع نظام بديل من صفاته العلمانية وحصول مصدر للسطلة غير الدين، والاحتكام بالديمقراطية، والإذعان بحقوق الأقليات (الشعوب) في نطاق الكيان الإيراني. على أن هذه النخب الداعية إلى كيان جديد ظلت على رسوخ معتقدها السابق في ضرورة الحفاظ على كيان إيران وسلامة أراضيه، مناهضة هكذا الإقرار بحق الشعوب في تقرير المصير كأول حق يهب للشعوب الاعتراف وتشخصها وفردانيتها.

ولأني أريد تجنب الإسهاب في عد صفات هذه الانتفاضة فسأكتفي بصفة مهمة أخرى أختم بها صفاتها تتعلق بتوحيد جاليات الشعوب الإيرانية في الخارج، بشكل منقطع النظير طيلة حياة الجمهورية الإسلامية، من جهة، وحصول شبه إجماع أوروبي أمريكي على ضرورة التصدي لتصرفات النظام؛ من المحتمل جدا أن يتحول إلى إجماع تام على ضرورة تغييره واسقاطه. فمن حيث الجانب الأول الخاص بتوحيد الجالية الإيرانية لا يمتري أحد أن ذلك يشكل عامل ضغط كبير على الحكومة الأمريكية التي تشتمل على أكبر جالية إيرانية، وباقي الدول الأوروبية وكندا، لا بد لهم من التعاطي معه، عبر تشديد التعامل مع النظام الإيراني القائم، يترجم على شكل عقوبات ضديد كبار قادة النظام، والابتعاد عن خوض تسويات معه. أما من حيث الجانب الأوروبي فلا شك أن اقحام النظام نفسه في الحرب الروسية الأكرانية، التي لا ناقة له فيها ولا جمل، شكّل ضربة للتعامل بين إيران والاتحاد الأوروبي الذي تعني له الحرب تلك نقطة مصيرية، جعل الأوروبيين يفكرون في ردع إيران، ومعاقبتها على تلك الخطوة المعادية ضديدهم، قد تبرز على شكل ممانعتهم لمضي اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب.

2

وإذا كانت الصفات والتبعات التي أعددتها أعلاه تصف حال الانتفاضة التي غضت مضجع النظام الإيراني وعصفت به، فإن ذلك لا يدع مجال للشك بأنها انتفاضة مِفْصَلية في اللحظة التاريخية الراهنة؛ بيد أنه بالرغم من ذلك كله تغيَّب الشعب الأحوازي عنها تغيبا تاما، ولم يسجل حضورا فيها ألبتة، فما سبب ذلك أولا، وما هي تبعات ذلك التغيب على الشعب الأحوازي؟ هذان سؤالان سأجيب عنهما في الفقرة الثانية والثالثة من هذه الدراسة.

إن تغيب الشعب الأحوازي عن الانتفاضة الراهنة لم يكن بِدْعا منه، وإنما سبق أن تغيب الشعب الأحوازي عما يجري في الدولة الإيرانية منذ احتلالها الأحواز، ولم يشارك في جل الأحداث التي مرت على هذه الدولة. فإذا أخذنا ثورة المشروطة (الملكية الدستورية) بداية لدخول الممالك المحروسة القاجارية للعهد الحداثي، أي ذلك العهد الذي انصدم أمام مظاهر الحداثة بمختلف صيغها فأبدع نتيجة لذلك دولة قومية أحادية على حساب الشعوب المغلوبة الأخرى، وجدنا الشعب الأحوازي في حل تماما منها، إما غير عليم بها وبمجرياتها لشتى الأسباب قد يكون منها التخلف عن فهم المطالبة بملكية دستورية ونحوها، وإما عن انعدام صلته التامة مع المركز الإيراني والمناطق التي كان يشرف عليها البلاط القاجاري فيحكمها، أو لأسباب أخرى لست بصددها.

إن الشعب الأحوازي الذي كان في هذه الفترة، فترة الثورة من أجل تحقيق ملكية دستورية، وهي فترة الحكم القاجاري، كان يشهد حكما قبليا نابعا من القومية العربية، يتفرد بالحكم الأمير خزعل؛ كان يسوس المجتمع الأحوازي دون أي اتصال ملحوظ بينه وبين الفرس جماعات كانوا أو شخصيات فردانية. وربما هذا الابتعاد والنأي عن الفرس دولة وشعبا وأفرادا لم يكن حصيلة الحكم العربي على الأحواز فحسب، ولم يكن كذلك حصيلة البعد الجغرافي عن المناطق الفارسية المركزية فقط، بل كان ذلك النأي بالنفس من جانب الأحوازيين واعيا بوصفهم أمة عربية ليس لها صلة بالفرس ولا يجب أن يكون لهم امتدادا معهم. وربما خير دليل على وعي الأحوازيين في تلك الفترة التاريخية بانعدام صلات بينهم والفرس، هو ما حدث في هذه الفترة ذاتها:

ففي فترة اندلاع ثورة المشروطة، حسب التسمية الإيرانية بطبيعة الحال، أدى جيران الأحوازيين وهم الـ«لُر» دورا مفصليا فيها، وبرز أحد كبار شخصياتهم، وهو «سردار أسعد بختياري»، وقاد جيوشا جرارة من أجل نصرة هذه الثورة، بعد انقلاب محمد علي شاه على الملكية الدستورية ودكه البرلمان المنبثق عنها. فهنا في هذه اللحظة كان هؤلاء اللر، الذين لا تبتعد مناطق سكناهم عن الحدود الأحوازية سوى بضعة كيلومترات، يراقبون عن كثب مجرى التحولات الجارية في البلاط الإيراني، يشاركون في تسيير الأحداث، ليس حبا بالسلطة وتأدية دور تاريخي سياسي فحسب، بل لأنهم كانوا يشعرون بحق أنهم أهل الدولة القاجارية، وأنهم أصحاب الحق في المشاركة فيها أو التأثير على مجراها ومآلها[8]. ولكن على العكس من ذلك كليا لم يسجل التاريخ، تاريخ هذه الفترة، أي حضور للشعب الأحوازي، اللهم إلا ما كان من بعض محاولات الشيخ خزعل تأليب بعض رجالات الدولة على بعض، ومناصرة المشروطة تارة ودعم الملك الإيراني على حسابها تارة أخرى، من أجل ضمان مصالحه وشعبه.

وبعد احتلال الأحواز على يد رضا شاه بهلوي، ثم خلع هذا على يد قوات الائتلاف نهاية الحرب الكونية الأخرى، واندلاع انتفاضة تأميم النفط، وحدوث زوبعة كبيرة في الدولة الإيرانية الناشئة بالقوة القاشمة، وسريان الأحداث الخاصة بكل ذلك في آبار النفط وحقولها في الأحواز، هنا أيضا لم نرى مشاركة في هذه الانتفاضة من قبل الشعب الأحوازي، بل ظل الشعب بعيدا عنها، منكفئا عن تأدية أي دور في أية من التغلبات المعاصرة له. وإذا كان التاريخ قد سجل بعض «فزعات» للعرب في هذه الفترة فإن التاريخ ذلك والمؤرخ ذاك يجب أن يضع هذه التحركات في سياقها الصحيح الوحيد: وهو سياق انتفاضة العرب ضديد ما قدَّروه مناهضة لعروبتهم ونيلا منها ومن مثابتها[9].

وبعد تجذر الاحتلال الإيراني بطول زمانه وعدم انقطاعه، بات الشعب الأحوازي يتأثر أكبر بأحداث إيران، ولذلك باتت بعض فئات الشعب تتفاعل بما يجري في إيران. ولكن بالرغم من ذلك التأثر فإنه بقى محصورا في أمرين: تطويق ذلك التأثر بما يختص بعروبة الأحواز أولا، وانحساره على تأثرات فردية أو فئوية قصيرة النطاق. ومن أجل ذلك اصطبغت مشاركة الأحوازيين في ثورة العام 1979، بالأمرين تلكما: فهي من جهة أثرت على بعض فئات الشعب الأحوازي لأنهم رأوا فيها فرصة سانحة قد تحقق المطالبات القومية الأحوازية، بعد أن رأوا فيها ثورة تريد النيل من النظام الاستبدادي العنصري… لكن ذلك كان مجرد ظنون وأضغاث أحلام. ثم كانت بعض المشاركات نابعة عن انتماء بعض المتعلمين الأحوازيين إلى الحركات اليسارية، التي كانت تعم العالم برمته وإيران من ضمنه، فجاءت مشاركة هؤلاء من هذه الدوافع، دوافع أممية طوباوية ومناهضة أمبريالية موهومة[10]. هذا فضلا عن مشاركة بعض رجال الدين العرب انطلاقا من مصالحهم الفردية، أو من صفاء غرائزهم الدينية.

أما ما جرى في عهد الجمهورية الإسلامية من انتفاضات في الأحواز، فكلها بالمطلق كانت تتحرك بفاعل المطالبات القومية، ومناهضة لما كان صدر ويصدر من النظام الإيراني، لتهجير الأحوازيين، أو بناء مستوطنات كبيرة وشاسعة للفرس، أو تمييز ممنهج يريد أفقارهم فاضطرارهم إلى الهجرة، أو مناهضة المقاربة الأمنية الوحشية لأي مطالبة قومية أو نشاط يتصل بها من أي كان إلخ.

وفي هذا السياق يجب البحث عن إجابة السؤال الأول الذي يسئل عن أسباب تغيب الشعب الأحوازي عن الالتحاق بركب الاحتجاجات الراهنة: وهي إن غياب الشعب الأحوازي عن هذه الانتفاضة ليس بأمر مستغرب، بل تاريخ هذا الشعب يثبت بما لا مجال للتشكيك فيه، أن هذا الشعب في منأي عن أحداث إيران الدولة المحتلة، وأنه منكفئا عنها لا يرى بينه وبينها صلات، لا على المستوى الشعبي ولا الحكومي ولا الاحتجاجي ولا غير ذلك.

ولكن هذه الإجابة تثير من الأسئلة الملحة أكثر من منحها إجابة: فما هي أسباب غياب الشعب الأحوازي عن الانتفاضة الراهنة، بمنأى عن تاريخه الطويل من التغيب. وعندما نضع السؤال هذه المرة عن أسباب امتناع الشعب الأحوازي عن مساندة الحراك الاحتجاجي القائم في إيران؟ تأتي الإجابة تفيد بوجود عدة أسباب هي التي جعلته غير راغب في اللحاق بركب تلك الاحتجاجات. وعند السعي وراء العثور على هذه الأسباب، يتبين أن بعضها أهم من بعض: لذلك يمكن تسمية الأسباب تلك حسب أهميتها بـالشرط التام والشروط اللازمة، أريد بذلك التمييز بين الأسباب الأكثر أهمية ودورا، عن تلك الأسباب المهمة التي بالرغم من دورها الفعال لا تؤدي ذلك الدور الرئيس والكافي لإظهار حادثة أو إشعال احتجاج أو تسيير انتفاضة، على عكس الشرط التام الذي ما إنْ يتواجد حتى يتسبب بظاهرة تامة لوحده.

والشرط التام هنا في ذلك التغيب هو أن سبب امتناع الشعب الأحوازي عن مساندة الاحتجاجات والخروج فيها، يعود إلى التنافر القومي بينه وبين الفرس، جعله لا يهتم بهم وبقضاياهم تماما كعدم اكتراثهم به وبوجوده. ومن البدهي أن يتفرع عن ذلك، عن التنافر القومي الظاهر على اللغة حسب الترتيب الوجودي الأنطولوجي، تنافر في الثقافة وفي المجتمع، وما ينتج عن التباين فيهما من شكل الدولة ونظام الحكم. إن الاختلاف اللغوي هنا، لا يعني قط مجرد اختلاف في الألفاظ والنحو إلخ، بل إنه يعني بالدرجة الأولى اختلاف في الرؤي وطرائق التفكير والرؤية الكونية بصفة عامة. إنه اختلاف حضاري يتجلي على جميع الجهات.

3

وبعد تبرير غياب الشعب الأحوازي عن المساهمة في الانتفاضة الراهنة، بمبرر تاريخي وقومي، وما تمخض عن ذلك ثقافيا ومجتمعيا وسياسيا، هل يعني أن ذلك التغيب المُبَرر منعدم التبعات؟ كلا إننا، بواقعنا شعبا أحوازيا، سواء تجاهلنا وجود المحتل الإيراني أو انكفئنا عنه أو حاربناه إلخ، فإننا سنظل متأثرين به إلى أبعد الحدود، وإذا شئنا قلنا بلغة جارحة سنظل تحت رحمته خاضعين لأطواره وكيفية مزاجه: فإن رَحِمَ رُحمنا، ولئن طغى ظُلمنا، وإذا هُزم تحررنا… .

ولذلك نجمل أهم تبعات تغيب الشعب الأحوازي عن التأثير على المشهد الإيراني العام، سياسيا ومجتمعيا وثقافيا، في النقاط التالية:

ففي الجانب السياسي يمكن رصد أهم خمس تبعات، دون الحط من قيمة باقي التبعات:

  • غياب الحقوق الأحوازية القومية: عن التداول بين المعارضين ممن قد يُنظر لهم نَظَرَ البديل: سواء من قبل الداخل أو النظام الدولي. إننا كثيرا ما سمعنا المعارضين الفرس، الذين ما زالوا يتصدرون المشهد الخاص بالدولة الإيرانية المتعددة القوميات والشعوب، في تماه من قبل العالم، أجل سمعناهم يتحدثون عن الشعب البلوشي والكوردي في تجاهل تام ومقصود للشعب الأحوازي. وصحيح تماما أن منح القوميات الأخرى حقوقا قومية سيعني لا محالة تعميم ذلك على باقي الشعوب، بيد أن ذلك الغياب يتجلى على صعدين: على صعيد التلقي العام عند الفرس وباقي الشعوب، وبالتالي جهلهم للقضية الأحوازية، من جهة، ومعاملة الحقوق الأحوازية القومية معاملة المنح والبذل، لا معاملة الحقوق التي يجب أخذها على سوقها كاملة متكاملة. إلى جانب ذلك يعني التغيب عن الاحتجاج إهمال القضية الأحوازية، وتقديرها قضية ميتة ليس لها تأثيرا على الواقع المعيش العام الخاص بالدولة عموما.
  • إضعاف النضال الأحوازي في الداخل والخارج: فإذا أغضضنا الطرف عن المناضلين في الخارج لفساد معظمهم وأُميتهم إلا ما رحم الله منهم، حصرنا القول حينها في المناضلين في الداخل الذين وجدوا أنفسهم منقسمين بين من أصر على الخروج، وضرورة مساهمة الشعب في الاحتجاجات السابقة، وبين من رأى ذلك شَرَكا سيودي بحياة المناضلين ما إنْ تهدأ الاحتجاجات ويتم اصطياد المناضلين والفتك بهم وذهاب مئات من خيرة المناضلين الشباب ضحايا ومفقودين إلخ. وهذا يظهر بما لا مجال للشك فيه غياب خطة عمل جامعة يُطبق عليه المناضل الأحوازي داخليا؛ لتكون مرشدة له في أوضاع ترتبك فيها أحول النظام الإيراني؛ والكلام عن النضال في الداخل أولا وأخيرا، فهو المعول لشرفه أخلاقيا وتأثيره موضوعيا وسياسيا. أما الحديث الغو عن المعارضة في الخارج فغياب الشعب الأحوازي عن المشاركة جعلهم يظهرون أمام العالمين فاقدين للتأثير على شعبهم لا صوت لهم فيه ولا مقبولية لديهم عنده.
  • المستوطن والاصطياد بالماء العكر: ثم لهذا التغيب الأحوازي افساحا للمجال أمام المستوطنين الفرس الوافدين على الأحواز بأن يأخذوا الساحة العامة الأحوازية، ويصطبوغها بقضاياهم، وإظهار صورة عن الأحواز تكون منطقة متناصفة بين الفرس المستوطنين والأحوازيين. وهذا هو ما ظهر في بعض المحاولات الخجولة من اللر حين سيروا عددا من أسرهم بنساء سافرات سفور المنلفت أرادوا بها إيهام العالم بأنهم أهل هذه الأرض، بيد أن هذه المحاولات لم تلق دعما من باقي المستوطنين وتبقت لا تستحق الذكر.
  • إماتة الشعب بطول السبات: وذلك أن السبات الذي مرَّ فيه الأحواز في هذه الانتفاضة قد يُنذر بإماتة الروح الثائرة فيه، وإيذان قد يدل على رخاوة الشعب، ورضاه عن الوضع البائس الذي يعيشه كل يوم. فالخروج هو من دون ريب مرانا لطرح الاستكانة والمضي في ترويض النفس على الإباء والابتعاد عن الانفعال.
  • ويعني ذلك انعدام إمكانية صنع قيادات جديدة: لأن الثورات والخروج دوما كان هو الرحم الذي منه تتولد القيادات الجديدة وتصنع، تكون هي مرشدة الشعب، والرمز الذي يهبه الحراك والفاعلية. ففي كل خروج يثأر فيه الشعب الأحوازي الموتور ضديد الفرس تبرز قيادات منه وفيه تجتمع عليها كلمة الأمة الأحوازية، وتتألف على قلب رجل واحد، لخوض النضال من أجل التحرر إلى أقاصي حدوده.

أما من التبعات المجتمعية فنجملها في ثلاث هي:

  • ضياع فرصة إيقاظ المجتمع لمكانة المرأة: فهذه الانتفاضة كانت بحق انتفاضة المرأة، وأدت النساء فيها دورا لامعا وممجدا حُق لمن شاركن فيها التفاخر أمام العالمين. وهنا كانت هذه فرصة سانحة للشعب الأحواز، خاصة الفئات المتعلمة والنساء المتعلمات، فضلا عن المثقفين والحركات السياسية الداخلية أن يهتبلوه جميعا لرفعة مكانة المرأة، وتهشيم تلك الصورة التقليدية عنها التي تقزم دورها المجتمعي، وتجعل منها عالة على المجتمع كما هو الشأن بالنسبة للمجتمع الأحوازي والمرأة فيه. لن نبالغ إنْ أقررنا جميعا واعترفنا بأن الفرصة ضاعت أمامنا في هذه الانتفاضة للخروج بالنساء الأحوازيات من الدائرة المهمشة، إلى الحيز العام، وإلى جعلها رمزا يقود المجتمع ويهديه إلى حياة أفضل، كما فعلت النساء في جميع القوميات المنتفضة عند الأكراد والفرس سواء بسواء.
  • التهميش الإعلامي للقضية الأحوازية: ولعل من أولى التبعات الاجتماعية هي أن المنتفضين الفرس ممن رأينا جميعا تصدرهم المعارضة للنظام الإيراني تعمدوا كليا إبعاد الإعلام عن الشعوب غير المنتفضة، وتسليط الضوء بدلا عن ذلك على القضايا المركزية، مع قليل من التركيز على الشعوب المنتفضة وهي الكوردية والبلوشية: وهنا مرة أخرى مورست عملية التهميش والطرد من قبل المعارضة هذه المرة ضديد الشعوب الآخرين، لأنهم لم يندرجوا في سياق مساندة المركز والمعارضة الإيرانية الفارسية.
  • الطابع الحداثي في الانتفاضة: الذي يبدو له دلالة على عدم تجاوز الشعب الأحوازي عن التقليدية المنطوية على قيم دينية قبلية، حجبت عن الأحوازيين الرؤية الحداثية بالمجمل، وجعلتهم لا يتعاطون مع قيمها بكبير تعاط يجعلهم يسيرون احتجاجات ومظاهرة نصرة لها، ومطالبة بتحكيمها في حياتهم العامة في السياسة والمجتمع والثقافة. فهذه الانتفاضة كانت تحمل في طياتها الكثير من القيم الحداثية، خاصة بتبنيها علو مكانة المرأة؛ ويبدو أن عدم تفهمها دليلا على التخلف القيمي الحداثي بين من يتعقل بها وهم المحتجون ومن يؤمن بنقيضها وهم أهل الغريزة الدينية والقبلية.

أما من حيث الجانب الثقافي فتبعاتها هي ثلاث:

  • بقاء الثقافة السياسية منفعلة: لقد تبقت الثقافة السياسية الأحوازية منفعلة غير قائمة على أساس المشاركة. وإذا استحضرنا هنا انماط الثقافات السياسية بناء على تصنيف فربا وآلموند، وهي: الثقافة السياسية المنكفئة التي لا علم لها بالسياسة ولا تعلم بالحيز العام ولا تصور لديها عن الدولة والنظام السياسي القائم؛ والثقافة السياسية القائمة على المشاركة التي يؤمن أصحابها بتأثيرهم الكبير في الساحة العامة في غمرة من وعيهم بمجريات السياسة والصراعات فيها؛ والثاقفة السياسية المنفعلة التي يعلم أصحابها، إلى حدود ما، بالساحة العامة ولكنهم لا يرون لهم تأثيرا عليها؛ أجل إذا استحضرنا هذه الثقافة تبدى حينها لنا ابتعاد الشعب الأحوازي عن المشاركة إنما هو انعكاسا لواقع ثقافتهم السياسية التي لم تحفزهم على المشاركة، وجعلتهم منفعلين يرغبون إتيان التغيير من الخارج، من خارج أنفسهم وفاعليتهم في الحياة العامة والوضع العام.
  • فقدان السلمية وتأثيرها: وذلك يعني أن الابتعاد عن المشاركة السلمية التي ترغب التغيير من النشاط السلمي، قد يكشف رغبة الشعب الأحوازي في نجاعة الحراك المسلح، بدلا عن اختبار السلمية وجلعها أحد طرق نيل التغيير وتحقيق الأهداف. وصحيح أن التحقق من هذه النزوعات في الثقافة السياسية الأحوازية تحتاج إلى استبانات ودراسات ميدانية، لكن الانطباعات الأولية لا تبعد هذا الاحتمال. على أنه من الواجب القول أن معظم الحراك الأحوازي غير السلمي كان فاشلا غير منظم، نتيجة قناعات فردية تضحوية، أرادت إيقاظ الشعب بالروح التي هي أعز ما يطلب. ومن الواجب القول أيضا أن ذلك لا يعني قط غمز مكانة الشهداء الذين سلكوا الطريق غير السلمي للمطالبة بحقوق الشعب، فهم محل تقدير وتجلة واقتداء.
  • النظرة قصيرة الأمد: لقد كانت المشاركة في هذه الانتفاضة كفيلة بأن تُجعل استثمارا سياسيا قوميا، من أجل خوض صراعات مستقبلية، الأيام المتبقية من عمر النظام الإيراني حبلى بها. إن النظام الإيراني بوضعه المتأزم الراهن مقبل على تغييرات عديدة، تستوجب استثمارا طويلا الأمد من أجل الاستعداد لها، بيد أن الطابع القصير الأمد الذي ظهر فيه الشعب الأحوازي في هذه الانتفاضة قد يعني أنه لا يفكر تفكيرا استراتيجيا يبنى عليه خطوات تفضي السابقة منها إلى اللاحقة.

4

وبعد كل ذلك أعود إلى البدء فأتسائل عن ماهية الخطوات التي يجب القيام بها للتعامل مع ظروف مماثلة تشهد فيها الدولة الإيرانية احتجاجات عارمة ثلمت أركان النظام وقربته إلى الهاوية. إن أهم الخطوات التي يجب على الشعب الأحوازي القيام بها في ظروف مماثلة هي:

  • المشاركة العاجلة في أي انتفاضة تريد اسقاط النظام الإيراني: أو إرباكه، أو انتزاع حقوق منه. فذلك يعني للأحوازيين أنهم بالمشاركة هذه على استعداد تام للتحالف مع أية قوة تريد مخاصمة عدوه الأول: وهو النظام الإيراني الراهن. إن العدو الأول للشعب الأحوازي هو النظام السياسي الإيراني الفارسي، ولذلك فإذا خرجت فئات من الشعب الفارسي ذاته تحارب هذا النظام، فإن الواجب، من منطلق سياسي عملي، هو مساندتها، عل ذلك يؤتي بمكاسب للشعب الأحوازي، وإنْ على حد إضعاف النظام، والحد من قوته في التأثير على شتى المستويات. وصحيح أن الشعب الفارسي يعادي الشعب الأحوازي بنفس وتيرة النظام الراهن، بيد أن الشعب هذا ما دام يطالب بتعددية منقوصة حقا، فإنه يظل أفضل من النظام الراهن الذي بطش بالأحوازيين جماعات وأفرادا.
  • توحيد المعارضين في الداخل بالذات، ثم في الخارج بالعرض: وتتجسد آلية التوحيد بتكوين لجنة سباعية من الأحوازيين من حسني السيرة، أولى شروط أعضائها الابتعاد مطلقا عن الفئات التقليدية: نظير رجال الدين وشيوخ القبائل، والانتماء إلى الفئات الحديثة: نظير المعلمين والمنضالين القوميين والسياسيين والكتاب ونحو ذلك. وعلى اللجنة هذه أن تحظى بإجماع من قبل الحركات والتيارات الداخلية، تنشط إعلاميا وميدانيا.
  • سرد قائمة بالمطالبات القومية باسم الشعب الأحوازي تكون بمثابة خارطة طريق للمستقبل ما بعد سقوط النظام: وغني عن القول أن تعديد المطالبات يجب أن يتم بصياغة ذكية، تراعي الظرف الراهن: فبالرغم من غايتنا التي لا نمتري فيها بل نؤمن بها أشد الإيمان: وهي تحرير الوطن المغتصب، بيد أن إشهارها جزاء من المطالبات في الوقت الراهن سيذكي حفيظة الوضع الدولي الذي لا يقبل بالمطلبات القومية الانفصالية، نظير ما حدث في كردستان في العراق وكتلان في أسبانيا. بل على المطالبات أن تكون واقعية المنال، قابلة للتفاوض، وعملية الطابع: أقصد إمكانية تغييرها على ضوء المتغيرات الطارئة: فإذا صارت المتغيرات إلى تساند الانفصال والاستقلال فالتسارع بتتبعها سيعني عملية المطالبات وبرغماتيتها.
  • تبني النظام الفدرالي بنسختيه الاقتصادي والقومي: وإذا كان عرض الاستقلال في الأوضاع الراهنة شبه مستحيل، يبدو أن تتبع الفدرالية والمطالبة بها أمرا معقولا: ولا نخفي هنا أن المطالبة بالفدرالية وتحققها سيكون من دون شك دُرْبة للاستقلال وتمرسا في بناء الدولة الأحوازية المنشودة. على أن الفدرالية الاقتصادية يجب أن تتمركز على منح حصة من العوائد النفطية إلى الأحواز وتقرير ذلك في الموازنة الإيرانية العامة.
  • المطالبة بالتعليم باللغة الأم في المدارس: وإذا كانت المطالبات المذكورة أعلاه من صنف المطالبات التي لا تتثبت إلا بخوض صراع سياسي ذكي، فإن المطالبة بالتعليم باللغة الأم هي من صنف المطالبات التي ينص عليها دستور النظام الإيراني الراهن، وهي محل إجماع المعارضين الفرس في الخارج أيضا. بيد أن الشعب الأحوازي بمناضلية لم يولي هذا المطلب أهمية تذكر.
  •  ترغيب النساء بالاحتجاجات: بغية تكسير الصور النمطية لها، ومحاربة القيم البالية الإسلاموية والقبلية التي لا تعترف للمرأة بدور مجتمعي، وتجعل المرأة العربية الأحوازية حبيسة أنماط من السلوك يقترب منها إلى جعلها شيئا يُملك، وليس إنسانا له فردانيته وتأثيره على مختلف مستويات المجتمع بدأء من الأسرة والتعليم والصناعة وجميع مرافق الحياة.
  • التعامل الحثيث مع قادة الاحتجاجات في الخارج: وذلك لجعل القضية الأحوازية حاضرة على كافة الطاولات والمفاوضات من جهة، والاطلاع على خفايا الأمور التي تحاك وقد يكون الشعب الأحوازي الخاسر الأكبر بها لغيابه عنها. فعلى سبيل المثال: إذا كان المعارض الإيراني الفارسي الذي يحتل صدارة المعارضين، كما قلت، ينشغل في كتابة دستور جديد للدولة الإيرانية، فلازما عليه أن يلاحظ جميع مطالبات الشعوب غير الفارسية، وأن يلتزم بمبدأ التعويض لها عن الظلم التاريخي الذي مارسته الدولة الإيرانية ضديدهم، دولة الفرس.

 

 

احمد قنواتي

 

 

المصادر

[1] . نقصد بالوقت الراهن هو الظروف التي استحدثت في الإنتفاضية الأخيرة التي عُرفت بانتفاضة جينا.

[2] . فلادمير إيليتش أوليانوف لينين، الدولة والثورة: تعاليم الماركسية حول الدولة ومهمات البروليتاريا في الثورة، ترجمة دار التقدم، موسكو، د.ن.

[3] . ولادمير لنين، إفلاس الأممية الثانية، دار الطبع والنشر باللغات الأجنبية، الطبعة العربية، موسكو، ص13-14.

[4] .محسن رناني، سقوط، نص نُشر على الإنترنت بشكل واسع يمكن العثور عليه بالاسم ذاته الذي هنا.

[5] . بناء على احصاء نشرته وكالة فارس للأنباء نقلا عن أجهزة استخبارية أمنية، كان 41.8 بالمئة من المشاركين في الاحتجاجات في طهران كانوا دون 20 عاما، بينما 48.2 بالمئة من المعتقلين تراوحت أعمارهم من 20 إلى 35، ما يعني أن 90 بالمئة من المعتقلين فهم دون 35 و3بالمئة منهم فقط تجاوزوا 35 عاما. أنظر: عقيل دغاغلة، فرودستي ولحظه انقلابي جينا، نقد اقتصاد سياسي، اسفند ماه 1401.

[6] . على الرغم من عدم مشاركتهما، أعنى بهما العرب والترك، في هذه الانتفاضة وتخلفهما المؤسف، وبالوقت ذاته المبرر تماما، عنها.

[7] . أنظر في ذلك عقيل دغاقلة، المصدر ذاته.

[8] . راجع حول انتفاضة المشروطة والتأريخ لها: أحمد كسروي، تاريخ مشروطة إيران، انتشارات بر، طبعات عديدة.

[9] . راجع حول انتفاضة تأميم النفط: Erwand Abrahamian, Oil Crisis in Iran: From Nationalism toCoup d’Etat.

[10] . لم أعثر، بكل أسف، على كتاب يتناول التاريخ الأحوازي في ثورة 1979 حتى أحيل القارئ الراغب في مزيد معلومات وتحليل إليه!

"الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع معهد الحوار للأبحاث والدراسات"



error: Content is protected !!